مقاطعة اهل الزوج ليست بهذه البساطة. رغم أنّها قد تكون الحلّ الأنسب في حال كانت العلاقة معهم تسببّ ضررًا لأسرتك الصغيرة!
في بعض الأحيان، لن تتمكّني، أنت وزوجك، من الانسجام والتأقلم مع أهل زوجك. وقد تسبّب هذه العلاقة نوعًا من التوتّر قد يصل حدّ الأذيّة لك ولعائلتك التي قمت بتأسيسها مع شريك حياتك! فإذا شعرتي أنّه بغض النظر عن التنازل الذي تقومان به لإرضائهم، لا يزالون يسبّبون الأذى لكما، يكون الابتعاد هو الحلّ! مثلًا، في حال كان أهل زوجك يسيئون معاملتك أو يتلاعبون بك أو لا يحترموك، من الأفضل إنهاء العلاقة. ومع ذلك، يعتبر هذا النوع القرارات من أصعب القرارات على الاطلاق التي قد تتخذينها في حياتك الزوجيّة. لذلك، قبل التفكير بمقاطعة اهل الزوج، عليك، بالاتّفاق مع زوجك، دراسة قرارك من الجوانب كافة.
اتبعي هذه الخطوات قبل اتّخاذ قرار مقاطعة اهل الزوج
رغم صعوبة اتّخاذ هكذا قرارات، إلّا أنّنا نصل أحيانًا لطريقٍ مسدود، حتّى ولو كان الأمر متعلّق بأفراد من العائلة. ولكن قبل اتّخاذ قرار قطع الصلة مع أفراد من العائلة، كمقاطعة اهل الزوج مثلًا، عليك أخذ عدّة أمور بالاعتبار، أبرزها:
- تجنّبي اتّخاذ هكذا قرار وأنت في حالة غضب: في حال غضبت من أشياء قالها أو فعلها أهل زوجك، خذي بعض الوقت لتهدئي. حتّى لو لزم الأمر أن تتجنّبي لقاءهم لأيّام. ولا تخاطري باتّخاذ قرار وليد لحظةٍ معيّنة، قد تندمين عليه. أمّا في حال وجدتي بعد أن هدئت أنّ المشكلة ما زالت تستدعي البحث بهكذا قرار، يمكنك عندها التفكير بالموضوع.
- حدّدي الأسباب التي أدّت الى توجّهك نحو قرار مقاطعة اهل زوجك: حاولي معرفة ما إذا كانت أسبابك تعتبر كافية لقطع العلاقات مع أفراد من العائلة، فهذه خطوة كبيرة. وتأكّدي ما إذا كنت تريدين مقاطعة أهل الزوج فعلًا. فمثلًا، اسألي نفسك “هل علاقتي مع أهل زوجي ضارّة بزواجي وعائلتي الصغيرة؟” أو إذا كنت تشعرين، أنت وزوجك، أنّهم يسيئون اليك باستمرار ولا يحترموك؟ أو في حال كان اهل زوجك استغلاليين… إذا كانت الإجابة نعم، يمكنك حينها التفكير باتّخاذ خطوة قطع العلاقات معهم.
- فكّري مليًّا ومن كافّة النواحي في نتيجة أو العواقب التي قد تترتّب على قرارك هذا: عليك توقّع نتائج قرار مقاطعة اهل الزوج إن من حيث تأثيره على علاقتك بزوجك، أطفالك وبأفراد الأسرة الآخرين. كأن يؤثّر قرارك سلبًا على أطفالك لدى ابتعادهم عن جدّيهم، خاصّةً في حال كانوا يهتمّون بهم.
عند اتّخاذك لموقفك لا تُهملي هذه الأمور
- تحدثي مع زوجك في هذا الأمر واطلبي دعمه: أخبريه بكلّ صراحة وهدوء عن شعورك تجاه والديه، واسأليه عن رأيه من موقفك. يمكنكما أن تبحثا معًا عن حلّ يناسبكما. تجنّبي تصوير والديه بشكلٍ سلبيّ، بل حاولي التعبير عن المواقف التي بدرت منهم والتي تؤذيك، بطريقة محايدة. واطلبي منه دعم قرارك والدفاع عنه، حتّى لو اختار إبقاء علاقته كالسابق مع والديه. يمكنكما الاتّفاق على الردّ عليهم بطريقة معيّنة تجاه بعض الأمور.
- اتّفقي مع زوجك ما إذا كنتما ستبقيان علاقة أطفالكما مع جدّيهما: اتّفاقا على طريقة استمرار علاقة أطفالكما مع جدّيهما، في حال قرّرتما استمرارها. وإذا أظهر اهل زوجك سلوكًا مسيئًا لأطفالك أو وضعوهم في مواقف خطيرة، حدّدا ما إذا كان يجب إبعادهم عن جدّيهم.
- اشرحي لأهل زوجك وجهة نظرك وحدودك: أخبريهم بأسباب قرارك، وتجنّبي الشجار معهم.
نصائح بديلة عن مقاطعة أهل الزوج
يمكنك قبل اتّخاذ قرار المقاطعة، اللّجوء الى بعض الطرق لوضع حدود للأمور التي تزعجك. وبذلك تتجنّبين الوصول الى مقاطعة أهل الزوج:
- ضعي حدودًا واضحة ومقبولة: إذا كان اهل زوجك يتدخّلون بطريقة تربيتك وزوجك لأطفالكما، أو بقراراتكما الماليّة مثلًا، يمكنكما وضع حدّ واضح لذلك، وشرح الأسباب. ينطبق الأمر نفسه في حال كان أهل زوجك يدخلون منزلك بغيابك مثلًا.
- حاولي اللّجوء الى خيار وضع مسافة بينك وبين اهل زوجك بدلًا من المقاطعة الكليّة: لتجنّب أي عواقب سلبيّة، من الممكن مثلًا الاتّفاق مع زوجك على وضع حدود للعلاقة مع اهله. كأن تحدّي من الاتّصال بهم أو زيارتهم من دون مناسبة، والاكتفاء بلقائهم خلال التجمعات العائلية أو الأعياد والمناسبات. وبهذا تكونين قد حافظتي على علاقة احترام بينك وبينهم، بدل الخلافات.
برأيي الشخصي كمحرّرة، إذا كانت مقاطعة اهل الزوج شرّ لا بدّ منه، لا تنسي أبدًا ضرورة أن تُعامليهم دائمًا باحترام. ففي بعض الأحيان، يكون قطع الصلة معهم بهدف الحفاظ على هذا الاحترام وخوفًا من عدم قدرتك على التحكّم بعواطفك مستقبلًا. وتذكّري دائمًا أنك ستقابليهم بالصدفة أو عند الضرورة. لذلك عليك عند قطع العلاقات أن تتجنّبي قول أشياء سيئة أو أن تكوني مؤذية لهم. وبهذا سيظلّ ضميرك مرتاحًا، كما ستفسحين مجالًا للعودة عن قرارك في حال تغيّرت الظروف التي أدّت الى المقاطعة.
قد يهمّك أيضًا: كيف اخلي اهل زوجي يحترموني؟ أسرار التعامل الذكي لكسب قلوبهم.
