سألتني قريبتي كيف اجعل طفلي يزحف؟ إذ إنّ ابنها يكتفي بالجلوس وانتظار إعطائه الألعاب ليلعب في مكانه من دون محاولة التنقّل!
يبدأ الأطفال بتعلّم الحبو عادةً بين الشهر السادس والثامن من العمر. فالطفل بهذا العمر يصبح قادرًا على الحركة بشكل أكبر ويسعى لاستكشاف ما حوله. ويقوم بدايةً، في معظم الأحيان، بالزحف على بطنه قبل الحبو على ركبتيه ويديه، ولكن لكلّ طفل وتيرته الخاصّة وطرقه المختلفة للزحف. خلال الزحف على البطن، والمسمّى بزحف الـ”كوماندوس”، يجلس الطفل على بطنه ويحاول سحب نفسه نحو الأمام باستخدام ذراعيه، ومن ثمّ قدميه للتقدم.
علامات تخبرك بجهوزيّة طفلك للحبو
يمكنك استنظار أن يبدأ طفلك بالحبو عندما يظهر العلامات التالية:
- يحاول التنقّل والتدحرج بنفسه.
- يتحرّك باستمرار حتّى عندما يكون مستلقيًا.
- يتقلّب بشكل متكرّر عند استلقائه على ظهره.
- يسعى الى تحريك ركبتيه نحو الأمام بدلًا من الخلف.
- يحاول دفع نفسه الى الخلف عندما يكون جالسًا على يديه ورجليه.
- يُفضّل أن يستلقي على بطنه ويستخدم ذراعيه بهدف الزحف إلى الأمام.
خطوات اتبعيها لجعل طفلك يزحف بسرعة
يبدأ بعض الأطفال بالزحف من تلقاء أنفسهم بعمرٍ صغيرة بين الشهر السادس والثامن، وتعدّ هذه الخطوة من العلامات الفارقة لنموّ طفلك، الذي يبدأ بالتعرّف على الاستقلاليّة عن طريق محاولة التنقّل بمفرده. أمّا في حال تخطّى طفلك الثمانية أشهر ولم يقم بأي مبادرة للزحف قد يكون فقط محتاج لقليلٍ من التشجيع والدعم، لذا حاولي تطبيق هذه النصائح لمساعدته في ذلك:
أمور قومي بها للتمهيد لهذه المرحلة وخلالها
- تحلّي بالصبر: بدايةً يجب أن تكوني على علم بأنّ الأمر قد يستغرق وقتًا أطول من المتوقّع إذ إنّ لكلّ طفل وتيرته الخاصّة، لذلك عليك أن تكوني صبورة وداعمة لطفلك.
- خصّصي مساحات آمنة لتنقّل طفلك: قومي بتخصيص مساحة لطفلك فقط، تكون خالية من أي أشياء قد تعرقل حركته أو قد تشكّل خطورة عليه، كالأشياء الحادّة أو القابلة للكسر. وننصحك باستخدام أنواع من السجّاد أو الفرش المخصّصة لأرضيّات الحضانات بهدف جعل البيئة أكثر نظافة وأمان.
- أعطي أهميّة لـ”وقت البطن”: تقوّي هذه الحركة البسيطة التي تقومين بها الجزء العلوي من جسم طفلك، أي ظهره، عضلات رقبته، كتفيه، ذراعيه ويديه. كما تساعد في تنمية المهارات الحركيّة لديه والتي تعتبر ضروريّة ليتمكّن من الزحف، الجلوس والتدحرج، واللعب. بالإضافة أيضًا الى تعزيز التنمية الحسيّة والطريقة التي يرى فيها طفلك العالم من حوله. يمكنك زيادة وقت البطن تدريجيًّا.
- شجّعيه على التدحرج والتقلّب: يمكنك فعل ذلك عن طريق توجيهه من جهة إلى أخرى، ما سيساعده على شدّ عضلاته الأساسيّة.
- شجعيه لفظيًّا بلطف وحماس: إنّ التعزيز الإيجابي يزيد من ثقة الأطفال بأنفسهم، لذلك استعيني بالكلمات المشجّعة لمكافأة محاولات طفلك أن يزحف.
- ازحفي معه أو حاولي دعوة بعض أقرانه للقيام بنشاطات معًا: يمكنك أن تزحف بجانب طفلك، لأنّه سيرغب بتقليدك. وقد يكون من المفيد تنظيم مجموعات لعب مع بعض أقرانه إذ أنّ تفاعله مع أطفال آخرين سيشجّعه على ابراز مواهبه.
الاستعانة ببعض المحفّزات
- استعيني بوسادات الركب: يتردّد بعض الأطفال بالزحف والحبو لشعورهم بألم أو عدم راحة لدى محاولة الزحف على أسطح صلبة، لذا يمكنك استخدام وسادات أو واقيات الركبة للأطفال.
- استخدمي الألعاب الجذّابة لتحفيز طفلك على التنقّل: يمكنك أن تقومي بوضع ألعابه المفضّلة والتي تجذب طفلك، كالتي تصدر أصواتًا وإضاءة ملوّنة، بعيدًا عن متناول يديه لتحفيزه على محاولة إيجاد طريقة للوصول اليها وبالتالي التحرّك باتّجاهها.
- ضعيه أمام الـ”Baby Gym”: هي عبارة ألعاب معلّقة ليحاول الوصول إليها أثناء الاستلقاء على بطنه وستحفّزه على التحرك والتقدّم لالتقاطها.
- أعدّي مرآة آمنة لطفلك: يكون هذا النوع من المرايا مخصّص للأطفال ومصنوع من مواد غير قابلة للكسر. وإذا رأى طفلك انعكاسه على المرآة هذه سيحاول الزحف نحوها دائمًا.
أسباب تأخّر الزحف والحبو عند بعض الأطفال
نظرًا لأنّ لكلّ طفل وتيرة خاصّة للنموّ، بعضهم يأخذون وقتًا أكثر من غيرهم ليتمكّنوا من الزحف والحبو، وبعضهم لا يزحفون بل يبدأوا بالوقوف والمشي مباشرةً. يعود تأخّر الزحف لأسباب عدّة، وأبرزها:
عوامل مختلفة:
- ضعف عضلات الطفل بسبب قلّة الحركة ووقت البطن.
- خوف الطفل من القيام بهذه الحركات.
- تربية الطفل بطريقة الحماية المفرطة مما يعيق فرصته على التحرك.
- عدم توفير مساحة كافية لحركته.
تأثيرات ومشاكل جسديّة وصحيّة:
- ولادة الطفل المبكرة.
- تأخّر النموّ لديه.
- اضطرابات وراثية تؤثّر على عضلاته.
- إصابة الطفل بمشكلات صحية مثل ضعف البصر أو مشاكل في العظام.
- تشوّهات خلقيّة كالشلل الدماغي، متلازمة داون، اضطراب طيف التوحد.
متّى يجب استشارة الطبيب في حال تأخّر زحف الطفل؟
في حال كان نموّ طفلك طبيعيًّا ولم يكن يعاني من أيّة مشاكل، فلا داعي للقلق. ولكن من الأفضل أن تستشيري طبيبه في حال اقترب من عامه الأوّل ولم يزحف أو يقف ويتنقّل مستندًا الى الأثاث، وفي حال يظهر عدم القدرة على القيام بالأمور التّالية:
- التقاط أشياء بيديه.
- الجلوس بمفرده من دون دعم.
- توجيه جسمه في الاتجاهين.
- استخدام ذراعيه وساقيه بالتساوي.
برأيي الشخصي كمحرّرة، يمكنك مساعدة طفلك بالزحف باتّباع النصائح التي ذكرناها. إذ ستساعد على تشجيعه على الزحف وبعدها الحبو عبر تطوير مهارات يحتاجها بهدف دعم تطوّره الحركي ونموّه بشكل عام. ولكن لا تنسي عزيزتي أنّ لكلّ طفل وتيرة نموّ خاصّة، فحاولي قدر الإمكان ألّا تستعجلي الأمور. وراقبي نموّه وتطوّره بشكل دائم لملاحظة أي أمور غير طبيعيّة.
