يشكّل مغص الحمل تحدّيًا شائعًا تواجهه النساء خلال فترة الحمل، ويعود السبب في ذلك إلى التغيّرات الفسيولوجيّة والهرمونيّة التي تحدث في الجسم. تُعتبَر هذه الحال من العوارض الطبيعيّة التي تشعر بها النساء في المراحل الأولى من الحمل، ويتفاوت الشعور بالمغص بين النساء بناءً على طبيعة الجسم والحال الصحيّة العامّة. وعلى الرغم من أنّه قد يكون مقلقًا في بعض الأحيان، إلا أنه في الغالب غير ضار ويمكن التحكم فيه من خلال بعض العلاجات المنزليّة كونه واحًد من أبرز المشاكل التي تواجه الحامل.
سنتناول في هذا المقال كيفيّة علاج مغص الحمل باستخدام الطرق الطبيعيّة المتاحة في المنزل. سوف نناقش مدّة استمرار المغص في بداية الحمل، ثم ننتقل إلى العلاجات بالأعشاب، وبعدها سنتحدث عن المشروبات التي يمكن أن تخفّف من حدّة هذه المشكلة، وفي النهاية سنقدّم لكِ نصائح وقائيّة إضافيّة.
كم يستمر مغص بداية الحمل؟
قد تتساءلين، كم يستمر مغص الحمل في بدايته؟ في الغالب، يستمرّ هذا المغص خلال الأسابيع الأولى من الحمل، حيث يستعدّ الجسم للتغييرات التي ترافق نموّ الجنين.
يظهر هذا المغص نتيجة التغيّرات الهرمونيّة وزيادة تدفّق الدم إلى الرحم، ممّا يؤدّي إلى تمدّد عضلات البطن والأربطة المحيطة به. تشعر المرأة بتقلّصات خفيفة قد تشبه آلام الدورة الشهريّة، وقد تستمر من بضعة أيام إلى عدّة أسابيع.
تؤكد الدراسات أنّ المغص يبدأ عادةً بالتلاشي تدريجيًا مع تقدّم الحمل، حيث يصبح الجسم أكثر تأقلمًا مع التغيرات الفسيولوجية. لكن، من الضروريّ مراقبة هذه الحال، فإذا رافقتها عوارض مثل النزيف أو الحمى أو آلام حادّة، يجب على المرأة استشارة الطبيب فورًا لضمان الحفاظ على سلامتها وسلامة الجنين. وهذا وفقًا لموقع The Bump في مقالة نُشِرَت عبره العام الماضي تحت عنوان “What to Know About Cramps During Pregnancy“.
علاج مغص البطن للحامل بالأعشاب
تُعتبر الأعشاب من الوسائل الطبيعيّة الفعّالة في علاج مغص الحمل وتخفيف عوارضه. عند استخدام الأعشاب، تحصل المرأة على حلولٍ آمنة تساعدها على التخلّص من هذه المشكلة من دون اللجوء إلى تناول الأدوية الكيميائية. وقد أظهرت بعض الدراسات فوائد الأعشاب في تهدئة تقلّصات البطن بشكلٍ ملحوظ، لذا سنكشف لكِ في ما يلي عن أبرزها:
- الزنجبيل: يساعد الزنجبيل على تهدئة تقلّصات البطن بسبب خصائصه المضادّة للالتهابات والتشنّجات. يعمل هذا المكوّن أيضًا على تحسين الهضم والتخفيف من الغثيان الذي قد يصاحب المغص. وبحسب موقع Healthline في مقالة نُشِرَت عبره عام 2020تحت عنوان “Ginger Tea in Pregnancy: Benefits, Safety, and Directions”، يمكن للزنجبيل أن يُخفّف من حدّة الغثيان الصباحي خلال الحمل. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.
- البابونج: يُعدّ البابونج من أشهر الأعشاب المهدّئة التي تساعد على تخفيف التشنّجات. يساعد شرب هذا الشاي على استرخاء عضلات البطن وتهدئة المغص.
- النعناع: يساهم النعناع في تهدِئة الجهاز الهضمي وتخفيف حدّة التقلّصات المعويّة. حيث أنّه يحتوي مواد طبيعيّة تعمل كمضادات للتشنّجات، ممّا يساعد في تهدئة الآلام المرتبطة بمغص الحمل.
- الشمر: يعمل الشمر كمهدّئ طبيعي يساعد في تخفيف التقلّصات المعوية وتحسين عمليّة الهضم. يساهم شرب شاي الشمر في تقليل التوتّر المعوي الذي يسبّب المغص.
قبل استخدام أيّ نوعٍ من الأعشاب، يُنصَح دائمًا بالتشاور مع الطبيب للتأكّد من أنّ هذه الأعشاب آمنة لكِ وللجنين، خصوصًا في حال وجود أيّ حال صحيّة تستدعي الحذر.
مشروبات لعلاج المغص للحامل
إلى جانب الأعشاب، يؤدّي شرب المشروبات الطبيعيّة دورًا كبيرًا في تهدئة مغص الحمل ، حيث يسهم في ترطيب الجسم وتخفيف التشنّجات. فشرب كميات كافية من السوائل يمكن أن يساعد على تهدئة تقلّصات البطن وتخفيف الشعور بالألم بشكل طبيعي وآمن. لذا سنعرض لكِ أكثر المشروبات فعالية في ما يلي:
- ماء الليمون الدافئ: يعتبر هذا المشروب من العلاجات البسيطة والفعّالة للتخفيف من المغص. يحتوي ماء الليمون فيتامين C الذي يساعد على تقوية المناعة، بالإضافة إلى خواصه المهدّئة للمعدة. يُنصح بشربه دافئًا لضمان فعاليته في تخفيف التقلّصات.
- شاي الزنجبيل: يمتاز شاي الزنجبيل بقدرته على تخفيف التقلّصات والحدّ من الشعور بالغثيان المصاحب للحمل. يمكن شرب كوب منه يوميًا لتهدئة المغص وتخفيف حدّة الألم.
- ماء بالعسل: يعتبر العسل مهدّئًا طبيعيًا للجهاز الهضمي، ويُساعد على تخفيف التشنّجات المعوية. يمكن إذابة ملعقة من العسل في كوب من الماء الدافئ وشربه لتخفيف المغص.
- شاي البابونج: يُعزّز احتساء شاي البابونج الاسترخاء ويخفّف من تقلّصات البطن. يمكن شربه بعد الوجبات للمساعدة في تهدئة الجهاز الهضمي وتقليل المغص.
تُعتبر هذه المشروبات آمنة نسبيًا للحامل، لكن يجب التأكّد من استهلاكها باعتدال واستشارة الطبيب المختصّ قبل شربها وتجنّب استهلاك أيّ مكّونات قد تسبّب حساسية أو تفاعلات غير مرغوبة.
يُعتبر مغص الحمل جزءًا طبيعيًا من التغيّرات التي تطرأ على الجسم خلال فترة الحمل. باستخدام العلاجات الطبيعيّة مثل الأعشاب والمشروبات المهدّئة، تستطيع المرأة التخفيف من حدّة هذا الشعور من دون الحاجة إلى تناول الأدوية الكيميائيّة. ومع ذلك، من الضروري متابعة العوارض والتواصل مع الطبيب في حال حدوث أيّ تطوّرات غير طبيعيّة. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وقدّمنا لكِ نصائح تضمن علاج الغازات للحامل.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أنّ الحلول الطبيعيّة مثل الأعشاب والمشروبات هي الخيار الأمثل لتخفيف مغص الحمل بطريقةٍ آمنة وفعّالة. يُنصَح دائمًا بالتأكّد من سلامة المكوّنات الطبيعيّة والتشاور مع الطبيب قبل استخدامها. فالعناية بالتغذية السليمة والترطيب الجيد للجسم له دور كبير في تقليل التشنّجات المرتبطة بالحمل، كما أنّ الحصول على الاسترخاء والراحة يسهمان في تخفيف حدّة المغص.