تغير ملامح وجه الحامل، علاقته بجنس الجنين، وأسبابه بين المعتقدات الشائعة والتفسيرات العلميّة، سنتحدّث عنها في هذا المقال.
تلاحظ الكثير من النساء تغيّرات في ملامح وجههنّ، بالإضافة الى التغيّرات الجسديّة التي تحدث لهنّ خلال الحمل. تختلف هذه التغيّرات بين امرأة وأخرى. وترتبط أسبابها عادةً بالتغيّرات الكبيرة التي تحصل للمرأة. كالتغيّرات في مستويات الهرمونات كالإستروجين والبروجستيرون، والتعب والاجهاد. كما تعاني بعض الحوامل من احتباس السوائل في الجسم ما يؤدّي أحيانًا إلى انتفاخ وجهها. إضافةً الى زيادة الوزن خلال الحمل التي يمكن أن تؤثّر بدورها على شكل الوجه. كانت جدّاتنا تربط بين هذه التغيّرات وجنس المولود، ولكن ما هي حقيقة هذه المعتقدات؟
متى يبدأ تغير ملامح وجه الحامل؟
يختلف توقيت بدأ التغيّرات بملامح وجه الحامل بين امرأة وأخرى. ويمكن ملاحظة بعضها لدى بعض السيّدات من الثلث الأول من الحمل. غالبًا ما تكون هذه التغيّرات مؤقّتة، وتنتهي بعد الولادة فتعود البشرة إلى حالتها الطبيعيّة. ومن أبرز هذه التغيرات والتوقيت الذي قد تظهر فيه نذكر:
- زيادة في مرونة البشرة وغيرها من التغيّرات البسيطة الناتجة عن التغيّرات الهرمونيّة التي تواجهها الحامل. والتي قد تظهر عادةً خلال الثلث الأوّل من الحمل أي بين الأسبوع الأوّل والأسبوع الثاني عشر.
- انتفاخ الوجه قليلًا الناتج عن بدء احتباس السوائل لدى الحامل، بالإضافة الى بداية ظهور تصبّغات جلديّة كالكلف. والتي تحدث عادةً خلال الثلث الثاني من الحمل أي بين الأسبوع الثالث عشر والسادس والعشرين.
- تغيّر إضافي في لون البشرة التي تصبح أغمق، أو تغيّر شكل الوجه فتظهر التكاوين مختلفة كالأنف مثلًا الذي يصبح أكبر. تحصل هذه التغيّرات مع التقدّم بالحمل، في الثلث الثالث، أي بين الأسبوع السابع والعشرين والأسبوع الأربعين.
هل من علاقة بين صفاء بشرة الحامل ونوع الجنين؟
في الوقت الذي تعاني منه بعض الحوامل من مشاكل في البشرة، تتمتّع نساء أخريات ببشرة صافية تمامًا خلال الحمل. وكانت جدّاتنا قديمًا يعتقدن أنّ صفاء بشرة الحامل يدلّ على أنّ الجنين المنتظر أنثى. وما زال هذا المعتقد سائدًا حتّى يومنا هذا، كما يعتبر البعض أنّ تغيّرات البشرة وظهور حبوب تعتبر إحدى علامات الحمل بولد.
لكنّ هذه المعتقدات ليست قائمة على أدلّة علميّة وتدخل بخانة الخرافات التي انطبقت على البعض ولا تنطبق على جميع الحوامل. إذ ليس هناك أي دليل علمي يربط بين صفاء بشرة السيّدة الحامل ونوع جنينها.
أمّا من الناحية العلميّة، لا يمكن الاعتماد على صفاء البشرة كدليل أو إشارة الى نوع الجنين. فتغيّرات البشرة خلال الحمل تتأثّر بعوامل عدّة كالتغيّرات الهرمونيّة، النظام الغذائي للحامل ونمط حياتها، ولا علاقة لها بنوع الجنين.
اسمرار الوجه في الحمل وجنس الجنين
من الممكن أن تلاحظ بعض الحوامل اسمرارًا في وجههنّ مع التقدّم بالحمل. وكانت المعتقدات السائدة سابقًا، من قبل وجود السونار، تعتبر أنّها علامة من علامات الحمل بذكر.
يُعرف اسمرار الوجه هذا الذي تواجهه نسبة كبيرة من السيّدات أثناء الحمل، أيضًا باسم “الكلف” أو “الخطّ الداكن”. ويعود سببه عادةً إلى التغيّرات الهرمونيّة التي تؤثّر على إنتاج الميلانين في البشرة. والميلانين هي صبغة طبيعيّة موجودة في الجسم لها دور مهمّ في تحديد لون الجلد، الشعر والعينين. فالتغيرات الحاصلة في هذه المادّة تؤدّي إلى ظهور بقع داكنة، في الوجه، الجبين، والخدين بشكل خاصّ. لذلك، لا صحّة لعلاقتها بجنس الجنين.
فإذا كنت تعانين من هذه المشكلة، لا تقلقي، غالبًا ما يختفي هذا الاسمرار بعد الولادة. ولكن شرط أن تعتني ببشرتك خلال حدوث هذه التغيّرات واستخدام واقي الشمس والعناية بالبشرة خلال الحمل لتقليل ظهورها. خاصّةً وأنّ التعرّض للشمس يعتبر عاملًا قد يزيد من المشكلة.
هل شحوب الوجه من علامات الحمل بولد؟
شحوب الوجه أيضًا كما صفاء البشرة واسمرارها، كان يعتبر علامة تدلّ على جنس الجنين. وكان البعض يعتقد أنّ شحوب الوجه أيضًا من علامات الحمل بصبيّ.
ولكنّ هذه التغيّرات الحاصلة في البشرة أثناء الحمل تختلف من امرأة لأخرى، وتعتمد على عوامل عدّة. فشحوب الوجه مثلًا يحدث بسبب التعب الذي قد تعاني منه الحامل، التغيّرات في نمط حياتها، غذاءها ونشاطها. إضافة الى التغيّرات الهرمونيّة الحاصلة خلال الحمل. اليك بعض أسباب شحوب الوجه خلال الحمل التي عليك الانتباه لها:
- نقص بعض العناصر الغذائيّة الأساسيّة بسبب عدم قدرة الحامل على تناول كافّة أنواع الأطعمة، وتغيّر نظامها الغذائي.
- نقص الحديد أو فقر الدم الشائع خلال الحمل يظهر عادةً على شكل شحوب بالوجه.
- قلّة النوم، التعب والإرهاق الذي تعاني منه الحامل، إضافة الى التوتّر والقلق خلال هذه المرحلة.
- عدم شرب كميّة كافية من الماء يؤثّر أيضًا على مظهر البشرة.
برأيي الشخصي كمحرّرة، رغم اعتقادات توارثناها من جدّاتنا عبر الأجيال، إلّا أنّه لا علاقة لتغير ملامح وجه الحامل بجنس جنينها. والحمل ببنت لا يجعل الأم أجمل، ولا يسبّب الحمل بولد كبر أنف الأم، بل لكلّ هذه التغيّرات تبريرات علميّة.
اليك 5 طرق فعّالة للتعامل مع التقلّبات الهرمونيّة خلال الحمل.