تُشكّل اعراض الامراض الجنسية ناقوس خطر لا يمكن تجاهله. أي تغيير مفاجئ في جسمكِ، سواء أكان في الإفرازات المهبلية أو في الإحساس أو في مظهر الجلد، قد يُشير إلى وجود عدوى منقولة جنسيًا تستوجب التدخّل الفوري. كثير من النساء يُهملن العلامات المبكرة ظنًا أنها مؤقتة، إلا أنّ الإهمال في هذه المرحلة قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة يصعب علاجها لاحقًا.
لهذا السبب، سنُسلّط الضوء في هذا المقال على أهم العوارض التي ينبغي أن تُقلقي منها من دون تأخير. سنتناول العلامات الشائعة، والعلامات الخطيرة، والأمراض الأكثر انتشارًا، ونختم بتقديم توجيهات طبية وقائية مهمّة.
نزول إفرازات غير طبيعية
يُعَدّ أيّ تغيّر في شكل الإفرازات المهبلية علامة أولى من اعراض الامراض الجنسية. عندما تُلاحظين لونًا مختلفًا مثل الأصفر أو الأخضر، أو رائحة قوية وغير مألوفة، أو زيادة في الكمية من دون سبب واضح، فهذا مؤشر مقلق.

قد يدلّ نزول هذه الإفرازات على المعاناة من أمراض مثل السيلان أو الكلاميديا، وهي التهابات تنتقل أثناء العلاقة الحميمة. وقد تُصاحب هذه العلامات حكة مزعجة أو شعور بالحرقة في المهبل. في حال استمرّ الوضع لأيام، يجب مراجعة الطبيبة فورًا.
من المهم التفرقة بين الإفرازات الطبيعية خلال الدورة الشهرية، وتلك التي تحمل طابعًا مرضيًا.
الشعور بآلام الحوض وأسفل البطن
تشكو العديد من النساء من الشعور بآلام خفيفة في أسفل البطن، لكن استمرارها أو تصاعدها من العلامات المهمة ضمن اعراض الامراض الجنسية. قد تدلّ هذه الآلام على التهابات في الأعضاء التناسلية الداخلية، مثل مرض التهاب الحوض (Pelvic Inflammatory Disease).
تحدث هذه الحال عندما تصعد البكتيريا إلى الرحم أو قناتي فالوب، ما يؤدي إلى التهابات مزمنة، وتأخّر الإنجاب، أو حتى العقم. قد يكون الشعور بالألم مستمرًا أو يظهر أثناء ممارسة العلاقة الحميمة، وقد يترافق مع نزيف غير مبرر.
هنا، لا يكفي استخدام المسكنات، بل يجب إجراء فحوصات دموية وصور صوتية لتحديد السبب.
تقرحات أو طفح جلدي
تُعَدّ القروح أو الطفح في المناطق الحساسة من العوارض الظاهرة التي لا يجب التغاضي عنها. وغالبًا ما تظهر نتيجة فيروسات مثل الهربس التناسلي أو فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، وهما من أكثر أسباب ظهور اعراض الامراض الجنسية انتشارًا بين النساء.

قد تكون القروح مؤلمة أو غير مؤلمة، صغيرة أو منتفخة، وقد تختفي تلقائيًا ثم تعود مجددًا. هذه العلامات لا تعني دائمًا إصابة خطيرة، لكنها مؤشرات واضحة على وجود عدوى تحتاج إلى علاج خاص، وقد تتطوّر لاحقًا لتُسبّب أمراضًا سرطانية مثل سرطان عنق الرحم.
لهذا، من الضروري الخضوع لفحص مهبلي ومسحة PAP بشكل دوري، حتى من دون وجود عوارض.
الشعور بالحكة والحرقة
يُعَدّ الشعور بحكة مستمرة أو حرقة عند التبوّل من أبرز اعراض الامراض الجنسية المزعجة. في كثير من الأحيان، يُخلط بينها وبين التهابات المسالك البولية، لكنّ مصدرها قد يكون جنسيًا.
قد تظهر هذه العوارض نتيجة المعاناة من الكلاميديا، والسيلان، والهربس، وقد يُصاحبها احمرار وانتفاخ في الفرج أو المهبل. في بعض الحالات، تنتشر العدوى إلى فتحة الشرج، وتُسبب انزعاجًا إضافيًا خلال الجلوس أو المشي.
عند ظهور هذه العوارض، يجب التوقّف عن ممارسة العلاقة الحميمة، واستشارة الطبيبة فورًا للقيام بالتحاليل المناسبة وتلقّي العلاج الصحيح.
النزيف غير الطبيعي
يُعَدّ النزيف بين فترات الدورة الشهرية، أو بعد ممارسة العلاقة الحميمة، من العلامات التي تستوجب التنبّه. ويُصنّف كأحد اعراض الامراض الجنسية التي تدلّ على التهابات عنق الرحم أو بداية لتغيّرات غير طبيعية في الخلايا.

في بعض الحالات، قد تكون المعاناة النزيف دليلًا على وجود أورام حميدة أو خبيثة في عنق الرحم، خاصّةً إذا كان متكرّرًا أو غزيرًا. لذلك، يجب إجراء مسحة عنق الرحم كل 3 سنوات كحدّ أدنى، والحرص على التوعية الدائمة حول أهمية التشخيص المبكر.
في النهاية، تبقى الوقاية والملاحظة الدقيقة هما خط الدفاع الأول ضد اعراض الامراض الجنسية. معرفة جسمكِ، والانتباه إلى أي تغيّر مهما بدا بسيطًا، هما طريقكِ نحو الحفاظ على صحتكِ الجسدية والنفسية.
تأكدي دائمًا من إجراء الفحوصات الدورية، وتجنّبي استخدام أي علاج من دون وصفة طبية. فالكشف المبكر يُنقذ حياتكِ، ويُجنّبكِ الدخول في دوّامة من المضاعفات والعلاجات الطويلة. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن احتماليّة انتقال التهاب البول بين الزوجين خلال ممارسة العلاقة الحميمة.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أن الصراحة مع الذات والوعي الصحي هما حجر الأساس في حماية جسدكِ وكرامتكِ كامرأة. لا يجب أن يكون الحديث عن اعراض الامراض الجنسية مصدر خجل أو تردّد، بل دليل على قوة ومسؤولية تجاه نفسكِ. هذه العوارض ليست عيبًا، بل رسالة تنبيه من جسدكِ تطلب التدخل والرعاية. تجاهلها لا يُنهي المشكلة، بل يُخفيها مؤقتًا على حساب صحتكِ. لذلك، لا تتردّدي في استشارة طبيبتكِ، وكوني يقظة لأي تغيّر مهما بدا بسيطًا. امنحي نفسكِ الأولوية دائمًا، وواجهي هذه التحديات بثقة ووعي، لأن صحتكِ حقّ لا يُساوَم عليه.