يُعَدّ الحمل بتوأم من التجارب المذهلة التي قد تمرين بها من دون أن تدركي ذلك في البداية. في الكثير من الأحيان، تتشابه علاماته مع عوارض الحمل بجنين واحد. مما يجعل اكتشافه في المراحل المبكرة أمرًا صعبًا من دون إجراء فحوصات دقيقة.
لهذا السبب، سنتناول اليوم شرحًا علميًا مبسطًا لظاهرة الحمل بتوأم. ثم ننتقل إلى عرض أهم الإشارات المبكرة التي قد تمرين بها. وأخيرًا، سنختم بتقديم ملاحظات عملية حول أهمية متابعة الحمل بتوأم عن كثب لضمان صحة الأم والأجنة.
ما هو الحمل بتوأم؟
قبل التطرق إلى العلامات، من المهم فهم أساسيات الحمل بتوأم. يحدث الحمل بتوأم عندما يتم تخصيب بويضتين منفصلتين (توأم غير متطابق)، أو عندما تنقسم بويضة مخصبة واحدة إلى جنينين (توأم متطابق).
بحسب الدراسات المنشورة في الجمعية الأمريكية للطب التناسلي (ASRM)، تبلغ نسبة الحمل بتوأم نحو 3% من إجمالي الولادات الطبيعية. إلا أن النسبة تزداد مع تقنيات الإخصاب المساعدة مثل أطفال الأنابيب (IVF).
من جهة أخرى، تؤدّي العوامل الوراثية والعمر وبعض الحالات الهرمونية دورًا كبيرًا في رفع احتمالية الحمل بتوأم. لذلك من الضروري الانتباه إلى التفاصيل الصغيرة التي قد تظهر في الأسابيع الأولى.
إشارات مبكرة قد لا تنتبهين لها
في بداية الحمل، قد تعتقدين أن كل ما تشعرين به طبيعي. لكن مع الحمل بتوأم، هناك بعض الإشارات التي تظهر مبكرًا:
1. زيادة ملحوظة في مستوى هرمون الحمل (hCG)
عادةً ما تكون مستويات هرمون الحمل أعلى لدى النساء الحوامل بتوأم مقارنةً بالنساء الحوامل بجنين واحد. هذا الارتفاع قد يؤدي إلى ملاحظة عوارض أكثر حدة مثل الغثيان الصباحي الشديد أو التعب غير المعتاد.
بحسب دراسة نُشرت في مجلة الخصوبة والعقم عام 2018 (Fertility and Sterility)، لاحظ الباحثون أن النساء اللاتي كنّ يحملن توأمًا أظهرن ارتفاعًا مضاعفًا تقريبًا في معدلات hCG خلال الأسابيع الستة الأولى.
لذلك، إذا لاحظتِ عوارض حمل قوية بشكل غير معتاد، فقد يكون ذلك دلالة مبكرة على الحمل بتوأم.
2. أعراض حمل مضاعفة أو شديدة
من جهة أخرى، يمكن أن تواجهين عوارض حمل مبكرة أكثر شدة. مثلًا، الغثيان قد يستمر طوال اليوم، والتعب يكون شديدًا منذ الأيام الأولى.
إلى جانب ذلك، قد تلاحظين شعورًا أسرع بانتفاخ البطن وضيقًا في التنفس عند القيام بمجهود خفيف. هذه العوارض لا تظهر عند جميع الحوامل بتوأم، لكنها شائعة أكثر مما يعتقد البعض.
3. نبضات قلب متعددة عند الفحص بالموجات الصوتية
أيضًا، يُعَدّ الفحص بالموجات فوق الصوتية (السونار) الوسيلة المؤكدة للكشف عن الحمل بتوأم. عند زيارة الطبيبة وإجراء السونار المبكر، قد يُسمَع أكثر من نبض قلب واحد، ما يشير بوضوح إلى وجود توأم.
بحسب الكلية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد (ACOG)، يتمكن الأطباء عادةً من رصد نبضات قلب متعددة بدءًا من الأسبوع السادس أو السابع من الحمل.
لهذا السبب، إذا اقترحت الطبيبة إجراء سونار مبكر، فلا تترددي أبدًا.
4. زيادة حجم الرحم بشكل أسرع
علاوةً على ذلك، يتسع الرحم لدى النساء الحوامل بتوأم بمعدل أسرع بكثير مقارنة بالحمل المفرد. خلال إجراء الفحوصات الروتينية، قد تلاحظ الطبيبة أن قياسات الرحم أكبر من المتوقع بناءً على عمر الحمل.
وبناءً على تقرير نشرته عيادات مايو كلينك، فإن حجم الرحم خلال الحمل بتوأم قد يزيد بمعدل 20% إلى 30% عن الحمل بجنين واحد في الأشهر الأولى (Mayo Clinic, 2020).
لذلك، إذا لاحظتِ أن بطنك يكبر بسرعة، فقد يكون ذلك إشارة مبكرة.
عوامل تزيد من احتمال الحمل بتوأم
بجانب الإشارات الجسدية، هناك بعض العوامل التي ترفع من احتمالية الحمل بتوأم. ومنها:
- التقدم بالعمر، خاصّةً فوق سن 30 عامًا.
- وجود سوابق عائلية من الحمل بتوأم.
- الحمل بعد علاج خصوبة أو باستخدام أدوية تحفيز التبويض.
- الحمل المتعدد السابق.
إذا توفرت هذه العوامل لديكِ، فعليكِ الانتباه أكثر إلى الإشارات المبكرة.
نصائح مهمة عند اكتشاف الحمل بتوأم
بعد التأكد من الحمل بتوأم، هناك عدة خطوات يجب الالتزام بها لضمان صحة جيدة لكِ ولطفليكِ:
- الالتزام بجدول زيارات طبية دقيقة ومكثفة.
- تناول مكملات غذائية مناسبة خاصة بحمل التوأم.
- الحرص على التغذية الصحية الغنية بالبروتينات والحديد والكالسيوم.
- الحصول على قسط وافر من الراحة يوميًا.
- مراقبة أية أعراض غير طبيعية مثل نزيف أو تقلصات شديدة.
من جهة أخرى، يجب التحدث مع الطبيبة حول علامات الولادة المبكرة. لأن الحمل بتوأم يرتبط بزيادة خطر الولادة قبل الأسبوع 37.
في النهاية، الحمل بتوأم رحلة مميزة تحتاج إلى وعي دقيق منذ لحظاته الأولى. معرفة الإشارات المبكرة تتيح لكِ فرصة التعامل مع الحمل بأمان وتخطيط جيد. كلما سارعتِ باكتشاف الحمل بتوأم، كلما تمكنتِ من تحسين فرص العناية بنفسكِ وبأطفالكِ القادمين. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وقدّمنا معلومات ونصائح حصريّة للحامل بتوأم.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أعتبر أن مراقبة التفاصيل الصغيرة خلال الحمل أمر بالغ الأهمية. فالكثير من النساء لا ينتبهن إلى الفروقات البسيطة في العوارض. مما يؤخر اكتشاف الحمل بتوأم. لذلك، أنصح كل امرأة حامل بالإنصات إلى جسدها، وعدم التردد أبدًا بطلب المشورة الطبية المبكرة، لأن الحمل بتوأم، مع المتابعة الدقيقة، يمكن أن يكون تجربة ساحرة وآمنة في آن واحد.
