من الطبيعي أن يكون الطفل في بعض الأحيان كثير الحركة ومشتّت الانتباه، فلا يصغي الى ذويه ولا يطيع أوامرهم، ويهمل واجباته المدرسية أو يتهرّب من واجباته الأخرى غير "المستحبّة" مثل الاستحمام ولكن عندما تبدأ هذه الأعراض بالتأثير على مجرى حياة طفلك فلا يعد باستطاعته السيطرة على الأمور، عندئذ يجب أن تنتبهي وتراقبي طفلك لتعرفي ما إذا كان يعاني من اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط.
بغية تشخيص الإصابة باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط يجب أن تبحثي عن 3 علامات أساسية وهي قلّة الانتباه والاندفاعية والنشاط الزائد. ليس من الضرورة أن تتوفّر هذه العلامات الثلاثة كلّها لكي يكون طفلك مصابًا باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط لأنّ الطفل الذي يعاني من اضطراب نقص الانتباه ليس مفرط النشاط بل فقط غير قادر على التركيز أو الانتباه. ومن أجل الكشف عن إصابة الأطفال الأصغر سنًا، في مرحلة ما قبل المدرسة، الذين يُشتتّ انتباههم بسهولة ويميلون الى الحركة الزائدة فإنّنا نركّز في هذه الحالة على السلوك الاندفاعي مثل التسلّق الخطير والاندفاع في قول الشتائم. قد يبدو لك أنّ طفلك غير مستعد للتصرّف في شكل جيّد ولكن يجب أن تعرفي أنّه ربّما يبذل جهده كي يحسن التصرف ويركّز على ما تقولينه ولكنّه غير قادر على ذلك أكان على الصعيد المعرفي أو الجسدي. سأقدّم لك النصائح التالية لتساعدي طفلك على التغلّب على اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط.
- العلاج النفسي قبل اللجوء الى الدواء: عندما يتعلّق الأمر بالأطفال الصغار، لا أنصح باستخدام الدواء إلاّ كحلّ أخير للمشكلة. قبل أن تعطي طفلك أي دواء وهي الطريقة الأسرع والأسهل لعلاج اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط وتخفيف أعراضه، أتمنّى عليك أن تأخذيه أوّلاً لرؤية طبيب نفسيّ من أجل العلاج. اذ إنّ العلاج النفسي يساهم في كشف المشاكل الكامنة التي من شأنها أن تغذّي هذا الاضطراب وأيضًا يعلّم الطفل المهارات السلوكيّة وكيفيّة التأقلّم مع بيئته.
للمزيد: المعالجة النفسية تشرح عن اعراض اصابة الطفل باللزمات العصبية
-
الحصول على قسط جيّد من النوم: معظم الأولاد المصابون بهذا الاضطراب سيجدون صعوبة في النوم، فالنوم مهمّ للصحّة ويمكن أن يخفّف من أعراض هذا المرض. إن كان طفلك يتناول الأدوية فعليك أوّلاً أن تتحقّقي ما إذا كان الدواء هو الذّي يؤثر على نومه. وبالعكس، إن لم يكن يتناول أي أدوية يمكنك أن تساعديه على النوم من خلال تحديد موعد منتظم للنوم، واطفاء كل الأجهزة الالكترونية (التلفاز، الكمبيوتر المحمول، الآي باد…) قبل ساعة واحدة على الأقل من موعد النوم، والحدّ من الأنشطة البدنيّة في فترة المساء.
-
اتباع نظام غذائي صحيّ: يساعدك الغذاء السليم على التحكّم في شكل أفضل باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط. احرصي على ألاّ تتجاوز الفترة بين وجبات الطعام والوجبات الخفيفة الثلاث ساعات كي تتمكّني من تنظيم مستوى السكّر في دمّ طفلك ما يساعده على التخلّص من انفعاليّته ويساعده على الانتباه والتركيز. كما يمكنك أن تضيفي الى النظام الغذائي القليل من البروتينات والكربوهيدرات المعقدة والأوميغا 3 والأحماض الدهنية التي تساعد طفلك على التركيز أكثر والحدّ من نشاطه المفرط. تحقّقي أيضًا من مستويات الزنك والحديد والمغنيسيوم في حال كانت متدنية للغاية.
-
كوني منظّمة: من المهمّ أن تضعي جدولًا ونظامًا لحياة طفلك لأنّه بغنَى عن المزيد من الفوضى. اتبّعي روتيناً معيناً، وكوني له قدوة في حسن السلوك.
-
ضعي له جدولاً زمنيًا سهلاً: لا توكلي إليه الكثير من المهام لانجازها في فترة زمنية قصيرة. ولا تجعليه يشارك في نشاطات عديدة في آنٍ أو الانتهاء من واجباته المدرسية أو مهمّات أخرى خلال وقت قليل. اجعلي الأمور تبدو سهلة له كي يستطيع القيام بما أُوكل له من مهام ويستمتع بها ويتشجّع على تكرارها.
-
عدم مقارنته بالآخرين: يرتكب العديد من الأهل خطأً بمقارنة أطفالهم مع أخوانهم أو أصدقائهم أو أقربائهم بهدف حثّهم على التصرف جيّدًا، إلاّ أنّ هذه الطريقة ستجعل الطفل يهدأ فقط لأنّه يشعر بالاحباط والغيرة والعجز.
للمزيد: نصائح المعالجة النفسية لمساعدة الطفل على مواجهة مخاوفه