ما هو سبب الضيق المفاجئ في علم النفس ؟ لطالما شعر العديد منّا بالضيق المفاجئ من دون سبب واضح، وربما يمرّ البعض بهذه الحال بين الحين والآخر ويجد صعوبة في فهم سبب هذا الشعور. هذه المشاعر السلبيّة التي تنبثق من العدم قد تبدو غير منطقيّة. لكنّها من منظور علم النفس تحمل أسرارًا متعدّدة ومؤشّراتٍ تحتاج إلى فهمها بعمق. فما الذي يحدث حقًا عندما يسيطر علينا هذا الإحساس؟ وهل هناك تفسير علمي ونفسي لهذا الشعور المفاجئ؟ وهل هذا دليل على المعاناة من واحد من أكثر الأمراض النفسيّة شيوعًا؟
في هذا المقال، سنخوض في رحلة تحليليّة متعمّقة لفهم سبب الضيق المفاجئ في علم النفس . سنتناول مجموعةً من العوامل النفسيّة والعصبيّة التي تقف وراء هذا الإحساس، ونلقي نظرة على كيفيّة استجابة الإنسان لمشاعر الضيق، وكذلك الطرق والأساليب التي يمكن أن تساعد في التخلّص من هذا الشعور غير المريح. دعونا نبدأ بفهم أسبابه العلميّة والنفسيّة وطرق التعامل معه.
لماذا أشعر بضيق فجأة في علم النفس؟
يعود سبب الضيق المفاجئ في علم النفس إلى عوامل نفسيّة وعصبيّة متنوّعة تؤثّر على حال الإنسان العاطفيّة. أحيانًا، يكون الشعور بالضيق ناجمًا عن تراكم ضغوط حياتيّة أو مشاكل نفسيّة غير محسومة. حيث يتفاعل العقل الباطن مع هذه الضغوط بشكلٍ غير مباشر ويترجمها إلى شعورٍ بالضيق. من ناحيةٍ أخرى، قد يرتبط الضيق المفاجئ بتقلّباتٍ هرمونيّة، خاصةً في حالات القلق والاكتئاب الحاد. حيث يمكن للدماغ أن يُفرز مواد كيميائيّة تؤثّر على المزاج بشكلٍ مفاجئ.
وبحسب الدراسات العلميّة، يوجد عوامل خارجيّة قد تساهم في المعاناة من هذا الشعور، كالتعرّض لأماكن أو أصوات تذكّر الإنسان بمواقف مؤلِمة أو ضغوط سابقة، حتى لو لم يدرك ذلك بشكلٍ واعٍ. أيضًا، تؤدّي العوامل البيولوجيّة دورًا كبيرًا. حيث أنّ بعض الأشخاص قد يكونون أكثر عرضةً للشعور بالضيق نتيجةً لخلل في هرمونات السعادة مثل السيروتونين والدوبامين. وأحيانًا يكون سبب الضيق المفاجئ في علم النفس مرتبطًا بنقص في النوم أو الإجهاد، ممّا يؤثّر على التوازن العاطفي للفرد.
ماذا يفعل الإنسان عندما يشعر بالضيق؟
بعد التعرّف على سبب الضيق المفاجئ في علم النفس في ما سبق، من الطبيعي أن يُطرَح سؤال في بالك: كيف أتصرّف في هذه الحال؟ عندما ينتاب الإنسان شعور مفاجئ بالضيق، يتفاعل الجسم والعقل بشكلٍ طبيعيّ مع هذا الشعور. في البداية، قد يشعر البعض برغبة قويّة في الانعزال أو الابتعاد عن الآخرين. حيث يفضّل الإنسان في هذه اللحظات البقاء وحده للتفكير ومحاولة فهم مشاعره. قد يلجأ البعض إلى ممارسة التأمّل أو الاسترخاء كوسيلة للتهدئة وتجاوز هذه الحال النفسيّة.
قد يجد بعض الأشخاص أنّ التحدّث مع شخص مقرب يساعدهم على التخفيف من شعورهم. حيث يتيح لهم التعبير عمّا يمرّون به واستكشاف أسباب الضيق بمساعدة الآخرين. آخرون يختارون الكتابة كوسيلة للتفريغ، حيث يعتبرها البعض وسيلة فعّالة لفرز الأفكار والمشاعر وتحليلها بشكلٍ أعمق. وفي بعض الحالات، يلجأ الإنسان إلى ممارسة الرياضة أو الانشغال بنشاطاتٍ بدنيّة لتخفيف مشاعر الضيق. حيث تساعد ممارسة الحركة البدنيّة على تحرير الجسم من التوتّر والتأثيرات السلبيّة على المزاج.
كيف أتخلص من الضيق المفاجئ؟
يُعَدّ سبب الضيق المفاجئ في علم النفس دافعًا للبحث عن حلولٍ فعّالة للتعامل مع هذا الشعور وتخفيفه. يمكن اتّباع العديد من الخطوات العمليّة التي تساعد الإنسان على تجاوز الضيق المفاجئ بسهولةٍ أكبر. أهمّها:
- ممارسة التنفس العميق وتقنيات الاسترخاء: تُعَدّ ممارسة تمارين التنفّس العميق واحدة من الأساليب الفعّالة للتخلّص من الشعور بالضيق. حيث يساعد التركيز على التنفّس في تهدئة الأعصاب وتخفيف الضغط النفسي. يمكن ممارسة التنفس العميق ببطء، مع التركيز على ملء الرئتين بالهواء، ما يساعد في تهدئة الجسم والعقل.
- الكتابة والتفريغ العاطفي: قد يكون من المفيد كتابة المشاعر والأفكار على ورقة. حيث تساعد الكتابة في تنظيم الأفكار وتحديد سبب الضيق بشكلٍ أكثر وضوحًا. حيث تتيح للإنسان فرصةً للتعبير عن ما يشعر به بحريّة، وقد تظهر بعض الأسباب المخفية وراء الضيق أثناء هذه العمليّة.
- التحدّث مع صديقٍ أو مستشارٍ نفسي: إنّ التحدّث مع شخص تثق به يمكن أن يخفّف من مشاعر الضيق، حيث يتيح لكِ التعبير عن مخاوفكِ ومشاعرك. إذًا، يمكن أن يساعد الحوار على فهم ما تمرّين به بشكلٍ أعمق. وفي بعض الأحيان قد يقدّم لكِ الآخرون وجهات نظر تساعدكِ على تجاوز هذه المشاعر.
- ممارسة الأنشطة البدنيّة: تُعتبَر ممارسة الأنشطة البدنيّة من أفضل الطرق لتخفيف التوتر والضيق. حيث تساعد في تحرير الطاقة السلبيّة وتخفيف التوتّر العصبي. كما أن ممارسة الرياضة تحفز الجسم على إفراز هرمونات السعادة، ممّا يساهم في تحسين المزاج.
- التفكير الإيجابي والتركيز على الحاضر: يُعتبَر التركيز على اللحظة الحاضرة من الوسائل الفعّالة لمواجهة الضيق. حيث يساعد الإنسان على الابتعاد عن الأفكار السلبيّة والتصوّرات المقلقة. يمكن ممارسة التأمّل كوسيلةٍ لتدريب العقل على البقاء في الحاضر وتجاوز الأفكار المُقلِقة.
الشعور بالضيق المفاجئ: الخلاصة
أخيرًا، نستنتج أنّ الشعور بالضيق المفاجئ ليس مجرد حال عابرة. فهو يحمل إشارات قد ترتبط بعوامل نفسيّة وبيولوجيّة معقَّدة. يعكس سبب الضيق المفاجئ في علم النفس جزءًا من التفاعل الطبيعي بين العقل والجسم تجاه ضغوط الحياة. ومع ذلك، يمكن أن يكون هذا الشعور دافعًا لإعادة النظر في أسلوب حياة الفرد وإجراء التعديلات التي قد تحسّن صحته النفسية. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن الفواكه التي تساعد على تحسين الصحة النفسية للمرأة وتخفيف الاكتئاب.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أعتبر الضيق المفاجئ فرصةً لاستكشاف الذات وتفهّم المشاعر بعمق. تمنحنا هذه اللحظات أحيانًا فرصةً لإعادة تقييم أولوياتنا وتوجيه اهتمامنا نحو ما يمنحنا الراحة والطمأنينة. من المهم أن نتعلّم التعامل مع هذه المشاعر ونبحث عن وسائل تحسّن حالتنا النفسية باستمرار.