ما هي أضرار انقطاع الدورة الشهرية بعد الولادة ؟ تُعَدّ فترة ما بعد الولادة مرحلة حسّاسة جدًا في حياة المرأة، حيث تحدث فيها تغييرات كبيرة على الصعيدين الجسدي والنفسي، ومن بينها، تظهر مواجهة حال انقطاع الدورة الشهرية بعد الولادة ، وهي مسألة قد تكون مثيرة للقلق لدى الكثير من النساء لأنّها تأتي بأضرار محتملة تتطلّب التفاتًا خاصًا لضمان الحفاظ على صحة المرأة.
في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل أضرار انقطاع الدورة الشهرية بعد الولادة ، حيث سنستعرض أوّلًا الأسباب التي قد تؤدّي إلى عدم نزولها بعد الإنجاب، ومن ثمّ سنناقش الآثار الجانبيّة المحتملة لهذه الحال، وسنختتم بتقديم بعض الخطوات العلاجيّة الموصى بها للتعامل مع هذه المشكلة، بهدف مساعدة النساء على الحفاظ على صحتهنَّ الجسديّة والنفسيّة خلال هذه الفترة.
أسباب عدم نزول الدورة بعد الإنجاب
بعد الولادة، يمكن أن تتأخّر الدورة الشهريّة لبعض الوقت، وهذا أمر طبيعي في كثير من الأحيان، ويعود ذلك إلى عدّة عوامل، منها التغيّرات الهرمونيّة التي تحدث في جسم المرأة، لذلك سنكشف لكِ في ما يلي عن أبرزها وأكثرها شيوعًا:
- الرضاعة الطبيعيّة: تؤدّي الرضاعة الطبيعيّة دورًا كبيرًا في تأخير عودة الدورة الشهريّة، حيث يؤدي إفراز هرمون البرولاكتين، المسؤول عن إنتاج الحليب، إلى تثبيط إفراز الهرمونات المسؤولة عن التبويض. فبحسب موقع Utswmed في مقالة نُشِرَت عبره عام 2021 تحت عنوان “Will my period change after pregnancy?”، في حال كنتِ تقدّمين الرضاعة الطبيعية فقط، فمن المحتمل أن تتأخّر دورتك الشهريّة حتى تبدئي في إطعام طفلك طعامًا صلبًا وتقديم أنواع أخرى من الحليب، فمع ارتفاع مستويات البرولاكتين – وهو الهرمون الذي يعزز إنتاج الحليب في الجسم – تنخفض مستويات هرموني الاستروجين والبروجستيرون. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.
- التغيرات الهرمونية: بعد الولادة، يحتاج الجسم إلى بعض الوقت ليستعيد توازن الهرمونات، ويمكن أن يؤثّر هذا الخلل الهرموني على نزول الدورة الشهريّة.
- العوامل النفسيّة والجسديّة: إنّ التعرّض للإجهاد والتوتر الناجم عن العناية بالمولود الجديد، بالإضافة إلى التغيرات الجسديّة التي تطرأ على جسم المرأة، قد يؤدّي إلى تأخير الدورة الشهريّة.
الآثار الجانبيّة المحتملة للمعاناة من هذه الحال
إن انقطاع الدورة الشهرية بعد الولادة قد يؤدّي إلى مواجهة عدّة آثار جانبيّة تتفاوت في شدّتها وتأثيرها على صحّة المرأة، لذلك سنكشف لكِ في ما يلي عن أكثرها شيوعًا:
زيادة خطر الإصابة بأمراض العظام
عند استمرار انقطاع الدورة الشهرية لفترة طويلة، يمكن أن يؤدّي ذلك إلى انخفاض مستويات هرمون الإستروجين، وهو الهرمون المسؤول عن الحفاظ على كثافة العظام، وهذا قد يزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام.
اضطرابات في الحال النفسيّة
يمكن أن يؤثّر الانقطاع الطويل للدورة الشهريّة سلبًا على الصحّة النفسيّة، حيث قد تشعر المرأة بالقلق أو الاكتئاب نتيجة للتغيرات الهرمونيّة والتوتر الناجم عن عدم انتظام الدورة.
ووفقًا لموقع Weill Cornell Medicine في مقالة نُشِرَت عبره هذا العام تحت عنوان “Scans Show Brain’s Estrogen Activity Changes During Menopause”، تمّ الربط بين زيادة الكثافة في مناطق معرفيّة مثل الحصين والقشرة الأماميّة وبين تراجع الأداء في بعض الاختبارات المعرفيّة عند النساء بعد انقطاع الطمث، وبالنسبة لنفس المجموعة، كانت الكثافة المرتفعة في مناطق دماغيّة أخرى، مثل المهاد، مرتبطة بعوارض مزاجية مثل الاكتئاب الحاد.
زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب
يؤدّي هرمون الإستروجين دورًا مهمًا في حماية القلب والأوعية الدموية، وانقطاع الدورة الشهرية يعني انخفاض مستويات هذا الهرمون، ممّا قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
الخطوات العلاجيّة الموصى بها
للتعامل مع أضرار انقطاع الدورة الشهرية بعد الولادة ، هناك بعض الخطوات العلاجيّة التي يمكن للمرأة اتّباعها لتحسين حالها الصحيّة، لذا سنقدّم لكِ أهمّها وأكثرها فعالية في ما يلي:
- استشارة الطبيب: من الضروريّ مراجعة الطبيب المختصّ لتقييم الحال واستبعاد أيّ مشاكل صحيّة خطيرة، فيمكن أن يقوم الطبيب بإجراء الفحوصات اللازمة وتقديم النصائح المناسبة.
- اتّباع نظام غذائي صحّي: يمكن أن يساعد الاهتمام بتناول نظام غذائي متوازن وغني بالفيتامينات والمعادن في تحسين الحال العامّة للجسم واستعادة التوازن الهرموني.
- ممارسة التمارين الرياضية: يمكن أن تساهم ممارسة التمارين الرياضيّة بانتظام في تحسين الصحّة العامّة وتقليل الشعور بالتوتّر، ممّا قد يساعد في إعادة انتظام الدورة الشهريّة.
- الرضاعة الطبيعيّة بانتظام: في حال الرغبة في استمرار الرضاعة الطبيعيّة، يمكن أن يساعد تنظيم فترات الرضاعة في تحسين توازن الهرمونات.
في النهاية، يعدّ انقطاع الدورة الشهريّة بعد الولادة حال شائعة قد تواجهها العديد من النساء، ورغم أنّها غالبًا ما تكون مؤقَّتة ولا تشكّل خطرًا كبيرًا، إلّا أن الاهتمام بصحّة المرأة بعد الولادة يعدّ أمرًا بالغ الأهمية لضمان عدم حدوث أية مضاعفات، لذا يجب على النساء اللواتي يعانين من هذه المشكلة التواصل مع أطبائهنَّ ومتابعة حالهم بانتظام. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأطلعناكِ على 10 علامات تنذرك بعدم التئام جرح الولادة الطبيعيّة.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أنّه من المهمّ أن تكون المرأة على دراية بتغيّرات جسمها بعد الولادة وألّا تتردّد في طلب المساعدة إذا شعرت بأيّ تغيرات غير طبيعيّة، فالاهتمام بالصحّة النفسيّة والجسديّة بعد الولادة يعدّ أمرًا حيويًا لضمان العبور بسلام من هذه المرحلة المهمّة في حياة المرأة.