كم تستمر دورة الرجل ؟ عند الحديث عن الدورات الهرمونية، يتبادر إلى الذهن فورًا الدورة الشهرية لدى النساء. ومع ذلك، يطرح البعض تساؤلات حول وجود دورة هرمونية لدى الرجال وتأثيرها على حياتهم اليومية. فهل يعيش الرجال حقًّا هذه الفترة من الشهر مثل النساء؟هذا السؤال يستحق التوضيح، خاصة مع تزايد الأبحاث التي تسلط الضوء على هذا الجانب من صحة الرجال.
في هذا المقال، سنتناول موضوع دورة الرجل من خلال الإجابة على عدة أسئلة مهمة. أولًا، سنناقش ما إذا كان الرجال يمرون فعلًا بدورة شهرية. بعد ذلك، سنتعرّف على العوارض التي قد تصاحب هذه الدورة. وأخيرًا، سنكتشف العلاقة بين التغيرات الهرمونية ودورة القمر. لننهي المقال بإبراز أهميّة الوعي بهذه التغيّرات.
هل الرجال تأتيهم الدورة الشهرية؟
كم تستمر دورة الرجل ؟ بدايةً، من الضروري توضيح أن الرجال لا يمرون بدورة شهرية تشبه تلك التي تعيشها النساء. ومع ذلك، فإن التغيرات الهرمونية التي يمر بها الرجل تحدث بطرق مختلفة، ويمكن وصفها بدورة هرمونية يومية، وأحيانًا شهرية أو حتى موسمية.
التغيرات اليومية
يتغير مستوى هرمون التستوستيرون لدى الرجال على مدار اليوم. وفقًا
لمقالة نُشِرَت على موقع Healthline، تكون مستويات التستوستيرون في أعلى مستوياتها خلال الصباح الباكر، ثم تنخفض تدريجيًا مع مرور اليوم، لتصل إلى أدنى مستوياتها في المساء. لهذا السبب، يشعر معظم الرجال بنشاط أكبر في الصباح مقارنة بفترة ما بعد الظهر أو المساء.
التغيرات الشهرية والموسمية
علاوةً على ذلك، تشير بعض الدراسات إلى وجود تقلبات شهرية في مستويات التستوستيرون، وإن كانت أقل وضوحًا من التغيرات اليومية. أوضحت دراسة منشورة في “Journal of Clinical Endocrinology & Metabolism“ أنّ بعض الرجال قد يعانون من انخفاض طفيف في التستوستيرون خلال فترات معينة من الشهر. مما قد يؤثر على مزاجهم ومستوى طاقتهم.
التغيرات السنوية
إضافةً إلى ذلك، يؤكد بحث نُشر في “European Journal of Endocrinology“ أن مستويات التستوستيرون قد تتغير مع تغير الفصول. حيث تسجل أدنى مستوياتها في أواخر الخريف وبداية الشتاء، بينما ترتفع في الربيع وأوائل الصيف. هذه التغيرات قد تؤثر على التغيّرات المزاجيّة، والطاقة، وحتى الرغبة الجنسية.
ما هي أعراض الدورة الشهرية عند الرجال؟
كم تستمر دورة الرجل وما هي عوارضها؟ رغم أن دورة الرجل ليست واضحة مثل الدورة الشهرية لدى النساء، إلا أن التقلبات الهرمونية يمكن أن تسبّب ظهور مجموعة من العوارض. قد تتفاوت هذه العلامات من شخص لآخر، ولكن أكثرها شيوعًا تشمل:
1. تغيرات في المزاج
يمكن أن يمر الرجل بفترات من التأثّر أو الحزن بسبب انخفاض مستويات التستوستيرون. وفقًا لموقع “Medical News Today“، يمكن أن تؤدي هذه التغيرات الهرمونية إلى الشعور بالاكتئاب الحاد أو القلق. خاصة عندما تنخفض مستويات التستوستيرون بشكل ملحوظ.
2. انخفاض الطاقة
كذلك، قد يلاحظ بعض الرجال شعورهم بالإرهاق أو قلة النشاط في أوقات معينة من الشهر. هذا الأمر مرتبط بانخفاض التستوستيرون، حيث يُعرف هذا الهرمون بدوره الأساسي في تعزيز الطاقة والقوة البدنية.
3. تغيرات في الرغبة الجنسية
بالإضافة إلى ذلك، تتأثر الرغبة الجنسية بشكل مباشر بتقلب مستويات التستوستيرون. قد يلاحون بعض الرجال انخفاضًا مؤقتًا في الرغبة الجنسية خلال فترات معينة، وهو أمر طبيعي وغير مقلق إذا كان مؤقتًا.
4. اضطرابات النوم
وأخيرًا، يمكن أن تؤثر التغيرات الهرمونية على جودة النوم. وجدت دراسة من “Sleep Health Journal“ أن انخفاض التستوستيرون قديؤدّي إلى مواجهة صعوبة في النوم أو النوم المتقطع.
ماذا يحدث للرجال في الليلة القمرية؟
من جهة أخرى، هناك اعتقاد شائع بأن اكتمال القمر يؤثر على الحال النفسية والجسدية للإنسان، بما في ذلك الرجال. وعلى الرغم من أن هذا الأمر لا يزال قيد البحث، تشير بعض الدراسات إلى وجود علاقة بين دورة القمر وجودة النوم والتغيرات المزاجية.
اضطراب النوم
وفقًا لدراسة نُشرت في “Frontiers in Psychiatry“، لاحظ الباحثون أن الرجال يعانون من اضطرابات نوم طفيفة خلال الليالي التي يكون فيها القمر مكتملًا. يعود ذلك إلى زيادة في النشاط الليلي وانخفاض في إنتاج هرمون الميلاتونين المسؤول عن النوم.
التأثير على المزاج
علاوة على ذلك، وجد بحث آخر من “Current Biology“ أن مستويات التوتر قد ترتفع لدى بعض الرجال خلال الليالي القمرية. ما قد يؤدي إلى شعور بالانزعاج أو العصبية من دون سبب واضح.
كم تستمر دورة الرجل؟
عند السؤال: كم تستمر دورة الرجل ؟ لا يوجد إطار زمني محدد مثل دورة المرأة. تحدث التغيرات الهرمونية اليومية خلال 24 ساعة، بينما التقلبات الشهرية قد تمتد من 28 إلى 35 يومًا، وفقًا لموقع Verywell Health.
أما التغيرات الموسمية، فقد تستمر من ثلاثة إلى أربعة أشهر، وتتفاوت بحسب نمط الحياة والصحة العامة للرجل. لذلك، من الأفضل أن يراقب كل رجل حاله النفسية والجسدية لفهم نمط دورته الهرمونية بشكل شخصي.
في النهاية، لا يمكننا إنكار وجود دورة هرمونية لدى الرجال، حتى وإن لم تكن بنفس وضوح دورة المرأة. قد تؤثّر التقلبات في مستويات التستوستيرون على المزاج، الطاقة، والرغبة الجنسية. لكن مع الوعي بهذه التغيرات، يمكن لكل رجل أن يتعامل مع هذه الفترة بطريقة صحية. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن تأثير هرمون الاستروجين عند الرجل.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أن إدراك الرجال لدوراتهم الهرمونية يمكن أن يحسّن من نوعية حياتهم. من خلال اتباع نمط حياة صحي، بما في ذلك التغذية المتوازنة، وممارسة الرياضة، والحصول على قسط كافٍ من النوم، يمكن التخفيف من تأثير هذه التغيرات. في النهاية، الفهم هو الخطوة الأولى نحو تحقيق التوازن النفسي والجسدي.
