هل السونار المهبلي يؤلم ؟ سؤال يتردّد على ألسنة العديد من النساء قبل إجراء هذا الفحص لأوّل مرّة. يُعتبَر السونار المهبلي أحد الفحوصات الطبيّة المهمّة التي تلجأ إليها النساء في مراحل مختلفة من حياتهنَّ، خاصّةً خلال فترات الحمل أو عند المعاناة من مشاكل صحيّة تتعلق بالجهاز التناسلي، كالتأكّد من الصحّة العامّة للأمراض الجنسيّة. أمّا الهدف من هذا الفحص، فهو تقديم صور دقيقة للأعضاء الداخلية مثل الرحم والمبايض، ممّا يساعد الأطباء في تشخيص الحالات بشكلٍ أكثر دقّة.
في هذا المقال، سنتناول شرحًا تفصيليًا حول كيفيّة عمل السونار المهبلي، وما إذا كان يُسبّب ألمًا أثناء إجرائه، بالإضافة إلى استعراض الحالات التي قد يشعر فيها الشخص بالألم. سنتناول أيضًا كيفيّة التعامل مع هذا الإجراء لتقليل الشعور بعدم الراحة.
كيف تعمل هذه التقنية؟
إنّ السونار المهبلي هو تقنية تصوير طبيّة تعتمد على استخدام الموجات فوق الصوتيّة للحصول على صور واضحة للأعضاء التناسلية الداخلية.
يعتبر السونار المهبلي أحد أكثر الفحوصات دقّة للحصول على صور تفصيليّة للأعضاء التناسليّة الداخلية مثل الرحم، المبايض، وقنوات فالوب. يختلف هذا النوع من السونار عن السونار التقليدي البطني بكونه يعتمد على إدخال مسبار صغير داخل المهبل، حيث يُرسل موجات صوتيّة ترتدّ عن الأنسجة الداخلية وتعود لتشكيل صورة واضحة على شاشة المراقبة.
آليّة إجراء السونار المهبلي
يتمّ تطبيق هلام مائي على المسبار لتسهيل عمليّة إدخاله وتقليل الاحتكاك، ويُجرى الفحص عادةً في وضعية الاستلقاء مع رفع الركبتين. وعادةً ما تتراوح مدّته بين 10 إلى 30 دقيقة حسب الحال الصحيّة ومدى الحاجة إلى الصور التفصيليّة. خلال الفحص، يحرّك الطبيب المسبار بلطفٍ داخل المهبل للحصول على صور متعدّدة من زوايا مختلفة.
هل يُسبّب هذا الإجراء شعورًا بالألم؟
يُعتبر السونار المهبلي إجراءً غير مؤلم في العادة، إلّا أنّ تجربة كلّ امرأة قد تختلف بناءً على عوامل عدّة. فالشعور بالألم يعتمد بشكل أساسي على مدى حساسية المريضة وحالها الصحيّة العامّة، وكذلك تجربتها السابقة مع مثل هذه الفحوصات.
بالنسبة للكثير من النساء، فإنّ السونار المهبلي يُسبّب شعورًا طفيفًا بالانزعاج فقط، وهو ما يمكن تحمّله بسهولة، وغالبًا ما يكون هذا الشعور ناتجًا عن الضغط الذي يمارسه المسبار على جدران المهبل أو عنق الرحم. قد تشعر النساء اللواتي يعانين من حساسية مفرطة في منطقة الحوض أو جفاف المهبل ببعض الألم، ولكنّه عادةً ما يكون مؤقّتًا ويختفي بعد انتهاء الفحص.
فبحسب موقع Cleveland Clinic في مقالة نُشِرَت عبره عام 2022 تحت عنوان “Transvaginal Ultrasound”، تمّ تصميم محوّل الطاقّة بشكلٍ يتناسب مع المهبل لجعل الإجراء غير مؤلم قدر الإمكان. كما أنّ الجل المستخدم على المحول يساعد على إدخاله بلطف. ومع ذلك، قد تشعرين ببعض الإنزعاج أو الضغط خلال هذا الإجراء. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.
الحالات التي يكون فيها هذا الإجراء مؤلمًا
قد تواجه بعض النساء صعوبة أثناء الفحص بسبب حالات صحيّة أو نفسيّة تجعل الإجراء أكثر ألمًا. لذا من المهمّ أن تكون المرأة على دراية بهذه الحالات وأن تتواصل مع طبيبها إذا كانت تعاني من أي منها قبل الخضوع للفحص.
الحالات الصحية التي تزيد من الشعور بالألم
قد يشعر النساء اللواتي يعانين من التهاب الحوض، التهابات المهبل، أو جفاف المهبل بألمٍ أثناء إجراء السونار المهبلي. ومن الممكن أن يكون ذلك نتيجة لالتهاب الأنسجة أو ضيقها، ممّا يزيد من حساسية المنطقة ويجعل عمليّة إدخال المسبار مؤلمة.
العوامل النفسية وتأثيرها على الشعور بالألم
إنّ الشعور بالقلق والخوف من الفحص يمكن أن يضاعف من الشعور بالألم. فقد يدخل بعض النساء في حال من التوتّر العصبي قبل الفحص، ممّا يجعل عضلات الحوض أكثر تقلّصًا ويزيد من الشعور بعدم الراحة أثناء إدخال المسبار. من هنا، يعتبر التواصل مع الطبيب وشرح مشاعر القلق أو الخوف خطوة مهمّة لتجنّب مواجهة هذه المشكلة، حيث يمكنه أن يوفّر دعمًا نفسيًا وتوضيحًا للخطوات المتّبعة خلال الفحص للتخفيف من حدّة التوتّر.
يُعتبَر السونار المهبلي فحصًا ضروريًا في كثير من الحالات الطبيّة، وخاصة في متابعة الحمل وتشخيص أمراض الجهاز التناسلي، وبالرغم من أنّ بعض النساء قد يشعرنَ ببعض الألم أو الانزعاج أثناء الخضوع لهذا، إلّا أنّ هذه التجربة تختلف من شخصٍ لآخر وتبقى في معظم الحالات تحت السيطرة.
أهمية الاستعداد النفسي والبدني
إنّ الاستعداد النفسي والبدني لهذا الفحص يمكن أن يساعد كثيرًا في تقليل الشعور بالألم. لذا، من المهمّ أن تكون المرأة على دراية كاملة بما يمكن أن تتوقّعه خلال هذا الإجراء، وأن تكون مرتاحة قدر الإمكان قبل بدئه. فإذا كانت تعاني من أيّ حال صحيّة تزيد من احتمال الشعور بالألم، لذا من الأفضل مناقشة ذلك مع الطبيب لاتخاذ التدابير اللازمة.
في النهاية، يُعَدّ السونار المهبلي من الفحوصات الضروريّة التي تساعد في الكشف المبكر عن مشاكل صحيّة قد تكون غير مرئيّة بالعين المجرّدة، وهو ما يجعل من الضروري تجاوزه بمسؤوليّةٍ ووعي. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأطلعناكِ على أسباب عمل السونار المهبلي وقت الدورة.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أنّ السونار المهبلي هو خطوة مهمّة في متابعة صحّة المرأة. ورغم أنّه قد يسبّب شعورًا بالانزعاج في بعض الحالات، إلّا أنّ الفوائد التي يقدّمها في التشخيص والعلاج تفوق هذا الشعور المؤقت. أنصح كل امرأة تجري هذا الفحص بأن تحافظ على هدوئها وتثق في الطبيب المسؤول عنها.