قد يكون سبب وجع الرجلين بعد الولادة القيصرية مرتبطًا بعدّة عوامل، تتراوح بين الطبيعيّة والمؤقّتة، وأخرى تتطلّب الانتباه الطبي. فهذه العمليّة تُعَدّ من التجارب الفريدة التي قد تمرّ بها الأمّ، والتي تترك تأثيراتٍ جسديّة تستمرّ لبعض الوقت بعدها.
في البداية، من المهّم أنّ نفهم أن التغيرّات الجسديّة التي تحدث بعد الولادة القيصريّة قد تكون معقّدة ومتعدّدة الأبعاد، ومن بينها هو تأثير التخدير، وضعف الدورة الدمويّة، وغيرها من العوامل التي قد تؤدّي إلى الشعور بالألم في الرجلين. لذا سنتناول في هذا المقال هذه المواضيع بالتفصيل، وسنقدّم إرشادات حول كيفيّة التعامل مع هذه المشكلة بشكلٍ فعّال وآمن.
الأسباب المحتملة لمواجهة هذه المشكلة بعد الإنجاب
بعد عمليّة الولادة، قد تشعر بعض النساء بتغيّرات جسديّة متعدّدة، وقد يكون التعرّف على سبب وجع الرجلين بعد الولادة القيصرية من أصعب التحدّيات التي قد يواجهنها لذا سنكشف لكِ في ما يلي عن أبرزها، وتشمل:
- التخدير: يمكن أن يؤثّر التخدير النصفي أو الكلي الذي يتم استخدامه خلال العمليّة القيصريّة على الأعصاب المحيطة بمنطقة الحوض، ممّا يؤدي إلى الشعور بألم أو وخز في الرجلين بعد زوال تأثيره.
- الجلوس أو الاستلقاء لفترات طويلة: بعد الولادة القيصريّة، قد تحتاج الأمّ إلى البقاء في السرير لفتراتٍ طويلة، ممّا قد يؤدّي إلى ضعف الدورة الدمويّة وتجمّع السوائل في الأطراف السفليّة، وبالتالي الشعور بالثقل والوجع في الرجلين. وبحسب موقع My Health Alberta في مقالة نُشِرَت عبره هذا العام تحت عنوان “Caesarean Section: What to Expect at Home”، قد يستغرق التعافي الكامل حوالي 6 أسابيع، لذا من الضروريّ أن تتعامل المرأة مع الأمور بهدوء خلال فترة شفاء الجرح. إذًا من المهمّ أن تتجنّب حمل الأوزان الثقيلة وأن تمارس الأنشطة المجهدة والتمارين التي تضع ضغطًا على عضلات البطن، ومن الأفضل أن تطلب المساعدة من أفراد العائلة أو الأصدقاء في أداء الأعمال المنزلية، الطهي، والتسوق. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.
- التغيرات الهرمونيّة: قد تؤدّي التغيّرات الهرمونيّة التي تحدث بعد الولادة إلى ارتخاء الأنسجة والأربطة، ممّا قد يزيد من الضغط على الأعصاب ويسبّب الشعو بالألم في الأطراف.
- تجلط الدم: في حالات نادرة، قد تكون آلام الرجلين بعد الولادة القيصرية علامة على تجلط الدم (الخثار الوريدي)، وهي حال خطيرة تستدعي التدخل الطبّي الفوري. يؤكّد موقع Verywell Health في مقالة نُشِرَت عبره العام الماضي تحت عنوان “Postpartum, What Blood Clot Size Is Too Big?”، أنّ تدفق الدم يتناقص تدريجيًا وتصبح الجلطات الدموية أصغر حتى تتوقف تمامًا بعد حوالي ستة أسابيع من الولادة. ولكن ينبغي إبلاغ مقدّم الرعاية الصحّية فورًا في حال حدوث نزيف شديد أو ظهور تجلّطات دمويّة كبيرة بحجم أكبر من كرة الجولف. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.
الخطوات العلاجيّة الموصى بها
عند مواجهة سبب وجع الرجلين بعد الولادة القيصرية ، هناك بعض الخطوات العلاجيّة التي يمكن اتّباعها للتخفيف من هذا الألم وتحسين الراحة الجسديّة، لذا سنعرض لكِ أكثرها فعالية في ما يلي:
- الحركة والنشاط البدني: من المهمّ أن تحاول الأم التحرّك بشكلٍ منتظم بعد الولادة، حتى لو كانت الحركة بسيطة مثل التجوّل في الغرفة، فهذا يساعد في تحسين الدورة الدمويّة ومنع تجمّع السوائل.
- رفع الرجلين: عند الاستلقاء، يمكن للأم رفع رجليها باستخدام وسادة لدعم تدفق الدمّ وتقليل تورّم القدمين الذي يظهر خلال الحمل.
- استخدام الكمّادات الدافئة: يمكن استخدام الكمّادات الدافئة على المناطق المتأثرّة من الرجلين للمساعدة في تخفيف الألم والتشنجات.
- شرب السوائل بكميات كافية: يساعد شرب الماء بكميّات كافية في تقليل الانتفاخ وتحسين الدورة الدمويّة.
متى يجب زيارة الطبيب؟
بالرغم من أنّ معظم حالات وجع الرجلين بعد الولادة القيصرية تكون مؤقتة وغير خطيرة، إلّا أن هناك بعض العلامات التي تستدعي زيارة الطبيب على الفور. إذا كانت الأم تعاني من:
- ألم شديد لا يزول: إذا كان الشعور بالألم مستمرًا أو يزداد سوءًا مع مرور الوقت، فهذا قد يكون علامةً على وجود مشكلة تحتاج إلى تقييمٍ طبي.
- تورّم غير طبيعي: قد يكون التورّم الشديد أو الذي يظهر فجأة في إحدى الرجلين دون الأخرى مؤشّرًا على وجود تجلّط في الدم.
- صعوبة في الحركة أو الشعور بالخدر: إذا كانت الأم تشعر بصعوبة في تحريك رجلها أو بخدرٍ شديد، فهذا قد يشير إلى تأثير على الأعصاب أو وجود مشكلة في الدورة الدموية.
إن معرفة سبب وجع الرجلين بعد الولادة القيصرية يمكن أن يساعد الأم في التعامل مع هذه المشكلة بشكل فعّال. لذا، من المهمّ أن تكون على دراية بالعوامل المختلفة التي قد تؤدّي إلى هذا الشعور، وأن تتّبع الخطوات الوقائيّة والعلاجيّة المناسبة. وفي حال شعرت بأي عوارض غير طبيعيّة أو ألم شديد، من المهمّ أن لا تتردّد في استشارة الطبيب للحصول على العناية اللازمة. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأطلعناكِ على كيفية التعافي بعد الولادة القيصرية.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أنّ التوعية بمثل هذه الأمور الصحيّة بعد الولادة مهمّة جدًا لكلّ أمّ، فالفهم الصحيح للعوارض وكيفيّة التعامل معها يساهم في تعزيز صحّتها بعد الولادة، ويضمن لها استعادة عافيتها بسرعة وأمان. لذلك، من الضروري عدم التردّد في طلب المشورة الطبيّة في حال الشعور بأيّ تغييرات غير مريحة بعد الولادة، خاصّةً عندما يتعلّق الأمر بصحّتها الجسديّة والنفسيّة.