شكل البواسير بعد الولادة قد يُقلق عدد كبير من السيّدات اللواتي عانين من هذه المشكلة المُزعجة بسبب الحمل وخلاله.
البواسير عبارة عن أوردة تلتهب وتنتفخ في الجزء السفلي من المستقيم أو حول فتحة الشرج وفق نوعها. فهي تقسم الى ثلاثة أنواع، بواسير داخليّة، خارجيّة، أو متدلّية. وتحدث هذه المشكلة غالبًا عند زيادة الضغط في أوردة المستقيم أو/والشرج. إضافة الى ذلك، يزيد التقدّم بالعمر من خطر الإصابة بها. كما أنّ هذه البواسير مشكلة تعاني منها العديد من النساء خلال الحمل أو الولادة، وقد تستمرّ الى ما بعد الولادة. وإذا كنت تتساءلين عن شكل البواسير بعد الولادة
أنواع البواسير وشكلها
يٌعرف ثلاثة أنواع أساسيّة من البواسير عامّةً، وهي نفسها أيضًا البواسير الحاصلة خلال الحمل والولادة. يختلف شكلها وعوارضها باختلاف نوعها، وهي:
- بواسير خارجيّة: تظهر عادةً حول فتحة الشرج، ويمكن أن تسبب ألمًا مزعجًا في منطقة الشرج بشكل خاصّ عند الجلوس. بالإضافة الى وجود كتل صغيرة خارجيّة حول فتحة الشرج، كما قد تُسبّب حكّة، تورم وقد تؤدّي الى نزيف في بعض الأحيان.
- بواسير داخليّة: لا يُسبّب هذا النوع من البواسير عادةّ ألم، إذ إنّه يحدث في الأوردة الداخليّة للمستقيم. يسمّى بالبواسير الداخليّة لكونه داخل المستقيم ولا يمكن رؤيتها بسهولة. ولكن يمكنك ملاحظته من خلال وجود دمّ أحمر فاتح في البراز أو حدوث النزيف من المستقيم عند بذل جهد لإخراج البراز.
- بواسير متدليّة: هذا النوع الثالث ناتج غالبًا عن انتفاخ قد يحصل للبواسير الداخليّة، فتصبح البواسير ظاهرة من فتحة الشرج. وتوضف البواسير في هذه الحالة بالمتدليّة لأنّ الأوردة المنتفخة تتدلّى من فتحة الشرج، وتسبّب انزعاجًا وألمًا. ويسمّيها البعض بالبواسير مختلطة، لأنّها تكون مزيج من البواسير الداخليّة والخارجيّة.
أسباب بواسير الحمل والولادة
غالبًا ما تكون الحوامل من الأكثر عرضة للإصابة بالبواسير الخارجيّة وذلك بسبب زيادة ضغط البطن على أوردة المستقيم. وتعتبر بواسير الحمل والولادة، أي التي لم تكن المرأة تعاني منها قبل الولادة، حالة شائعة. وتحدث عادةً بسبب عوامل وأسباب عدّة ناتجة عن الحمل والولادة:
- التغيّرات الهرمونيّة الحاصلة خلال الحمل والولادة التي قد تساهم في ارتخاء الأوردة الشرجيّة ما يسهّل تورّمها.
- زيادة حجم الرحم الذي يُسبّب ضغطًا متزايدًا على الأوردة في منطقة الحوض مع تقدّم الحمل، ويؤدّي إلى تورّم أوردة الشرج.
- الضغط على منطقة الشرج أثناء الدفع خلال عمليّة الولادة الطبيعيّة، بالأخصّ في حال كانت الولادة طويلة. وأيضًا في حال تمّ استخدام أدوات للمساعدة على الولادة كالملقط أو الشفط.
- الإمساك والاسهال: فالإمساك الذي قد يحدث بعد الولادة يزيد من امكانيّة ظهور البواسير لأنّه يؤدّي إلى ضغط متزايد على الأوردة خلال التبرز. فالإجهاد أثناء التبرّز من الأسباب الأكثر شيوعًا للإصابة بالبواسير الخارجيّة لدى النساء. وكذلك الإسهال، يؤدّي الى الإجهاد في التبرّز ويُسبّب تجمّع الدمّ في منطقة المستقيم.
- الجلوس على المرحاض لوقت طويل، الذي يؤدّي إلى الضغط على الأنسجة المحيطة بالمستقيم والشرج وخروج البواسير.
كيف يكون شكل البواسير بعد الولادة؟
خلال الولادة قد يحصل تورّم أو/وتمدّد بالأوردة في منطقة المستقيم، إذ تتأثّر هذه الأوردة بضغط الحمل والولادة. بشكل خاصّ إذا كانت الولادة طويلة أو/ومتعسّرة.
وفي حال كنت تتساءلين عن شكل البواسير بعد الولادة، فهو يختلف باختلاف نوعها وحدّتها، فمن الممكن أن تظهر كالتالي:
- تورّم أو/وانتفاخ في منطقة الشرج، لونه أحمر أو/وأرجواني في حالة حدوث نزيف.
- نتوءات أو كتل صغيرة في منطقة الشرج.
- نزيف طفيف عند التبرز.
كم تستمر البواسير بعد الولادة
تعتمد مدّة استمرار معاناتك من البواسير بعد الولادة على عوامل عدّة، وتختلف بين امرأة وأخرى. إلّا أنّها تتراوح عادةً بين عدّة أيّام الى بضعة أسابيع قبل أن يعود الوضع الى سابق عهده. ومن بين العوامل المؤثّرة على المدّة نذكر:
- في حال كانت الولادة صعبة وترافقت بجهد كبير، تزيد شدّة الإصابة بالبواسير، وبالتالي احتمال استمرار معاناتك منها لفترة أطول.
- كلّما كانت الأعراض شديدة أكثر، تستمرّ لفترة أطول. أمّا في حال كانت الأعراض خفيفة، تتحسّن عادةً بسرعة أكبر.
- تجدر الإشارة الى أنّ العناية بها واستخدام العلاجات المنزليّة كالحمامات الدافئة، المراهم الموضعيّة، وتناول أطعمة غنيّة بالألياف، قد تساعد في تقليل المدّة للشفاء.
نصائح للوقاية من بواسير الولادة والعلاجات المنزليّة لها
سنقدّم لك بعض النصائح والارشادات التي سيساعدك اتّباعها على الوقاية من البواسير والعناية بها:
- الاهتمام بنظافة منطقة الشرج، والقيام بحمّامات مياه دافئة للمساعدة على تخفيف الألم.
- تجنّب أي إجهاد أثناء التبرز.
- عدم الجلوس لفترات طويلة أو/والوقوف من دون حراك.
- التغذية المتنوّعة، والحفاظ على نظام غذائي غني بالألياف لتسهيل حركة الأمعاء ومنع الإمساك.
- شرب الماء والسوائل بشكل كافٍ.
- المحافظة على وزن صحي أثناء الحمل، وممارسة الرياضة والتمارين البدنيّة الخفيفة كالمشي.
- تطبيق كريمات أو مراهم موضعيّة تحتوي على مواد مهدئة.
في حال لم تنفع هذه النصائح والعلاجات، يُستحسن استشارة طبيبك، الذي قد يصف لك علاج للبواسير وأدوية مسكنة للألم. أمّا في الحالات الأكثر تطوّرًا، من الممكن أن يتطلّب الأمر إجراءات طبيّة أخرى قد تصل الى الجراحة.
برأيي الشخصي كمحرّرة، وبالاستناد الى المعلومات المقدّمة أعلاه، شكل البواسير بعد الولادة يوصف بوجود كتل صغيرة خارجيّة حول فتحة الشرج. ولكن عادةً ما تتحسّن الأعراض خلال أسبوعين إلى أربعة أسابيع بعد الولادة. أمّا في حال كنت تشعرين بأي ألم أو أعراض شديدة ومستمرةّ، ننصحك باستشارة وزيارة طبيبك فورًا. فهو المخوّل تقديم نصائح لكيفيّة التعامل مع المشكلة وإعطائك العلاج المناسب إذا لزم الأمر.
هل كنت تعلمين أنّ البواسير قد تصيب الأطفال أيضًا؟
