“زوجي غيور وعصبي” بهذه العبارة تستنجد إحداهنّ بهدف إيجاد حلّ، إذ تعاني العديد من النّساء من عصبيّة الزّوج النّاجمة عن الغيرة المرضيّة، والّتي تتخطّى حدود الغيرة لتصبح شكًّا في تصرّفاتها وكل ما تقوم به من أفعال.
ربما تكون الغيرة واحدة من أعظم الأمور الّتي تدمّر العلاقات والزواج. السبب هو أنها تخلق مشاعر الغضب والإحباط في الشخص المتهم بالخيانة الزوجية، وهو مؤلم للغاية للشخص الذي يؤوي هذه الشكوك. في الواقع، تصيب المعاناة كلا الشريكين في العلاقة. ما الذي يسبب الغيرة؟ وزوجي غيور وعصبي كيف أتعامل معه؟ إليكِ أهم علامات فشل الحياة الزوجية.. متى يجب دق ناقوس الخطر؟
زوجي غيور وعصبي: الأسباب المخفيّة وراء ذلك
- هناك العديد من التفسيرات لأسباب هذه الغيرة. تختلف القوة الدافعة وراء غيرة الزوج اختلافًا كبيرًا عن أولئك الذين يظهرون الشك غير العقلاني.
- الزّوج الغيور بشكل مرضي لديه مستوى معيّن من تدني احترام الذات لدرجة أنه من المستحيل عليه أن يصدّق أنه يستحق الحب والاهتمام، ويظنّ أن زوجته كثيرة عليه!
- الصعوبات في الشعور بالتعلق بالآخرين مع ما ينتج عن ذلك من شعور بانعدام الأمن والحاجة الدائمة إلى اعتراف الآخرين بوجوده وبأهمّيّته.
- الحاجة إلى السيطرة على الآخرين. يتم التعبير عن هذه الحاجة من خلال الغيرة. تخفي الغيرة بداعي الحب رغبة الرّجل في الاعتراف بقلّة الثقة في النفس.
- مشاعر القلق العميقة والحاجة إلى الطمأنينة المستمرة. فالزوج الذي لا يثق في نفسه يفقد القدرة على الثقة بزوجته ومن هم حوله.
- يعرف زوجكِ الأشخاص المحيطين بكما. ربّما يجد أنّ قريبكما يحاول لفت نظركِ أو جعلكِ تضحكين. هذا الأمر يشكّل غيرةً لديه طمعًا بكِ.
- فقدان ثقة زوجكِ في شكله الخارجي، فقد يجد إعجابكِ بممثل ما أمرًا مثيرًا لغيرته، وذلك لأنّه يرى في ذلك الشّخص مميّزات يفتقرها في نفسه.
- على الجانب الأكثر إيجابية من هذه المشكلة هو حقيقة أنه عند مستويات أقل من الشدة، تعد الغيرة مجاملة لأنها تقول الكثير عن مدى حبه لك. بطبيعة الحال، في هذا المستوى، إنه يتجاوز ما يمكن تحمله. إليكِ كيفية تعزيز الثقة بين الزوجين!
كيف تتعاملين مع الزوج الغيور والعصبي
افهمي عصبيّة زوجكِ
لدعم زوجكِ، تحتاجين إلى فهم أساسي للعصبيّة. أول وأهم شيء يجب معرفته هو أنه لا يستطيع السيطرة على عصبيّته في معظم الأحيان. بمجرد أن تفهمي ذلك، ستكونين أفضل بكثير في دعمه. إذا كنتِ تعتقدين أنه يفعل ذلك عن قصد أو يحاول أن يكون صعبًا، ذلك يجعل الأمور أسوأ.
تعلّمي قدر المستطاع عن العصبيّة المرتبطة بالغيرة وأشكاله المختلفة. سيساعدك هذا على فهم ما يمر به زوجكِ ويمكنك من تقديم دعم أفضل. لأن الغيرة تبدو مختلفة عند الجميع، تعرفي على تجربته.هل فقد الثّقة بالنساء بسبب علاقاته القديمة غير المكتملة؟ هل يخاف صديقًا بشكل محدّد لكونه يعلم عنه ما لا تعلمين؟
أظهري الرحمة والتعاطف
عندما تزداد عصبيّة زوجكِ، فمن المنطقي أن تشعري بالإحباط. لكن إحباطك يمكن أن يجعل الأمور أسوأ من خلال الضغط عليه “لإصلاح” نفسه. إنه ليس مكسورًا؛ إنه يدير تجربة صعبة ليس لديه سيطرة عليها. شجعي زوجكِ على التعبير عن مشاعره ومخاوفه، والاستماع دون حكم. اطرحي أسئلة لفهم وجهة نظره بشكل أفضل، ودعيه يخرج ما في داخله من أفكار. يمكن أن تؤدّي مهارات التواصل الجيد بين الزوجين دورًا حاسمًا في تقليل حدّة هذه التوترات؛ فعندما يُظهر الزوجان رغبة صادقة في الاستماع لبعضهما والتفاهم، تقلّ فرص تصاعد المشاكل إلى مستوى الأزمات.
ابقي هادئة حتّى تختفي علامات الغضب
طريقة أخرى للتّعامل مع عصبيّة زوجكِ، وهي الابتعاد عن نظره في أوج غضبه، وذلك تفاديًا للاحتقان وردّات الفعل الأكثر قسوة. يمكنكِ معاودة إجراء الحوار معه بطريقة أخرى، مستغلَةً الحنان الذي يتمتع به عندما يهدأ.
لا بأس أن تشجعي زوجكِ على الاعتناء بنفسه. ادعميه في إجراءات الرعاية الذاتية. ممارسة الرياضة، واتباع نظام غذائي متوازن، والنوم المناسب، والتي يمكن أن تؤثر بشكل كبير على مستويات العصبية والتوتّر والقلق. لكن لا تعظي أو تفترضي أن هذه وحدها ستصلح المشكلة، في معظم الأوقات، لا يكفي.
ابحثي عن طرق طبيعية للحد من العصبية
هناك العديد من الممارسات اليومية التي يمكن دمجها في روتين يمكن أن يعزز تقليل العصبيّة. تتضمن بعض الطرق الطبيعية للحد من القلق تشجيع زوجكِ على ممارسة الرياضة واليقظة والصلاة والوقت في الخارج. فكري في المشي اليومي في الصباح لضبط نغمة مريحة لهذا اليوم.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، يجب أن تعتمد الزوجة على مزيج من العتاب اللطيف والكلمات المؤثّرة، مع الحرص على عدم تجاوز الحدود التي قد تؤدّي إلى جروحٍ عميقة في العلاقة. يُفضَّل أن تُحافظ الزوجة على احترامها لنفسها ولزوجها..