إحدى الطرق التي يتعلم بها طفلك اللّغة هي تكرار ما تقولينه وما يسمعه من حوله. “طفلي يكرر كلامه بصوت منخفض”، كغيرها من الأمّهات، تشعر هذه الأم بقلق بشأن هذا التصرّف.
ولكن، إذا كان طفلي يكرر كلامه بصوت منخفض فهل يدلّ ذلك على التوحُّد؟ إليكِ دراسة جديدة: هذا الطعام يحمي طفلك من التوحّد خلال الحمل!
طفلي يكرر كلامه بصوت منخفض
يطلق على هذا اسم إيكولايا وهو جزء طبيعي تمامًا من تطور الأطفال اللّغوي. بالنسبة لمعظم الأطفال، لن يمر وقت طويل قبل أن يبدأوا في استخدام عباراتهم وجملهم الخاصة. ولكن قد يحتاج البعض إلى مساعدة لتجاوز هذه المرحلة المتكررة بينما بالنسبة للآخرين، قد تكون علامة على مشكلة أساسية أخرى.
يتم تعريف إيكولايا على أنها كلمات أو عبارات أو جمل متكررة. قد يكرر العديد من الأطفال الذين تم تشخيص إصابتهم باضطراب طيف التوحد (ASD) ما يسمعونه يقوله الأشخاص المألوفون أو يكررون السطور من برامجهم المفضلة. إلا أنّ تكرار الكلام ليس بالضرورة علامة من علامات التوحُّد.
موقع الطبي يشير إلى أنّه عندما يكرر الأطفال الكلمات أو العبارات أو الجمل مباشرة بعد سماعها، يطلق على ذلك اسم الإيكولايا الفورية. بينما عندما يكرر الأطفال الكلمات لاحقًا وبشكل متأخّر، يطلق على ذلك اسم الإيكولايا المتأخرة.
نظرًا لفارق التوقيت بين وقت سماع الطفل للكلمات وعندما يكررها، فإن الإيكولايا المتأخرة عادة ما تكون بعيدة قليلًا. يمكن للأطفال تكرار أغنية، أو شيء قاله المعلم في المدرسة، أو تكرار السطور من العرض خلال وقت لا يكون فيه مناسبًا.
مثال على الإيكولايا
يكرر الأطفال الذين يعانون من الإيكولايا الكلمات أو الأصوات أو العبارات التي سمعوها. قد تكون العبارة الدقيقة التي قلتها – على سبيل المثال قد يكرر طفلك، “ماذا تريد على العشاء؟”. أو قد تكون جمل وعبارات أطول سمعوها من الرسوم المتحركة المفضلة لديهم، كاملة بنفس لهجة الشخصية التي ينسخونها. ستجدين من بين مقالاتنا مقالًا يساعدكِ في كيفية التعامل مع الطفل المتاخر في النطق: نصائح فعّالة لدعم تطوّره اللغوي
يقول أحد الأطبّاء مُطَمئنًا: “الصدى أو الإيكولايا هي جزء طبيعي من نمو الطفل”. “عندما يتعلم الأطفال التحدث وفهم الكلمات، فإنهم يقلدون الأصوات والكلمات التي يسمعونها أو ينسخونها أو يكررونها. بمرور الوقت، يتعلم الطفل عادة التحدث عن طريق ربط الكلمات الجديدة معًا لتكوين عبارات أو جمل صغيرة فريدة من نوعها.”
متى يتوقف الأطفال عن استخدام تكرار الكلمات؟
عادة في سن الثالثة، سيقوم الأطفال بإنشاء جملهم الخاصة للتواصل. إذا كان طفلك لا يزال يستخدم الكلمات والعبارات التي سمعها الآخرون يستخدمها فقط – ولا يستخدم أيًا من كلماته الخاصة – فقد تكون هذه إشارة تستدعي استشارة الطبيب.
هل يرتبط تكرار الكلمات دائمًا بالتوحد؟
تكرار الكلمات شائع لدى الأطفال والبالغين المصابين بالتوحد، أو الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد (ASD). لكن لمجرد أن طفلك يكرر الكلمات والعبارات لا يعني أنه مصاب بالتوحد، كما يقول الأطباء . “انظري إلى الصورة الأكبر.” هل تكرار الكلمات هو الشيء الوحيد الذي يقلقكِ قليلًا؟ أم أن هناك أشياء أخرى تحدث: هل يواجه صعوبة في فهم الأشياء التي يقولها الناس له، وتعلم كلمات جديدة، وكيف يستمر في اللعب والتواصل الاجتماعي أو الاهتمام بالآخرين؟” للتوحّد إشارات كثيرة، سوف يقوم الاختصاصي بمساعدتكِ في رصدها.
لماذا يستخدم الأطفال تكرار الكلمات وتقليد الصوت؟
الأطفال في بعض الأحيان يرددون الكلمات لأسباب مختلفة. إنه يسمح بالتفكير أو معالجة الوقت والممارسة في التحدث. بالنسبة لبعض الأطفال، قد يكون تكرار الكلمات المألوفة بصوت عال مريحًا ومهدئًا – يشبه إلى حد ما عندما نشاهد نفس البرامج التلفزيونية أو نعيد قراءة الكتب. هذه القدرات المبكرة التي تشير إلى ذكاء الطفل!
بالنسبة لمعظم الأطفال، سيختفي التكرار. ولكن حتى لو كان طفلك لا يزال يكرر الكثير من الكلمات والعبارات، فحاولي ألا تقلقي. فقد اعتدنا أن نفكر في التكرار كمشكلة يجب إصلاحها والآن نفكر فيها كنقطة انطلاق لتطوير لغة أكثر استقلالية، بحسب ما يعترف الأطبّاء. إنه ليس مجرد نسخ، ويمكن أن يكون مفيدًا للأطفال ويساعد في تجهيزهم لبدء استخدام اللغة.
كيف أخلص طفلي من تكرار الكلمات؟
هناك الكثير من الأشياء البسيطة التي يمكنك القيام بها.
اجعلي الأمر بسيطًا
فقط لأن طفلكِ يمكنه التحدث باستخدام جمل طويلة وصدوية لا يعني أنه يفهم اللغة. اجعلي اللغة أسهل في الفهم. بدلًا من استخدام جمل طويلة، قومي بتقسيمها إلى أجزاء أصغر يسهل فهمها واستخدام كلمات بسيطة.
نماذج العبارات القصيرة
يحتاج طفلك إلى سماع كلمات بسيطة في السياق لربط المعنى بالكلمات. عندما يلعبون، يمكنكِتقديم تعليق قصير على ما يفعله. “أنت تلعب بسيارتك”. سيارتكَ الكبيرة… على سبيل المثال. أنت تعطينه الكلمات التي يمكنه بعد ذلك ربطها بالأشياء.
تجنبي الأسئلة
يصعب فهم كلمات الاستفهام أو الأوامر. وقد تجدين طفلكِ يردد سؤالك إليك ويعيده بنفس الصّيغة. ولكن يمكنك تحويل الأسئلة إلى تعليقات لتسهيل فهمها. على سبيل المثال:
“من هنا؟” سيكون “الجد هنا” “ما الذي تلعب به” سيكون “السيارات، لديك سيارات” “هل أنت متعب؟” سيكون “أنت متعب”.
قد يبدو من الصعب تغيير الأسئلة إلى تعليقات – يتطلب الأمر الكثير من التفكير والممارسة. ومع ذلك، فإنه يستحق الجهد حقًا لأنك تساعدين طفلك على تعلم كلمات وعبارات مفيدة جديدة.
أعطي خيارات
هذه طريقة جيدة حقًا لمساعدة الأطفال على استخدام الكلمات الجديدة وفهمها. في وقت الوجبات الخفيفة يمكنك أن تسألي، “الموز أم البرتقال؟” أو “طبق أزرق أم طبق أصفر؟” تابعي دائمًا من خلال منحهم الشيء الذي طلبوه، ثم يمكنهم البدء في رؤية أن الكلمات ذات معنى.
كوني واضحة
عند طرح أسئلة الاختيار أعلاه، تأكدي من إظهار الخيارات بوضوح لطفلك. هذا يعني أنه يمكنهم اتخاذ خيارات بناء على ما يرونه بدلًا من الكلمات التي يسمعونها. واستخدمي “الدعائم” المرئية لمساعدتهم على تعلم كلمات جديدة. عندما تقولين، “حان وقت تغيير الحفاضات”، أمسكي حفاضة لرؤيتها.
وبرأيي الشّخصي كمحرّرة، إذا كنتِ قلقة بشأن تطوّر طفلكِ اللّغوي، بإمكانكِ طلب الاستشارة من أخصّائي النّطق، الّذي سوف يقدّم لكِ مساعدة وافية، وسيعمل على تحديد ما إذا كانت مشكلة عابرة أم تستدعي فحص علامات التوحّد لديه.