هل تحليل الدم يبين الحمل ؟ عندما تبدأ المرأة بالشعور بتغييرات جسديّة قد يكون ذلك مؤشّرًا على الحمل، مثل الشعور بالتعب أو الغثيان أو تأخر الدورة الشهرية، فإنّ أول ما يتبادر إلى ذهنها هو البحث عن طريقة موثوقة لتأكيد الحمل. تتنوع طرق الكشف عن الحمل، ويُعَدّ تحليل الدم واحدًا منها. تعتمد الكثير من النساء على اختبارات الحمل المنزليّة، إلّا أنّ هذه الطريقة تُعتبَر الوسيلة الأكثر دقّة وفعالية في تقديم نتائج دقيقة في وقتٍ مبكر.
في هذا المقال، سنستعرض كافة الجوانب العلميّة المتعلّقة بتحليل الدم للكشف عن الحمل. سنتحدّث عن الوقت المناسب لإجراء التحليل، إمكانيّته في الكشف عن الحمل في مراحله المبكرة، وهل يمكن أن يحدث خطأ في النتائج. كما سنتناول العلامات الجسديّة التي قد تشير إلى وجود الحمل بشكلٍ مؤكّد.
متى يظهر الحمل في تحليل الدم العادي؟
تعدّ الفترة التي يمكن فيها الكشف عن الحمل عن طريق تحليل الدم من أكثر الأسئلة التي تشغل بال النساء. إذ يسأل الكثير منهنَّ: هل تحليل الدم يبين الحمل في المراحل المبكرة؟. تعتمد هذه الطريقة بشكلٍ أساسيٍّ على الكشف عن هرمون الحمل “hCG”، وهو هرمون الغدد التناسلية المشيمائيّة الذي يبدأ الجسم بإفرازه عند بداية الحمل.
أنواع تحليل الدم للكشف عن الحمل
هناك نوعان رئيسيّان من تحاليل الدم التي يمكن من خلالها الكشف عن وجود الحمل:
- تحليل الدم الكمّي: يقيس هذا النوع من التحاليل كميّة هرمون hCG بدقّةٍ في الدم. وهو يُعَدّ دقيقًا للغاية، ويمكنه الكشف عن الحمل في وقتٍ مبكر، حتى قبل مرور عدّة أيام على غياب الدورة الشهريّة.
- تحليل الدم النوعي: يكشف هذا التحليل عن وجود هرمون hCG في الدم من دون تحديد الكميّة. وعلى الرغم من أنّه أقّل دقة من التحليل الكمّي، إلّا أنّه قادر على تأكيد الحمل بعد مرور 10 إلى 14 يومًا من التبويض.
يُفضَّل عادةً الانتظار حتّى مرور أسبوع على تأخّر الدورة الشهرية للحصول على نتائج دقيقة. فبحسب موقع Cleveland Clinic في مقالة نُشِرَت عبره عام 2022 تحت عنوان “Pregnancy Tests”، تشير دراسة طبيّة إلى أن تحليل الدم يمكنه تأكيد الحمل بدقة تتجاوز 99% إذا تم إجراؤه في الوقت المناسب. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.
هل ممكن تحليل الحمل بالدم يخطئ؟
رغم دقّة تحليل الدم العالية، يظلّ هناك تساؤل حول إمكانيّة حدوث أخطاء في نتائج التحليل. هل تحليل الدم يبين الحمل بدقّةٍ تامّة، أم يمكن أن تحدث بعض الأخطاء؟ الإجابة هي نعم، يُعَدّ تحليل الدم من أدقّ الطرق للكشف عن الحمل، إلّا أنّ هناك بعض الحالات النادرة التي يمكن أن تؤدّي إلى الحصول على نتائج غير دقيقة. لذا سنكشف لكِ في ما يلي عن أكثرها شيوعًا:
النتائج السلبية الكاذبة
يمكن أن يظهر تحليل الدم نتيجة سلبية على الرغم من وجود الحمل. يحدث هذا الخطأ غالبًا في الحالات التي يتمّ فيها إجراء التحليل مبكرًا جدًا، قبل أن يصل هرمون hCG إلى مستويات يمكن اكتشافها في الدم. فبعض النساء قد يجرين التحليل بعد أيامٍ قليلة من التبويض، لكنّ الهرمون قد لا يكون قد ارتفع بشكلٍ كافٍ ليمكن الكشف عنه. بالإضافة إلى ذلك، يؤكّد موقع Mayo Clinic على إمكانيّة إجراء اختبار حمل منزلي في أوّل يوم بعد انقطاع الدورة لضمان عدم الحصول على هذه النتيجة، وذلك عبر المقالة التي نُشِرَت من خلاله عام 2022 تحت عنوان “Home pregnancy tests: Can you trust the results?“.
النتائج الإيجابية الكاذبة
رغم ندرتها، إلا أنّ النتائج الإيجابيّة الكاذبة قد تحدث في بعض الحالات. وقد تظهر في حالات وجود أورام معيّنة في الجسم تفرز هرمون hCG، أو عند تناول بعض الأدوية التي تحتوي هذا الهرمون. تُعتبَر هذه الحالات استثنائيّة للغاية ولا تحدث إلّا في ظروفٍ خاصّة.
لتجنّب أيّ أخطاء في النتائج، يُنصح دائمًا بإجراء التحليل في الوقت المناسب بعد تأخّر الدورة الشهريّة، والعودة إلى الطبيب لإعادة الفحص إذا كانت هناك أي شكوك حول النتائج.
ما هي العلامات التي تؤكّد الحمل؟
هل تحليل الدم يبين الحمل وما هي العلامات التي تؤكّد حدوثه؟ بجانب الاعتماد على تحليل الدم لتأكيد الحمل، هناك علامات جسديّة قد تُعزّز الشكوك بوجود حمل. غالبًا ما تبدأ هذه العلامات بالظهور خلال الأسابيع الأولى بعد التبويض. وتُعتبَر مراقبة هذه التغيّرات الجسديّة إلى جانب إجراء التحاليل الطبية وسيلة قوية لتأكيد الحمل.
أهم العلامات الجسديّة
- تأخّر الدورة الشهريّة: يعدّ تأخر الدورة الشهرية واحدًا من أكثر العلامات وضوحًا على وجود الحمل. إذا كانت دورتكِ الشهريّة منتظمة وتأخّرت من دون أيّ أسبابٍ معروفة، فقد يكون هذا إشارة قويّة على الحمل.
- الغثيان والتقيؤ: يعاني الكثير من النساء من الغثيان الصباحي من دون استفراغ، خاصّةً في الفترة الصباحيّة، خلال الأسابيع الأولى من الحمل. يرتبط هذا العرض بزيادة هرمونات الحمل في الجسم، خاصّةً هرمون hCG.
- تغيّرات في الثدي: تبدأ المرأة بالشعور بآلام أو حساسية في الثديين، كما يمكن ملاحظة تغيّرات في لون الهالة المحيطة بالحلمة. تظهر هذه العوارض نتيجة التغيّرات الهرمونيّة المصاحبة للحمل.
- الإرهاق: قد تشعر المرأة بتعبٍ غير معتاد نتيجةً لزيادة نشاط الجسم وتحضيره لاستقبال الجنين. قد يبدأ هذا الشعور من الأسابيع الأولى للحمل.
- التبوّل المتكرّر: مع ارتفاع مستويات هرمون الحمل وزيادة تدفّق الدم في الجسم، تبدأ المرأة بالشعور بحاجة متزايدة للتبول. قد يظهر هذا العرض خلال الأسابيع الأولى من الحمل.
قد تشير هذه العلامات إلى حدوث الحمل، لكنّها ليست دليلًا قاطعًا. لذلك يبقى تحليل الدم هو الوسيلة الأدقّ لتأكيده.
في النهاية، يُعتبَر تحليل الدم الوسيلة الأكثر دقّة وموثوقيّة لتأكيد الحمل، سواء في مراحله المبكرة أو المتأخّرة. يمكن لهذا التحليل أن يكشف عن الحمل بدقّة عالية إذا تمّ إجراؤه في الوقت المناسب بعد تأخّر الدورة الشهريّة. ورغم أنّ تحليل الدم يُعدّ من أكثر الوسائل دقّة، إلّا أنّ الخطأ وارد في بعض الحالات النادرة، خاصّةً عند إجرائه بشكل مبكر جدًا. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأطلعناكِ على مختلف انواع اختبار الحمل.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أنّ الاعتماد على تحليل الدمّ لتأكيد الحمل هو الخيار الأمثل للنساء اللواتي يرغبنَ في الحصول على نتائج دقيقة وسريعة. من الأفضل دائمًا الانتظار حتّى مرور أسبوع على تأخّر الدورة الشهريّة لضمان الحصول على نتيجة موثوقة. وأؤكّد على أهمية مراجعة الطبيب في حال ظهور نتائج غير متوقَّعة أو غير متوافقة مع العوارض الجسديّة. في النهاية، تبقى الرعاية الصحيّة والمتابعة الطبيّة المستمرّة هي السبيل الأفضل لضمان الحفاظ على صحّة الأم والجنين.