قد تكون العادات والطقوس التي يمارسها طفلكِ أمراً طبيعياً جداً إذا ما جاءت للسبب نفسه الذي يدفعه إلى تناول البيتزا المصنوعة في المنزل مساء كل جمعة أو مشاهدة البرامج الكرتونية صباح كل سبت. فالأطفال في عمرٍ معيّن يستمتعون في القيام ببعض الأمور بشكلٍ منتظم، حتى أنّ الكثير منهم يستمدّون من هذا "الروتين التحساسي" إذا صحّ التعبير شعور الأمان والطمأنينة في ظل وتيرة الحياة السريعة.
وفي حال كان طفلك يجد متعةً كبيرةً في القيام بهذه العادات، وفي حال كانت عاداته لا تتداخل مع حياته الاجتماعية، وفي حال كان عدم القيام بها لسببٍ من الأسباب لا يثير اضطرابه، فلا داعي للخوف والقلق.
فطفلك لا يعاني حتماً من متلازمة الوسواس القهري (OCD) التي تتميّز عن الأعمال الاعتيادية في كونها أمراً مفروضاً على الطفل الذي لا يجد متعةً في تنفيذها، إنما يشعر بضرورة القيام بها لتلافي حصول مكروه ما.
ومن بين الأعراض الأكثر شيوعاً لهذا الاضطراب: غسل اليدين والتعداد ولمس الأشياء بطريقة معينة، إلخ. وفي الإجمال، تأخذ هذه العادات حيّزاً كبيراً من وقت الطفل وتتداخل في حياته الاجتماعية وتتفاقم في ظل ظروف معينة مليئة بالتوتر كالفترة التي تسبق دخوله إلى المدرسة.
وإن كنت تشكّين من أن تكون عادات طفلك نابعة عن إصابته بهذه المتلازمة، فما عليك سوى أن تسرعي به إلى أحد الخبراء في الصحة النفسيه لتتأكدي وتُخضعيه للعلاج اللازم. ساعدي طفلكِ ليتغلب على القلق