هل الزكام من اعراض الحمل؟ سؤال يحيّر البعض خاصّة لدى شكوكهنّ بحدوث الحمل وقبل امكانيّة تأكيد أو نفي ذلك بالفحوصات.
عند حدوث الحمل، تحدث مجموعة من التغيّرات الفسيولوجيّة والهرمونيّة في جسم المرأة. والتي تنتج عن حدوث هذه “العمليّة الغريبة” المؤدّية الى انغراس جسم “غريب” في رحم الأمّ. سنوضح في ما يلي ماذا يحصل في جسم المرأة عند حدوث الحمل، بالإضافة الى الأعراض التي تبشّر بحصوله حتّى قبل ظهور الحمل في اختبارات الدم والبول المختلفة. فهل الزكام من بين هذه الأعراض؟
ماذا يحدث بالحسم عند حصول الحمل؟
عند حصول الحمل وانغراس البويضة المخصّبة في جدار الرحم بعد حوالي الأسبوع الى 10 أيّام من التخصيب، تحدث تغيّرات هرمونيّة وجسديّة في جسم الأمّ وهي:
- تغيّرات هرمونيّة، وأبرزها إفراز الهرمون المعروف بـ”هورمون الحمل”-“HCG” الذي يُعتبر مسؤولًا عن الحفاظ على الحمل. وهو الهرمون الذي يتمّ البحث عنه في اختبارات الحمل ويدلّ رصده على وجود حمل ونسبته على تقدّم الحمل.
- تغيّرات جسديّة: كزيادة حساسيّة الثدي، تغيّر حجمه ولونه، اضطرابات في الجهاز الهضمي وزيادة الوزن.
- تغيّرات الدورة الدمويّة: زيادة حجم الدم لتعزيز تدفّق الدم إلى الجنين، والتي يمكن أن تؤدي إلى انخفاض ضغط الدم في بعض الأحيان.
- تغيّرات في الجهاز المناعي.
مناعة الجسم بعد حدوث الحمل
يترافق حدوث الحمل مع تغيّرات مهمّة في الجهاز المناعي للمرأة. وتهدف هذه التغيرات إلى حماية الجنين الذي يعدّ “جسمًا غريبًا” نوعًا ما، مع محاولة إبقاء الأمّ محميّة من الأمراض. سنوضح لك باختصار كيفيّة تأثير الحمل على مناعة الجسم:
- تعديل المناعة لتوازنها: ينخفض نشاط الجهاز المناعي تجاه الأجسام الغريبة ليصبح أكثر “تسامحًا” مع الجنين، في حين تزداد قدرة الجسم على مواجهة بعض العدوى، ولكن هذا الأمر يختلف من امرأة الى أخرى.
- تصبح المرضة أكثر عرضة للعدوى وبعض الفيروسات: تُصبح المرأة أكثر عرضة لبعض أنواع العدوى، كالتهابات الجهاز التنفسي والمسالك البوليّة مثلًا. كما تؤثّر الهرمونات على استجابة الجسم للأمراض، فتساهم في زيادة التعرض لبعض الفيروسات أو البكتيريا.
- تغيّرات في الاستجابة المناعيّة عن طريق زيادة مستوى بعض الخلايا المناعيّة وتعديل استجابتها لتكون أكثر ملاءمة لحماية الجنين. كما تزداد مستويات الأجسام المضادة في الدم لحماية الأم والجنين من الأمراض.
- انتقال المناعة بالرضاعة الطبيعيّة: تنتقل بعض الأجسام المضادة من الأمّ إلى الطفل عبر حليب الثدي وعن طريق الرضاعة الطبيعيّة، ما يوفر حماية إضافيّة للطفل في الأشهر الأولى من حياته.
نصائح للحفاظ على مناعة جيّدة أثناء الحمل
يمكنك المساعدة في الحفاظ على مناعتك عن طريق اتّباع هذه النصائح والعادات:
- التغذية المتوازنة: تلعب التغذية السليمة دورًا مهمًّا في دعم جهاز مناعة الأمّ، لأنّها تحتاج إلى عناصر غذائية كافية لدعم صحة المناعة، من فيتامينات ومعادن.
- الراحة والنوم الكافي: يساعد على تعزيز صحة المناعة.
- ممارسة النشاط البدني البسيط بقدر المستطاع إذا سمح الطبيب بذلك.
- تجنّب الإجهاد: يساعد في الحفاظ على صحة الجهاز المناعي.
أبكر علامات الحمل
قد تظهر أولى علامات الحمل في الأسابيع الأولى بعد الإخصاب. وأبرز أعراض الحمل المبكرة:
- المعاناة من الصداع: الذي ينتج أيضًا عن التغيرات الهرمونية وزيادة حجم الدم.
- زيادة الحساسيّة تجاه الروائح أو تغيّرات في الذوق، ما قد يجعلك تشعرين بالاشمئزاز من بعض الأطعمة.
- الشعور بألم، انتفاخ، أو حساسيّة في الثديين: نتيجة التغيّرات الهرمونيّة التي تحدث للجسم.
- الشعور بتقلّصات خفيفة في البطن تشبه تلك التي تحدث قبل الدورة الشهريّة.
- الغثيان والقيء: المعروف بغثيان الصباح، ولكنّه يحدث في أيّ وقت من اليوم ويكون مصحوبًا أحيانًا بالقيء. غالبًا ما يتمّ ربطه بالتغيّرات الهرمونيّة كالزيادة في هرمون الحمل “HCG” والتغيرات الأخرى.
- الشعور بالإرهاق غير المبرّر: ينجم عن زيادة مستويات هرمون البروجسترون والتغيّرات في مستويات السكر والضغط.
- زيادة في عدد مرات التبول نتيجة زيادة تدفّق الدمّ إلى الكلى والتغيرات الهرمونيّة.
- غياب الدورة الشهريّة: يعدّ غياب الدورة الشهرية من أوضح علامات الحمل، خاصة إذا كانت دورتك منتظمة.
- تقلّبات مزاجيّة: قد تؤثّر التغيّرات الهرمونيّة على الحالة المزاجيّة للأمّ التي قد تشعر بالقلق أو الاكتئاب أحيانًا.
- الشعور باحتقان أو انسداد في الأنف، كالحاصلة في حال الإصابة بالزكام، نتيجة للتغيّرات الهرمونيّة وزيادة تدفق الدم إلى الأغشية المخاطيّة.
ما علاقة الحمل بالزكام
كما ذكرنا سابقًا، يؤثّر حدوث الحمل على الجهاز المناعي للحامل، ما قد يجعل المرأة الحامل أكثر عرضة للإصابة بالزكام والعدوى التنفسيّة بشكل خاصّ. من هنا يأتي الرابط بين الزكام والحمل واعتباره من بين العوارض المبكرة للحمل، اليك ما يحدث:
- التغيّرات في المناعة التي تجعل الجسم أحيانًا أقلّ قدرة على مكافحة بعض الفيروسات، وخاصّة المتعلّقة بالجهاز التنفّسي كالزكام.
- صعوبة التمييز بين عوارض الزكام وبعض أعراض الحمل التي تتشابه، كالاحتقان الأنفي والتعب. خاصّةً وأنّ التغيرات الهرمونيّة المصاحبة للحمل تؤدّي إلى زيادة تدفّق الدم إلى الأغشية المخاطيّة وبالتالي ازدياد الاحتقان الأنفي.
برأيي الشخصي كمحرّرة، إنّ هذه التغيّرات الحاصلة خلال الحمل تختلف من امرأة لأخرى، إذ لا تعاني جميع النساء من الأعراض نفسها. فإذا كنتِ تعتقدين أنكِ حامل، لشعورك بأنّك قد تكونين مصابة بالزكام، يُفضّل إجراء اختبار حمل في المنزل أو زيارة طبيب مختصّ لإجراء التحاليل اللازمة لتأكيد الموضوع أو نفيه، ومتابعة الموضوع مع طبيبك.