كيف ارقي طفلي وأحصّنه؟ سؤال مهمّ تطرحه العديد من الأمّهات، خاصّةً في ظلّ الاعتقاد الشائع بأنّ الأطفال الصغار عرضةً للحسد والعين. ينبع هذا الاهتمام من غريزة الأمومة التي تجعل كلّ أمّ ترغب في حماية طفلها بكلّ الطرق المتاحة، سواء كانت ماديّة أو روحيّة. والرقية الشرعيّة هي من أقدم الوسائل التي يلجأ إليها المسلمون لتحصين الأطفال وحمايتهم من العين والحسد، وذلك استنادًا إلى ما ورد في السنة النبوية وأقوال العلماء.
في هذا المقال، سنستعرض بالتفصيل كيفيّة رقية الأطفال بالطرق الشرعيّة. سنتحدّث عن الآيات القرآنيّة والأدعية المناسبة التي يجب أن تُقرأ على الطفل، مع توضيح كيفيّة تطبيق الرقية بالطريقة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يتّبعها لتحصين الأطفال من الشرور. سنتناول أيضًا ما يجب قوله خلال عمليّة الرقية وأهميّة الإخلاص في النيّة، بالإضافة إلى تقديم النصائح المستمدّة من المصادر الإسلاميّة الموثوقة.
كيف أرقي ابني بالرقية الشرعية؟
كيف ارقي طفلي ؟ تعدّ الرقية الشرعيّة وسيلة مهمّة لتحصين الطفل من العين والحسد، وهي تعتمد بشكلٍ أساسيّ على قراءة القرآن الكريم والأدعية المأثورة.
تبدأ الإجابة عن سؤال: كيف أرقي طفلي وأحصّنه؟ بفهم أنّ الرقية ليست فقط كلمات تُتلى، بل هي وسيلة لطلب الحماية والشفاء من الله تعالى. في الرقية الشرعيّة، يُستحبّ قراءة مجموعة من الآيات والسور القرآنيّة التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحماية من الشرور، ومنها:
- سورة الفاتحة: تُعرف باسم “أمّ الكتاب” وتعدّ شفاءً من الأمراض الروحيّة والجسديّة.
- آية الكرسي: من الآيات القويّة التي تحفظ الإنسان من الأذى بفضل الله، وهي تعدّ من أقوى وسائل الحماية من العين.
- سورة الفلق وسورة الناس: وهما تُعرفان بالمعوذتين، وتستخدمان لطرد الشرور والأذى الروحي.
تُقرأ هذه الآيات على الطفل أو على كفّ الأم، ثم يتم مسح جسم الطفل بها بلطف. يفضَّل أن تكون هذه الرقية جزءًا من الروتين اليومي أو الأسبوعي للطفل لحمايته بشكلٍ مستمرّ من التأثيرات السلبيّة. يساعد تكرار هذه الآيات وتلاوة دعاء تحصين الطفل الرضيع في حماية وتقوية الروابط الروحيّة بينه وبين الأهل.
ماذا أقول عندما أرقي ابني؟
عند تلاوة الرقية الشرعيّة لطفلك، هناك العديد من الأدعية المأثورة التي يمكنكِ استخدامها لتعزيز الحماية. وهي معروفة بأنّها من السنن التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يستخدمها لتحصين الأطفال من العين والحسد. يُنصح بتكرار الأدعية بصدقٍ ونيّة خالصة للحصول على حماية أكبر، ويمكن اعتمادها كدعاء المولود الجديد ليحفظه الله من السوء.
من أبرز الأدعية التي يمكن تلاوتها أثناء الرقية:
- “أعوذ بكلمات الله التامات من شرّ ما خلق”: يُستخدم هذا الدعاء للتحصين من كل شرّ، سواء كان حسدًا أو عينًا أو أذى.
- “بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم”: يُفضَّل تكرار هذا الدعاء ثلاث مرات في الصباح والمساء.
كما يجب أن تكون الرقية مصحوبة بالاستعاذة بالله تعالى من الشيطان والشرور، مع ضرورة الإخلاص في النيّة. فالدعاء بصدق يجعل الرقية أكثر تأثيرًا وحمايةً للطفل. من المهمّ أن تكون الأم في حال من الطمأنينة والتوكّل على الله خلال عمليّة الرقية، لأنّ الثقة في الله هي الأساس في الحماية.
كيف كان النبي يرقي الأطفال؟
كان النبي محمد صلى الله عليه وسلّم قدوة للمسلمين في كلّ جوانب الحياة، بما في ذلك رقية الأطفال. كان النبي يهتمّ برقية الأطفال بشكلٍ خاص، ويحرص على تحصينهم من الأذى والحسد بقراءة الأدعية والآيات القرآنية. من الأحاديث النبويّة الصحيحة التي توضح كيفيّة رقية النبيّ للأطفال قوله: “أعيذك بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة”.
كان النبي صلى الله عليه وسلّم يمسح على الأطفال بيده الشريفة ويقرأ هذه الأدعية لحمايتهم من العين والحسد. هذا الفعل يعكس أهمية الرقية في حياة المسلمين منذ العصور الأولى، وكيف كانت الرقية تمثل جزءًا لا يتجزّأ من الحماية الروحيّة التي كان النبي يقدّمها لأبنائه وأحفاده.
إضافةً إلى ذلك، كان النبي صلى الله عليه وسلم يُعلّم الصحابة كيفيّة الرقية وتحفيزهم على تحصين أبنائهم بها. بالتالي، فإنّ اتّباع نهج النبيّ في الرقية يُعتبَر من أهمّ الوسائل لحماية الأطفال وتعزيز سلامتهم الروحيّة والجسديّة.
كيف أرقي طفلي وأحصّنه؟ هذا سؤال يجب أن تعرف كلّ أمّ إجابته. فالرقية الشرعية وسيلة مهمّة لحماية الطفل من العين والحسد، وهي تعتمد على الإيمان بأن الله تعالى هو الحافظ والمعين. إن قراءة القرآن والأدعية المأثورة تُعتبر طرقًا فعالة لتأمين الحماية للطفل من كل ما يمكن أن يؤذيه، سواء كان ذلك حسدًا أو عينًا.
لا يمكن اعتبار الرقية الشرعية مجرّد وسيلة لتحصين الأطفال، بل هي أيضًا فرصة للأمّ لتعزيز علاقتها الروحية بطفلها. فهي تعكس حبّ الأم ورغبتها في تقديم الحماية الكاملة لطفلها من كلّ شر. ومن الأهمية بمكان أن تستمرّ الأم في تطبيق الرقية على أطفالها بشكلٍ منتظم، مع الإيمان التام بأنّ الله هو الحامي والمدبّر. تساعد تلاوة الرقية الشرعيّة في بناء جوّ من الطمأنينة في الأسرة، ويعزّز الإيمان بأهميّة التحصين الروحي جنبًا إلى جنب مع الرعاية الجسديّة.
تمثل هذه الرقية جزءًا من الثقافة الإسلامية التي تعنى برعاية الأطفال وحمايتهم من الأذى، وبالتالي يجب علينا جميعًا أن نعتني بتطبيقها والتزام نهج النبي صلى الله عليه وسلّم في ذلك. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وقدّمنا لكِ دعاء لحفظ أولادي وزوجي من السوء.