تُعَدّ المعاناة من تجمع دموي بجانب كيس الحمل من التحدّيات التي قد تواجهها بعض النساء في بداية الحمل. حيث يُظهر الفحص الطبي وجود دمّ متراكم بجوار الكيس المحيط بالجنين. على الرغم من أن هذه الحال قد تبدو مقلقة، إلّا أنّ معرفتكِ بالتفاصيل حول أسباب هذا التجمع ومضاعفاته المحتملة يمكن أن يُساهم في التخفيف من الشعور بالقلق. في معظم الأحيان، يحدث هذا التجمع في الثلث الأول من الحمل نتيجة تغيّراتٍ طبيعية في الرحم. من هنا، يُطرح التساؤل حول ما إذا كانت هذه الحال تُشكّل خطرًا حقيقيًا على صحّة الأمّ أو الجنين.
سنركز في هذا المقال على تعريف التجمّع الدموي بجانب كيس الحمل، ومناقشة مدى خطورته على الحامل. إلى جانب استعراض الأسباب التي تؤدّي إلى ظهوره وكيفيّة التعامل معه. كما سنوضح أيضًا في الفقرات التالية متى يمكن أن يختفي التجمّع، وما إذا كان يحتاج إلى متابعة طبيّة مستمرّة.
هل التجمع الدموي حول كيس الحمل خطير؟
بدايةً، يجب الإشارة إلى أنّ وجود تجمع دموي بجانب كيس الحمل قد يبدو مرعبًا، لكنّه لا يعني بالضرورة وجود خطر فوري على الحمل. فماذا تقول الحقائق العلميّة؟
تُظهر الدراسات أن نسبة كبيرة من الحوامل اللواتي يعانينَ من هذه الحال يتمكنَّ من إتمام الحمل بشكلٍ طبيعيٍّ من دون حدوث مضاعفات. ومن الأمثلة على ذلك، دراسة نُشرت في “Journal of Obstetrics and Gynaecology Research” عام 2023. والتي أكّدت أنّ التجمّعات الدمويّة الصغيرة قد تختفي مع مرور الوقت بدون أن تؤثّر سلبًا على الجنين. لكن، عندما يكون التجمّع كبيرًا أو يصاحبه نزيف حاد ومستمرّ، يكون هناك احتمالًا لحدوث مضاعفات مثل الإجهاض أو ضعف في تدفق الدم إلى الجنين. ممّا يتطلّب متابعة طبيّة مكثّفة لضمان الحفاظ على سلامة الحمل.
من المهمّ جدًا متابعة العوارض المصاحبة لهذه الحال. فالنزيف الحاد، والشعور بالآلام الشديدة في أسفل البطن، والدوخة، يجب أن تُعَدّ إشارات تدعو إلى زيارة الطبيب فورًا. على الرغم من ذلك، لا ينبغي التسرّع في اتّخاذ قرارات جراحيّة. إذ يمكن للتجمّع أن يختفي بشكلٍ طبيعيٍّ بمرور الوقت كما تبيّن “American Pregnancy Association“.
ما سبب وجود تجمع دموي في الرحم؟
ما سبب وجود تجمع دموي بجانب كيس الحمل في الرحم؟ يتشكّل تجمّع دموي بجانب كيس الحمل نتيجة عدّة عوامل، بعضها طبيعي وبعضها مرتبط بظروفٍ صحيّة. إليكِ أهم الأسباب التي قد تؤدّي إلى ظهوره:
- زرع البويضة في جدار الرحم: عند حدوث الحمل، تنتقل البويضة المخصَّبة وتلتصق بجدار الرحم. ممّا قد يسبّب التهابًا خفيفًا ونزيفًا طفيفًا. هذا النزيف قد يتجمع بالقرب من كيس الحمل ويظهر على شكل تجمّعٍ دموي. بحسب “National Library of Medicine“، يُعتبر هذا السبب الأكثر شيوعًا في الثلث الأول من الحمل. وهو غالبًا ما يختفي دون علاج.
- التهابات بطانة الرحم: في بعض الحالات، قد تؤدي الالتهابات إلى التهاب الأنسجة المحيطة بكيس الحمل. ممّا يسهم في حدوث نزيف وتجمّع دموي في المنطقة. يمكن أن تؤثّر الالتهابات المزمنة بشكل خاص على استمرارية الحمل. ممّا يجعل من الضروري معالجتها بشكلٍ سريعٍ وفعّال.
- التعرّض لصدمات أو إصابات رحميّة: قد يؤدّي الضغط الزائد على منطقة البطن أو التعرّض لحوادث سقوط إلى حدوث تجمّع دموي بجانب كيس الحمل. تُظهر الأبحاث المنشورة في “Healthline” أنّ مثل هذه الإصابات قد تزيد من احتماليّة ظهور التجمعات الدمويّة. خصوصًا إذا لم تتلقَ الحامل الرعاية اللازمة بعد الحادثة.
- مشاكل تخثّر الدم: بعض النساء قد يعانين من مشاكل في تخثّر الدم تجعلهن أكثر عرضًة لتكوين تجمّعاتٍ دمويّة في مناطق مختلفة من الرحم. يتطلب هذا الوضع متابعة طبيّة خاصّة واستخدام أدوية مميعة للدم لتجنّب حدوث مضاعفات كبيرة.
متى يختفي التجمع الدموي للحامل؟
في حال ظهور تجمع دموي بجانب كيس الحمل ، متى يختفي؟ يُعتبَر الوقت الذي يستغرقه التجمّع الدموي للاختفاء متغيّرًا ويعتمد على عدّة عوامل. حجم التجمع، موقعه، وصحّة الحامل كلها تؤدّي دورًا مهمًا في تحديد مدّة بقاء التجمّع. على سبيل المثال، قد تختفي التجمّعات الصغيرة خلال بضعة أسابيع أو حتّى أيام. حيث يُمتصّ الدم المتجمع تدريجيًا من قبل أنسجة الرحم من دون أن يترك أثرًا سلبيًا. بينما التجمّعات الأكبر قد تحتاج إلى وقتٍ أطول للامتصاص وقد تبقى حتّى الثلث الثاني من الحمل.
وفقًا لتوصيات “Mayo Clinic“، من الضروري للحوامل اللواتي يعانينَ من هذه الحال أن يجرينَ فحوصاتٍ دوريّة باستخدام الموجات فوق الصوتيّة لضمان الحفاظ على سلامة الجنين ومراقبة حجم التجّمع بشكلٍ دوري. كما أنّ الحصول على الراحة التامّة، وتجنّب بذل المجهود البدني، والبقاء في حال من الترطيب الكافي هي خطوات قد تساهم في تسريع عمليّة الشفاء وتخفيف العوارض المصاحبة.
من المهم أيضًا الإشارة إلى أنّ التجمّع الدموي قد يختفي من دون أن يتسبّب في حدوث أيّ مشاكل إضافيّة، إلّا في حالات نادرة تستدعي التدخّل الطبّي مثل حدوث نزيف حاد أو استمرار التجمّع لفتراتٍ طويلة بدون تحسّن.
تجمع دموي بجانب كيس الحمل: الخلاصة
ليس بالضرورة أن يكون حدوث تجمع دموي بجانب كيس الحمل مؤشّرًا على وجود مشكلة صحيّة خطيرة. بل قد يكون مجرّد نتيجة طبيعيّة لتغيّرات الحمل في المراحل الأولى. لكن، من الضروري متابعة الحال باستمرار وتحديد أيّ علامات تشير إلى تطوّرٍ غير طبيعي. من خلال متابعة الطبيب والالتزام بالإرشادات الطبيّة، يمكن تقليل المخاطر المحتملة وضمان استمراريّة الحمل بشكلٍ صحّيٍ وآمن. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأطلعناكِ على خطورة التجمع الدموي بالسونار.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أنّ الحوامل اللواتي يعانين من تجمّعٍ دمويٍّ بجانب كيس الحمل ينبغي عليهنَّ التعامل مع الحال بوعيٍ وهدوء، فالشعور بالتوتّر قد يزيد من خطورة الوضع. من الأفضل اتّباع نصائح الأطباء المختصّين والاستعانة بمصادر علميّة موثوقة للحصول على معلوماتٍ دقيقة حول الحال. الأهمّ هو الالتزام بالراحة والمتابعة الطبيّة لضمان الحفاظ على صحّة الجنين وسلامة الحمل.