تتغيّر حياة الأم بعد ولادة طفلها وينقلب دورها رأساً على عقب وتثور هرموناتها وتتضاعف المهام اليومية الملقاة على عاتقها.. فإنجاب طفل يتحدّى قدرتها على التحكم بمجريات الأمور، ويتركها مكسورة ومنهزمة، ويُفقدها بعضاً من حريتها، الأمر الذي قد يكون صعباً على عددٍ كبيرٍ من النساء.
والأمومة، مهمة متعبة وشاقة للغاية، ولا تعتقد أي أم في العالم أنها تملك ما يكفي من الوقت والمساعدة والمال أو الدعم العاطفي. وهذا ما يُشعرها دائماً بأنها محاصرة وضجرة ومكتئبة ومتوترة وغاضبة. إشارة إلى أنّ كل هذه المشاعر طبيعي، ولكن، ماذا يمكنك أيتها الأم أن تفعلي إزاءها؟ في البداية، حددي أي أجزاء من "حياتك السابقة" تفتقدين، ثم أعدّي قائمة بها وكوني محددة – أكتبي مثلاً، "أفتقد لتمضية الوقت مع صديقتي الحميمة"، أو "أفتقد للنزهات والمشاوير".. ولا تتردي أبداً بالإشارة إلى النشاطات السخيفة وغير المهمة. فكلما أضفتِ نشاطات إلى القائمة، كلما سَهُل عليك تحديد مشاعرك بدقة. وبعد إنتهائك من إعداد اللائحة، تحدثي إلى زوجك أو صديقتك المقرّبة عن كل نقطةٍ فيها وابحثا معاً عن طريقةٍ تعودين بها إلى ممارسة واحدة أو اثنتين منها. فعندئذٍ، ستشعرين بأنك استعدت توازنك وعُدتِ للتحكم بزمام حياتك.
ويقول الخبراء إنه ما إن تصبح الأم قادرة على تحديد حجم الأشياء التي تفتقد إليها، حتى يكون بإمكانها تقدير خسارتها من دون الشعور بالأسى. ففي النهاية، الخسارة أمرٌ لا بدّ منه لعيش تجارب وأفراح جديدة.