تطور الطفل في عمر 6 سنوات يكون على عدّة أصعدة. فإذا كان لديك مثلي طفل بهذا العمر، لنتعرّف سويًّا على مراحل تطوّره.
كل طفل ينمو ويتطور بمعدل خاص به، ومع تقدّمه بالعمر، تظهر عليه تغيّرات توضح لنا عمليّة تطوّره. وخلال نموّه يطورّ اهتمامات جديدة، يظهر سلوكيّات مختلفة، كما يكتسب ويتعلّم مهارات جديدة. يعتبر سنّ الستّ سنوات بالغ الأهميّة لناحية تطوّر الطفل، إذ يكتسب خلال تطوّه قدرات تستمرّ معه وتساعده فيما بعد. كما نلاحظ على الطفل في هذا السنّ، بالإضافة الى النموّ الجسدي، ظهور العلامات الواضحة التي تدلّ على ذكائه.
عوامل تؤثّر على نموّ طفلك الجسديّ
هناك عوامل كثيرة تلعب دورًا مهمًّا جدًّا في نموّ طفلك الجسديّ، وأبرزها:
- الوراثة: فإذا كنت أنت أو/وزوجك طويلي أو قصيري القامة، أو تعانيان من البدانة مثلًا، قد يؤثّر ذلك على نمو الطفل.
- معاناة طفلك من حالات صحيّة كالأمراض المزمنة أو مشاكل النمو قد تؤثّر على طوله ووزنه.
- نوعيّة التغذيّة: يلعب الغذاء المتوازن دورًا كبيرًا في نموّ طفلك السليم. لذلك عليك أن تقدّمي له طعامًا غنيًّا بالفيتامينات والمعادن والبروتينات والكربوهيدرات والدهون الصحيّة الأساسيّة لنموّه.
- نمط نومه: يعتبر النوم الجيدّ ضروريًّا ليتمكّن جسم طفلك من إفراز هرمونات النموّ.
- النشاط البدني: تساهم ممارسة التمارين الرياضيّة والأنشطة البدنيّة التي يقوم بها طفلك في تحسين صحّته ونموّ عضلاته وعظامه.
تعرّفي على المرحلة الأكثر أهمية في حياة الطفل الذكر لتواجد الأب إلى جانبه.
طول ووزن الطفل في السادسة من العمر
من الطبيعيّ أن يكون نمو الأطفال مختلفًا ومتفاوتًا بين طفل وآخر في هذا العمر، كما في كلّ المراحل. إذ أنّ وجود اختلافات في الطول والوزن بين الأطفال يعتبر أمرًا طبيعيًا. لذلك ننصحك بمتابعة نموّ طفلك مع طبيبه بالاستناد الى منحنى النموّ، لتحديد ما إذا كان النمو طبيعيًا، وتجنّب مقارنته بأقرانه.
يعطي منحنى النموّ معدّلات معياريّة لنموّ الطفل الجسدي، طوله ووزنه، ذكرتها منظمة الصحّة العالميّة “WHO”، والأكاديمية الأميركيّة لطب الأطفال “AAP”. استنادًا الى دراسات صحيّة علميّة. سنتعرّف عليها في ما يلي:
- في ما يخصّ طول الطفل: يتراوح متوسط طول طفل بعمر ستّ سنوات بين 105 سنتمترًا كحدّ أدنى، و115 كطول أعلى. أي أنّ المتوسط العام لطول طفل، صبيّ أو فتاة، في هذا العمر هو 110 سنتمترات تقريبًا.
- من ناحية الوزن: يتراوح وزن طفل بالسادسة من العمر بين 16 و24 كيلوغرامًا. أي كمتوسّط، يكون وزنه 20 كيلوغرامًا تقريبًا.
تطور الطفل في عمر 6 سنوات في نواحي عدّة
يتطوّر الطفل في عمر ستّ سنوات بشكل ملحوظ! ستلاحظين أنّه بدأ فجأة بالقيام بأمور أو التعامل مع أمور بشكل جديد. كما ستلاحظين نموّه وتطوّره في نواحي عدّة. إليك بعض ما يمكن توقّعه من طفلك خلال هذه المرحلة:
تطوّر طفل الستّ سنوات الجسدي
بعد أن ذكرنا معدّل طول ووزن الطفل في هذا السنّ والعوامل التي قد تؤثّر بنموّه الجسديّ هذا، سنذكر فيما يلي: بعض الأمور التي عليك أن تتوقّع ملاحظتها على طفلك البالغ من العمر ستّ سنوات.
- تبدأ أسنانه اللبنيّة بالسقوط الواحد تلو الآخر، لفتح المجال أمام الأسنان الدائمة للبروز. علمًا أنّ البعض يبدؤون بالـ”تفريم”، قبل السادسة، وقد يتأخّر البعض الآخر الى ما بعد ذلك. ننصحك بهذه الفترة أن تقومي باصطحاب طفلك لطبيب الأسنان لضمان صحّة أسنانه.
- يزيد وعي طفلك بكلّ ما يتعلّق بجسده. كما قد يشعر بعض الأطفال بهذا السنّ من ويشتكون بشكل أكبر من آلام وأوجاع مع نموّ عظامهم. وهذا يعتبر أمرًا طبيعيًّا إذا ما ترافق مع عوارض مقلقة أخرى.
- تقوى مهاراته الجسديّة كالقفز والزحف، كما يصبح بإمكانه الحفاظ على توازنه بشكل أفضل في هذا العمر والبدء في القفز بالحبل. فيكون بذلك طوّر المهارات الجسديّة التي اكتسبها في السنوات السابقة. ويعتبر هذا العمر الأنسب لبدء ممارسة الرياضة عند الأطفال.
التطوّر العقلي والأكاديمي
- زيادة قدرته على التركيز: فيتمكّن بعمر السادسة عادةً بالتركيز على أمر معيّن لمدة 15 دقيقة تقريبًا.
- توسيع المفردات وتطوير مهارات التواصل والقدرات اللفظيّة المعقدة: يعرف طفل في السادسة 2500 كلمة تقريبًا. ويمكنه تكوين جمل أطول وأكثر تعقيدًا باستخدام ما يصل الى سبع كلمات.
- القدرة على فهم الكلمات التي لها معانٍ عدّة، وبالتالي النكات واللّعب على الكلام.
- يبدأ في التعرّف على الحروف والقراءة بمفرده. كما يفهم الأرقام بشكل أفضل.
- تتحسّن قدرته على استخدام القلم بشكل أكثر فعاليّة، فيكتب ويرسم بشكل أفضل.
تعرّفي أكثر على تطوّر ونمو الأطفال في سن المدرسة.
التطوّر التواصلي والاجتماعي
- زيادة في الرغبة في المشاركة: يستمتع طفلك بقضاء وقت أكبر مع أقرانه وزيادة في مشاعر المشاركة والتعاون. فتلاحظين اهتمام طفلك بالألعاب الجماعيّة مثلًا.
- زيادة في رغبته بالاستقلاليّة وتأكيد الذات: فيُظهر بعض الأنانيّة ويلجؤون أحيانًا إلى القيام بسلوكيات خطرة لإثبات أنفسهم.
برأيي الشخصي كمحرّرة، إن عمر الستّ سنوات مرحلة مهمّة لطفلك، إذ أنّه يكتسب خلالها مهارات جديدة على الصعد كافّة. وقد يتفوّق طفلك ببعض المجالات بينما يحتاج إلى وقت أكبر لتطوير مهاراته في مجالات أخرى. وإذا كان لديك مخاوف أو تساؤلات حول تطور الطفل في عمر 6 سنوات، يمكنك استشارة طبيب الأطفال الذي يتابع طفلك. فهو المخوّل أن يجيب على أسئلتك بما يتناسب مع حالة طفلك الفرديّة.
اقرئي أيضًا: سبب ظهور حبوب في وجه الطفل عمره ستّ سنوات وطرق العلاج.
