طفلكِ ينجذب إلى ألعاب البنات وحتّى ملابسهنّ، حتى بات الأمر يشكّل نوعاً من القلق لديك؟ لستِ الوحيدة، فهذه الحالة الشائعة تطاول معظم الأطفال خصوصاً في حال وجود شقيقات لهم في المنزل… ولكن، إلى أي حد يعدّ هذا الأمر طبيعياً؟
يشرح علم النفس في هذا السياق أنّ الطفل في هذه المرحلة، والذي يكون إجمالاً ما بين سنّ الثالثة والسابعة، يكون قد سبق وطوّر في مرحلته العمرية هذه قدرته على تمييز هويته الجنسية كذكر وفصلها تماماَ عن الإناث. ولكن على رغم ذلك، لا تزال شريحة كبيرة من الصبيان في هذا العمر، تمارس ولو في شكل غير علني، ما يعرف بالإختبار Experimentation في ما يتعلّق بأدوار الجنس الآخر، الأمر الطبيعي للغاية.
للمزيد: نصائح مفيدة لتربية "صبي"
لذلك، لا داعي للقلق على الإطلاق، فالواقع أن طفلكِ يستمتع باللعب بأغراض البنات أو حتّى يتمتّع بصفات إجمالاً ما يتم ربطها بالبنت مثل الحساسية والهدوء، هو ليس أكثر من دليل الى أنكِ قمتِ بتربيته بكلّ إنفتاح ودعم تام، حتّى بات يتخطّى بطريقة تفكيره طريقة "لعب الصبيان" الخشنة النموذجيّة.
في الواقع، يشجّع علم النفس على إعطاء الطفل مساحته الخاصة للتعبير عن أفكاره وتخيلاته، حتّى لو كان الأمر خارج الإطارات المعهودة لتفكير الذكور ولعبهم. ولعلّ هذا الأمر ينطبق على الجنسين، إذ من الضروري أيضاً السماح للبنات اللعب بالطريقة التي تحلو لهن وإطلاق العنان بعض الأحيان لأنفسهنّ بعيداً من اللعب الهادئ بالدمى في شكل دائم.
ولكن، إن شعرت أنّ طفلكِ يتعلّق في شكل غير معهود بألعاب البنات، ويرفض تماماً فكرة ألعاب الصبيان، كما يجد صعوبة كبيرة في الإندماج مع الذكور في سنّه إن في المدرسة أو في الإطار العائلي، لا تتردّدي في مراجعة طبيب نفسي مختص للكشف عن أبعاد حالته هذه.