إنّ مسألة تكيس المبايض والعلاقة الزوجية تمثّل قضيّة حسّاسة تؤثّر على حياة العديد من النساء المتزوّجات. هذه الحال الصحية الشائعة، التي تصيب حوالي 8-13% من النساء في سن الإنجاب، قد تكون سببًا في ظهور تحديات على المستوى الجسدي والنفسي. مما ينعكس بشكل مباشر أو غير مباشر على العلاقة الحميمة مع الشريك. مع ذلك، فإن العديد من النساء لا يدركن تمامًا تأثير هذه المتلازمة على حياتهن الزوجية. وغالبًا ما يغفلن عن اتخاذ الخطوات الصحيحة للتعامل معها.
في هذا المقال، سنناقش بالتفصيل عوارض تكيس المبايض لدى المتزوجات، وكيف يمكن لها أن تؤثّر على العلاقة الحميمة. كما سنستعرض الإجابة عن التساؤل الشائع: هل يمكن أن يتسبب الكيس على المبيض في البرود الجنسي؟ وأخيرًا، سنقدم نصائح عملية لتحسين الحياة الزوجية للنساء اللواتي يعانين من هذه المتلازمة.
ما هي أعراض تكيس المبايض عند المتزوجات؟
بالحديث عن تكيس المبايض والعلاقة الزوجية ، لا بدّ من التعرّف على عوارض هذه الحال أوّلًا. يؤثر تكيس المبايض على النساء بطرقٍ متعدّدة، وقد تظهر عوارضه بشكل ملحوظ لدى المتزوجات. حيث تؤدّي التغيرات الهرمونية دورًا أساسيًا في ظهور هذه الآثار الجانبيّة.
أهم العوارض تشمل:
- اضطرابات الدورة الشهرية: تعاني النساء المصابات بتكيس المبايض غالبًا من انقطاع الدورة الشهرية أو تأخّرها لفتراتٍ طويلة. ويعود هذا الخلل في انتظام الدورة إلى ضعف التبويض نتيجة لاضطرابات الهرمونات. وفقًا لدراسة نُشرت في Journal of Clinical Endocrinology & Metabolism، يعتبر عدم انتظام الدورة الشهرية من أبرز علامات متلازمة تكيس المبايض.
- زيادة الوزن أو صعوبة فقدانه: أحد الجوانب المقلقة لتكيس المبايض هو تأثيره على استقلاب الجسم. مما يؤدي إلى صعوبة في فقدان الوزن حتى مع الالتزام بحمية غذائية. تؤثر زيادة الوزن بدورها على الثقة بالنفس، وهو أمر قد ينعكس على العلاقة الزوجية.
- زيادة نمو الشعر في أماكن غير مرغوبة: تؤدّي زيادة مستويات هرمون الأندروجين لدى النساء المصابات بتكيس المبايض إلى نموّ الشعر في مناطق غير مرغوبة، مثل الوجه والصدر. قد يسبّب هذا الأمر إحراجًا ويؤثّر على شعور المرأة بأنوثتها.
- العقم أو صعوبة الحمل: تؤثّر متلازمة تكيس المبايض على عملية التبويض، ممّا يجعل الحمل تحديًا لبعض النساء. تشير Mayo Clinic إلى أن النساء المصابات بهذه الحال قد يحتجن إلى علاجاتٍ لتحفيز الإباضة وزيادة فرص الحمل.
هل يؤثر تكيس المبايض على العلاقة الحميمة؟
قد يكون العلاقة بين تكيس المبايض والعلاقة الزوجية معقَّدة. حيث تؤثر المتلازمة على مستويات الرغبة الجنسية وجودة العلاقة الزوجية بطرق مباشرة وغير مباشرة.
أولًا، تؤدّي التغيّرات الهرمونيّة دورًا أساسيًا في التأثير على الرغبة الجنسيّة. يؤدي اضطراب مستويات هرموني الإستروجين والتستوستيرون إلى انخفاض في الرغبة الجنسية لدى بعض النساء. وقد نشرت دراسة في Human Reproduction Update أوضحت أن هذا الاضطراب الهرموني يمكن أن يسبب تغيرات كبيرة في التجربة الحميمة لدى النساء المصابات بتكيس المبايض.
ثانيًا، إنّ المعاناة من المشاكل النفسية الناتجة عن تكيس المبايض، مثل القلق والاكتئاب، تساهم بشكل كبير في تقليل الاستمتاع بالعلاقة الحميمة. فقد تشعر النساء اللواتي يعانين من عوارض ظاهرة، مثل حب الشباب أو زيادة الوزن، بعدم الثقة بالنفس. ممّا يؤثر سلبًا على جودة العلاقة الزوجيّة.
بالإضافة إلى ذلك، يُعَدّ الشعور بالألم أثناء ممارسة العلاقة الحميمة من التحديات الشائعة التي تواجه النساء المصابات بتكيس المبايض. أظهرت American College of Obstetricians and Gynecologists أنّ الشعور بالألم في منطقة الحوض يمكن أن يجعل العلاقة الحميمة تجربة غير مريحة، مما يتطلب استشارة طبية للحصول على علاج مناسب.
هل الكيس على المبيض يسبب البرود الجنسي؟
بالحديث عن تكيس المبايض والعلاقة الزوجية لا بدّ من تناول موضوع الرغبة الجنسيّة في هذه الحال. وتكمن الإجابة في فهم تأثير الكيسات على الصحّة الجسدية والنفسية للمرأة.
العوامل التي تساهم في انخفاض الرغبة الجنسية:
- التغيرات الهرمونية: كما ذكرنا سابقًا، يؤدي الخلل في هرمونات الإستروجين والتستوستيرون إلى انخفاض في الدافع الجنسي. هذا التأثير قد يختلف من امرأة لأخرى بناءً على شدة العوارض.
- الألم أثناء العلاقة: إنّ وجود الكيسات على المبايض يمكن أن يسبب ألمًا في منطقة الحوض، خاصة أثناء ممارسة العلاقة الحميمة. توصي American College of Obstetricians and Gynecologists بضرورة متابعة الألم واستشارة الطبيب لتحديد العلاج المناسب.
- التعب والإرهاق: يعاني النساء المصابات بتكيس المبايض غالبًا من مستويات طاقة منخفضة نتيجة لاضطرابات استقلابية. يؤثر هذا الشعور بالإرهاق على الرغبة الجنسية وقدرة المرأة على الاستمتاع بالعلاقة الحميمة.
في الختام، إنّ تكيس المبايض والعلاقة الزوجية هو موضوع يتطلب فهمًا عميقًا وتواصلًا مستمرًا مع الشريك والطبيب. يمكن أن تكون هذه الحال الصحيّة تحديًا مؤقتًا إذا تم التعامل معها بوعي واهتمام. من خلال اتباع نمط حياة صحي والحصول على الدعم اللازم، يمكن للمرأة التغلب على تأثيرات تكيس المبايض واستعادة حياتها الزوجية بصورة طبيعية. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن أسباب الشعور بألم أسفل الظهر بعد الجماع.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أن التحديات التي تفرضها متلازمة تكيس المبايض يمكن التغلب عليها بالصبر والتخطيط الصحيح. الأهم هو أن تتذكر المرأة أن هذه الحال ليست عائقًا دائمًا، وأن الثقة بالنفس والوعي الصحي هما المفتاحان الأساسيان لتحسين العلاقة الزوجية.