مقارنة الأطفال هي مقاربة شائعة جداً في أوساط الأهل، والغاية منها برأي هؤلاء: حثّ الطفل على تطوير مهاراته وتحسين أدائه الأكاديمي، حتى أنّ البعض منهم يؤمن بها على أنها نهجٌ تربوي سليم.
والحقيقة أنها عكس ذلك تماماً، والتأكيد على ذلك فيما يلي في هذا المقال من "عائلتي"..
- يُمكن لمقارنة الطفل بغيره من الأطفال في الحيّ أو المدرسة أن تُشجّعه على كره ذاته لعدم قدرته على تلبية تطلعات والديه.
- يُمكن للمقارنة في مرحلة الطفولة الأولى أن تُحفّز الطفل على بذل جهد مضاعف ليُصبح بمصافي مَن يُقارن به. ولكنه مع الوقت يفقد هذا المحفّز الذي يتحوّل إلى ضغوط نفسية تفوق قدرته على التحمّل.
- تُشير إحدى الدراسات إلى أنّ الطفل الذي يكون ضحية للمقارنة يعاني من انعدام الثقة بالنفس، ويشعر أحياناً كثيرة أنه لا يصلح لشيء وأنه في الموقع غير المناسب، الأمر الذي يُمكن أن ينعكس سلباً على دراسته وحياته بشكل عام.
- يُمكن للمقارنة أن تجعل الطفل ينزعج في حضرة الآخرين ويُفضل الانزواء على التواصل اجتماعياً معهم. ومع الوقت، يُمكن أن تتطوّر هذه الحالة إلى شعور بالدنيوية يستمر معه حتى مرحلة الرشد.
- يُمكن للمقارنة أن تُشعر الطفل بالغيرة والحسد من الأطفال الذين يُقارن بهم، وتُشعره أيضاً بالكره والضغينة تجاههم.
- يُمكن لتجاهل إنجازات الطفل ومقارنته بغيره أن يقتل رغبته في محاولة إرضاء أهله الذي يُفضّلون وبشكل واضح أطفال آخرين سواه.
- يُمكن لمقارنة الطفل بغيره والإلحاح عليه بالتشبه بهذا الغير أن يُسبب له الضياع بين المهارة التي يُحبها ويكرهها أهله من جهة، والمهارة التي يرغب في أن تكون له ولكنها لا تعني له والأرجح ألاّ يبرع بها من جهة أخرى.
وإلى جانب ما سبق، يُمكن لمقارنة الطفل بإخوانه أو أصدقائه أو جيرانه أو زملائه في المدرسة أن تُبعده شيئاً فشيئاً عن أهله الذين لم يلمس منهم سوى عدم التقبّل وعدم الرضى عن كل ما يقوم به ويفعله، وربّوه على عدم الثقة وعدم الأمان اللذين قد يتسبّبا له بمشاكل نفسية وسلوكية عندما يكبر.
اقرأي أيضاً: نصائح ذهبيّة للتعامل مع تنافس الأشقاء