لعلّ أصعب اللحظات التي تمرّ بها الحامل هي مرحلة المخاض والولادة الطبيعية التي تسبّب لها آلاماً شديدة مع بداية تقلّصات الرحم، ولعلّ هذه الآلام هي السبب الذي يجعل الحوامل يخترن الولادة القيصرية التي تُعدّ أكثر راحة لهنّ خاصّة بوجود وسيلة التخدير.
ولكن ماذا لو كان التخدير من نوع آخر؟ ما رأيك مثلاً بولادة طبيعية مع تخدير مغناطيسي؟ دخل إلى عالم الحمل نوع جديد من التقنيات لتسهيل ولادة الحامل والتخفيف من آلامها وهو ما يعرف بالولادة بالتنويم المغتاطيسي. لا تقلقي فهذه الطريقة لا تعتمد على شخص شرّير سيؤَرجح ساعته أمام عينيك حتّى تشعري بالنعاس، إنّما الأمر يعتمد عليك أنت!
كيف تحوّلين غرفة المستشفى إلى مكان مريح للولادة؟
في برامج التنويم المغناطيسي المعدّة للولادة، تتعلّم النساء تنويم أنفسهنّ مغناطيسياً ما ينطوي على تهيئة النساء عاطفياً، جسدياً، وعقلياً لعملية الولادة من خلال استخدام تقنيات للاسترخاء تعتمد على التنفس العميق والتخيّل للخروج من حالة الخوف والقلق التي يعشنها والتعايش مع التغيرات الفيزيولوجية التي تحصل أثناء المخاض والسيطرة عليها.
ومع تطبيق هذه التقنية، تصل الحامل إلى حالة تشعر فيها أنّها مفصولة عن العوامل التي تزعجها من محيطها ما يمكّنها استبدال خوفها من الألم بتوقّعات لولادة سهلة، آمنة، ومريحة. وفي حين أنّ فكرة الدخول إلى عالم مغاير تقلق بعض الناس، إلّا أنّ هذه التقنية ليست غريبة عن حياتنا اليومية فهي شبيهة بأحلام اليقظة، التعمّق بقراءة كتاب أو مشاهدة فيلم. وعلى خلاف التنويم المغناطيسي الذي عادة ما نسمع عنه، إنّ هذه التقنية رهن إرادتك أي أنّه بإمكانك العودة إلى الواقع وإلى الحالة الطبيعية متى رغبت بذلك.
الولادة الطبيعية بعد الولادة القيصرية: أسباب ومخاطر
وإن تساءلت عن سبب إمكانية تجنّبك للألم باستخدام هذه التقنية فالإجابة هي التالية: عندما تشعر الحامل بالخوف أثناء الولادة، يطلق جسمها هرمونات التوتر التي تؤدّي إلى تشنّج العضلات وبالتالي الشعور بالألم. أمّا عندما يتمّ تدريب العقل الباطني على توقّع ولادة آمنة ومريحة ستتمكّن السيدة من السيطرة على خوفها وتجنّب التشنجات.
في النهاية، لا يسعنا سوى أن ننقل لك الواقع، ففي حين أنّ فاعلية هذه التقنية ما زالت تحتاج للعديد من الأبحاث، إلّا أنّ النساء اللواتي اتّبعنها أكّدن شعوراً أقل بالألم أو حتّى عدم الشعور نهائياً بالانزعاج.