لما ياسين لما ياسين 11-09-2024
صراخ الام على طفلها: طبيب يحذر

يُعَدّ الصراخ من بين الوسائل التي يلجأ إليها الكثير من الآباء للتعبير عن إحباطهم أو توجيه أبنائهم، ولكن ما لا يعلمه العديد منهم هو التأثير العميق الذي يتركه هذا السلوك على دماغ الأطفال ونفسيّاتهم. فبينما قد يبدو الصراخ وسيلة سهلة وسريعة لجعلهم يلتزمون بالتعليمات، تظهر العواقب على المدى الطويل وقد تكون أكثر ضررًا ممّا نتخيّل، وهذا ما يجعله من بين العادات غير الفعّالة في التربية والتي تجعل طفلك قلقًا ومترددًا.

ias

تشير الدراسات الحديثة إلى أنّ الصراخ المستمرّ يمكن أن يؤدّي إلى تغييرات في دماغ الأطفال، تؤثّر على نموّهم العاطفي والمعرفي، وتترك آثارًا قد تستمرّ معهم طيلة حياتهم.

تأثير الصراخ على دماغ الطفل

عند الصراخ على الأطفال، يحدث تحفيز فوري لاستجابة الدماغ لحالات الخطر. فالدماغ البشري يقوم بشكلٍ مستمرّ بفحص البيئة المحيطة بحثًا عن إشارات الأمان، حيث يعمل الجزء البدائي من الدماغ (المعروف بالدماغ الزاحف) على تحديد ما إذا كان الطفل في أمان أو لا. عندما يتعرّض للصراخ، فإنّ الدماغ يستجيب بإطلاق هرمونات التوتّر مثل الكورتيزول، ممّا يؤدي إلى دخول الجسم في وضع الدفاع أو الهروب.

طفلة حزينة ووالدتها ترفع يديها خلفها
أضرار الصراخ على الطفل

إنّ الشعور بالقلق بشكلٍ متكرّر يمكن أن يؤثّر بشكلٍ مباشر على تطوّر الأجزاء المسؤولة عن التفكير المنطقي والعواطف في الدماغ، ممّا يعيق قدرة الأطفال على التعلّم والتفاعل الاجتماعي. وقد أظهرت دراسة أُجريت عام 2014 أنّ الأطفال الذين يتعرّضون باستمرار للصراخ تظهر لديهم مستويات مرتفعة من الكورتيزول، ممّا يؤثّر سلبًا على النموّ العاطفي والإدراكي.

تكوين معتقدات سلبية داخليّة

إلى جانب التأثير الجسدي، يؤدّي الصراخ المستمرّ إلى ترسيخ معتقدات سلبيّة لدى الطفل حول نفسه. فهذا التصرّف يجعله يبدأ في تكوين صورة غير محبّة عن ذاته، حيث يشعر بأنّه غير كفء أو غير محبوب. في ورشة عمل، قام أحد الآباء بتجربة تمثيلية حيث قام بلعب دور الطفل الذي يتعرّض للتوبيخ. وبعد انتهاء النشاط، قال: “أشعر بالحزن، وأعتقد أنّني لست شخصًا جّيدًا.”

يمكن أن تصبح هذه المشاعر السلبية جزءًا من معتقدات الطفل عن نفسه، وقد تستمرّ معه طوال حياته، ممّا يؤثّر على ثقته بنفسه وقدرته على تكوين علاقات صحيّة.

دور الصراخ في تعليم الأطفال سلوكيات سلبيّة

من أهم الآثار السلبية للصراخ المستمر هو أنّه يعزّز لدى الأطفال فكرة أنّ هذا الأسلوب هو الوسيلة الوحيدة للتعبير عن الغضب أو الحصول على النتائج. يتعلم الأطفال من خلال مراقبة سلوكيات آبائهم، وعندما يرون أنّ الصراخ هو الأسلوب الرئيسي للتعامل مع المواقف الصعبة، يبدأون في تقليد هذا السلوك في حياتهم الخاصّة، سواء مع أصدقائهم أو أفراد عائلاتهم المستقبلية.

طفل يستعدّ للذهاب إلى المدرسة ووالدته ترفع إصبعها وتوبّخه وهو حزين
التصرّفات السلبيّة التي يكتسبها الأطفال بسبب الصراخ

عندما يعتمد الآباء على الصراخ لتعديل سلوك أطفالهم، فإن الرسالة التي يتلقاها الطفل هي: “لن أقصد ما أقول إلا إذا صرخت.” وهذا يمكن أن يؤدّي إلى تكوين نمط تفاعلي سلبي لدى الطفل، حيث يبدأ في تجاهل التعليمات الهادئة وينتظر اللحظة التي يفقد فيها الوالد أعصابه، وهذا ما قد يؤثّر على طريقة تعبير الطفل عن غضبه في المستقبل.

هل يجب التوقف عن الصراخ على الأطفال حتّى بعد أن نضجوا قليلًا؟

بالطبع، من المهمّ التوقّف عن الصراخ، لكنّ هذا القرار يتطلّب التزامًا ووعيًا بالتأثيرات السلبيّة لهذا السلوك. كثير من الآباء يعتقدون أنّ أطفالهم لن يستجيبوا إلّا إذا صرّخوا عليهم، لكنّ الحقيقة هي أنّهم قد تعلّموا ببساطة تجاهل التعليمات حتى يصل الصراخ إلى ذروته.

إنّ الخطوة الأولى للتغيير هي إدراك الأثر الذي يتركه الصراخ على الأطفال. من خلال استخدام التفكير التأمّلي والبحث عن أساليب بديلة للتعامل مع المواقف الصعبة، يمكن للآباء بناء علاقات أكثر صحيّة مع أبنائهم وتعليمهم كيفيّة التعامل مع الغضب والتوتّر بطرقٍ أكثر نضجًا.

الآثار الجسدية والنفسية الأخرى

بالإضافة إلى التأثير على دماغ الأطفال ونفسيتهم، هناك آثار جسدية أخرى يمكن أن تنتج عن الصراخ المتكرر.حيث يمكن أن يؤثّر على حاسة السمع لدى الأطفال، وقد يتسبب في مواجهة مشاكل صحيّة مثل التبول اللاإرادي والاكتئاب.

قد يبدو الصراخ وسيلة فعّالة في اللحظة، لكنّه يحمل عواقب طويلة الأمد على دماغ الأطفال ونموّهم النفسي والعاطفي. بدلًا من الاعتماد عليه كأداة لتعديل السلوك، يجب على الآباء البحث عن طرق بديلة للتواصل مع أبنائهم وتعليمهم كيفية التعامل مع المشاعر الصعبة. من خلال فهم تأثيرات هذا السلوك، يمكننا العمل نحو تربية جيل أقوى وأكثر توازنًا، قائمًا على الحبّ والاحترام بدلًا من الخوف. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن طرق تربية الأطفال الصحيحه والعقاب المناسب بحسب عمرهم.

الأمومة والطفل الأم والطفل تربية الطفل الصراخ على الأطفال تأثير الصراخ تربية إيجابية تربية الأطفال تربية صحيحة طرق التربية نصائح للآباء

مقالات ذات صلة

"أشعر بالذنب كأم".. لماذا يحدث ذلك؟ وكيف تتجاوزينه؟
الأمومة والطفل "أشعر بالذنب كأم".. لماذا يحدث ذلك؟ وكيف تتجاوزينه؟
الدليل النفسي بين يديك..
علامات التوحد المبكرة التي تجهلها معظم الأمهات.. هل طفلكِ يُظهرها؟
الأمومة والطفل علامات التوحد المبكرة التي تجهلها معظم الأمهات.. هل طفلكِ يُظهرها؟
هل لاحظتِ أيًّا منها؟
اذكار المساء للاطفال​
الأمومة والطفل اذكار المساء للاطفال​: الخطوة الأولى لغرس الإيمان والطمأنينة في نفس صغيركِ
أساليب فعّالة تساعده على حفظها..
كل أم يجب أن تعرف هذه العلامات.. هل طفلكِ سعيد فعلاً؟
الأمومة والطفل كل أم يجب أن تعرف هذه العلامات.. هل طفلكِ سعيد فعلًا؟
ستفاجئكِ الإجابة!
مهام منزلية تبني شخصية طفلكِ وتغرس فيه حسّ المسؤولية!
العناية بالمنزل مهام منزلية تبني شخصية طفلكِ وتغرس فيه حسّ المسؤولية!
إليكِ الدليل العملي حسب عمره!
التربية السيئة
الأمومة والطفل أسرار التربية السيئة: كيف تتحول أخطاء بسيطة إلى كوارث تربوية؟
احذري من تدمير شخصيّة صغاركِ!
طفلكِ يغار من أخيه؟ إليكِ الحلول الذكية لتعيدي له حبّه وابتسامته!
الأمومة والطفل طفلكِ يغار من أخيه؟ إليكِ الحلول الذكية لتعيدي له حبّه وابتسامته!
السبب صادم والحل أبسط مما تظنين!
إذا تاه طفلكِ.. هل يعرف ماذا يفعل؟ اكتشفي 6 أسرار تُنقذ حياته!
الأمومة والطفل إذا تاه طفلكِ.. هل يعرف ماذا يفعل؟ اكتشفي 6 أسرار تُنقذ حياته!
نصائح توعويّة مهمّة!
هل يشعر أطفالك بالإهمال
الأمومة والطفل هل يشعر أطفالك بالإهمال؟ اكتشفي العلامات الخفية قبل فوات الأوان!
تصرّفات قد تبدو عاديّة، لكنّها أخطر ممّا تتخيّلين!
تصرخين أمام طفلك؟ اكتشفي كيف يتأثر دماغه
الأمومة والطفل تصرخين أمام طفلك؟ اكتشفي كيف يتأثر دماغه
أضرار غير متوقَّعة..
أشياء تؤلم طفلكِ يوميًا.. لكنه لن يجرؤ على إخبارك بها أبدًا!
الأمومة والطفل أشياء تؤلم طفلكِ يوميًا.. لكنه لن يجرؤ على إخبارك بها أبدًا!
اعترافات مؤثرة من الأطفال!
لا تنتظري حتى يقع المحظور.. علّمي طفلكِ هذه الأسرار عن الأمان اليوم!
الأمومة والطفل لا تنتظري حتى يقع المحظور.. علّمي طفلكِ هذه الأسرار عن الأمان اليوم!
كُوني أذكى من الموقف!

تابعينا على