هل يوجد أشياء تخفف الوحام ؟ تدفع هذه التساؤلات العديد من النساء للبحث عن حلول مبتكرة لتخفيف الوحام والعيش بتجربة حمل أكثر راحة، فأثناء فترة الحمل، تعيش المرأة تحوّلات كبيرة ليس فقط في جسمها، بل أيضًا في رغباتها الغذائيّة وتفضيلاتها التي تتغير بين الحين والآخر، وتُعرَف هذه الحال بتلك الرغبات الشديدة في تناول أطعمة معيّنة أو النفور من أطعمة أخرى، لذا تُعَدّ هذه الظاهرة واحدة من أبرز المشاكل التي تواجه الحامل.
في هذا المقال، سنتناول موضوع الوحام من جوانب متعدّدة، وسنبدأ بشرح الأسباب التي تؤدّي إلى ظهوره عند الحوامل، ثم نتطرّق إلى الأساليب التقليديّة وغير التقليديّة التي يمكن من خلالها التخفيف من حدّة الوحام، وفي النهاية، سنقدم مجموعة من النصائح والتوجيهات التي يمكن أن تساعدك في التعامل مع هذه الحال بمرونة أكبر.
أسباب الوحام خلال الحمل
يُعَدّ الوحام جزءًا طبيعيًا من تجربة الحمل، ويظهر عادةً في الأشهر الأولى عندما يكون جسم المرأة في حال من التغيرّات الهرمونية الكبيرة، لكن ما هي الأسباب الحقيقية وراء هذه الرغبات الغريبة والمتناقضة أحيانًا؟ هناك العديد من النظريات التي تحاول تفسير هذه الظاهرة المعقدة، لذا قبل أن نكشف لكِ عن اشياء تخفف الوحام سنعرض لكِ أبرزها في ما يلي:
أحد الأسباب المحتملة للوحام هي التغيرات الهرمونيّة الضخمة التي تحدث في جسم المرأة الحامل، على سبيل المثال، قد تؤدّي الزيادة في هرمون الإستروجين والبروجسترون إلى تغييرات في حاسّة الذوق والشم، ممّا يجعل بعض الأطعمة أكثر جاذبية بينما تنفر الحامل من أطعمة أخرى، وهذا قد يفسّر أيضًا لماذا تتوق بعض النساء إلى أطعمة محدّدة دون غيرها.
هناك أيضًا فرضيات تشير إلى أنّ الوحام قد يكون ناتجًا عن نقص في بعض العناصر الغذائيّة الأساسيّة في جسم المرأة الحامل، على سبيل المثال، قد يكون الجسم في حاجة إلى المزيد من الحديد أو الكالسيوم، فيدفع المرأة لتناول أطعمة تحتوي هذه العناصر بكميّات كبيرة، وهذا وفقًا لبعض الدراسات التي وجدت أن النساء اللواتي يعانين من نقص في عناصر معينة، يميلون إلى الرغبة في تناول أطعمة غنية بهذه العناصر، أبرزها تلك التي نُشِرَت العام الماضي على موقع Primescholars تحت عنوان “The Relationship between Early Pregnancy Cravings, Dietary Intake and Fetal Development”. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عنها يمكنكِ الضغط هنا.
تؤدّي العوامل النفسيّة والاجتماعيّة دورًا آخر في الوحام، فقد يشعر بعض النساء بعوارضه كوسيلة لتلبية احتياجات عاطفية أو رغبة في الاهتمام والرعاية، كما يمكن أن يكون تعبيرًا عن محاولة لتخفيف التوتّر أو القلق المرتبط بفترة الحمل.
الأساليب التقليديّة لتخفيف الوحام
على مر العصور، طوّرت النساء أساليب عديدة لتخفيف الوحام وتحسين تجربتهنَّ خلال فترة الحمل، وقد تراوحَت بين استخدام الأعشاب الطبيعية إلى تبنّي أنماط غذائيّة معيّنة، وكلّ منها يأتي بنتائج مختلفة حسب طبيعة جسم المرأة وتفضيلاتها، لذا سنعرض لكِ اشياء تخفف الوحام في ما يلي:
يُعتبَر الزنجبيل واحدًا من أكثر الأساليب التقليديّة شهرةً في تخفيف الوحام، حيث يُعتقد أنّه يساهم بشكلٍ كبير في تقليل الغثيان والقيء المصاحبين للوحام، ويمكن تناوله بطرق متعددة بعد استشارة الطبيب، منها شرب شاي الزنجبيل أو مضغ قطعة صغيرة منه طازجًا، وهناك أيضًا بعض النساء اللواتي يفضّلنَ تناوله مجفّفًا كمكمّلٍ غذائي.
إنّ استخدام الليمون هو أسلوب آخر تقليدي يُعتقد أنّه يخفّف الوحام، لذا يمكن للمرأة الحامل بعد استشارة الطبيب المختصّ شرب ماء الليمون الدافئ في الصباح الباكر أو استنشاق زيت الليمون العطري لتهدئة المعدة والشعور بالغثيان، حيث يعتقد البعض أن حمض الستريك الموجود فيه يُساعد في تنظيم مستوى الحموضة في المعدة، ممّا يخفّف من الشعور المستمرّ للحامل بالغثيان.
إنّ تناول الوجبات الصغيرة والمتكررة على مدار اليوم هو طريقة أخرى فعّالة، حيث يساهم في استقرار مستويات السكر في الدم ومنع الشعور بالجوع الشديد الذي قد يؤدّي إلى تفاقم الوحام، فهذه الطريقة تحافظ على الطاقة المستمرّة طوال اليوم وتقلّل من الحاجة إلى تناول كميّات كبيرة من الطعام دفعة واحدة.
يُعتبَر تجنّب الأطعمة الغنيّة بالدهون والتوابل أيضًا جزءًا من الأساليب التقليديّة لتخفيف الوحام، فقد يزيد تناول مثل هذه الأطعمة من الشعور بالغثيان ويعزّز من الوحام، لذلك يُفضل تجنبها أو تقليل تناولها قدر الإمكان، وبدلًا من ذلك، يمكن التركيز على تناول الأطعمة الخفيفة والمعتدلة مثل الخضروات والفواكه الطازجة.
نصائح وتوجيهات للتعامل مع هذه الظاهرة
إلى جانب الأساليب التقليديّة، هناك العديد من النصائح الحديثة التي يمكن أن تساعد في تخفيف الوحام بشكلٍ فعال، وهي تعتمد على تجارب الأمّهات بالإضافة إلى التوصيات الطبيّة الحديثة التي تراعي صحّة الأم والجنين معًا، لذا سنعرض لكِ أهمّها في ما يلي:
أحد أهم النصائح التي يجب أن تتّبعها المرأة الحامل هو الحفاظ على الترطيب المستمرّ للجسم، فشرب كميّات كافية من الماء يوميًا يمكن أن يخفّف من حدّة الغثيان ويقلّل من احتمالية حدوث الجفاف، الذي قد يزيد من الوحام، لذا يُنصَح بشرب الماء بشكلٍ منتظم طوال اليوم وتجنّب تناول كميّات كبيرة دفعة واحدة.
تُعتبَر البروتينات من العناصر الغذائيّة الهامّة التي يمكن أن تساعد في تخفيف الوحام، فتناول الأطعمة الغنيّة بالبروتين مثل اللحوم الخالية من الدهون، البيض، واللبن قد يساعد في استقرار مستويات السكر في الدم وتجنّب مواجهة التقلّصات المفاجئة التي قد تزيد من الشعور بالوحام.
يُعتبَر الحصول على قسطٍ كافٍ من الراحة والنوم أمرًا آخرًا يجب على المرأة الحامل أن تهتمّ به، فالشعور بالإرهاق والتعب يمكن أن يزيد من حدّة الوحام ويجعل من الصعب التعامل معه، لذلك يُنصَح بالاستماع إلى احتياجات الجسم ومحاولة الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم والراحة عند الحاجة.
إنّ الابتعاد عن الروائح النفاذة التي تسبب النفور والغثيان قد يكون له تأثير إيجابي أيضًا، لذا يمكن استخدام الزيوت العطريّة المهدّئة مثل زيت النعناع أو اللافندر للمساعدة في تخفيف التوتر والشعور بالغثيان، فبعض النساء يجدنَ الراحة في استنشاق روائح معيّنة تساعدهنَّ على الشعور بالهدوء والراحة.
وأخيرًا، في حال كان الوحام شديدًا لدرجة أنّه يؤثّر على حياة المرأة بشكلٍ كبير، يُنصح بالاستشارة الطبية، فقد يُقدّم الأطباء توجيهات ونصائح إضافيّة بناءً على حال المرأة وصحّتها العامّة، ويُمكن أن يصِفوا علاجات معيّنة إذا كان ذلك ضروريًا.
الوحام هو جزء لا يتجزأ من تجربة الحمل، ولكنّه لا يجب أن يكون عبئًا على حياة المرأة، لذا من خلال تجربة الأساليب التقليدية والمعتمدة على العلم، يمكن تخفيف حدة عوارضه والتمتّع بفترة حمل أكثر راحة وهدوء، ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأطلعناكِ على علامات نهاية الوحم.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أعتقد أنّ التعامل مع الوحام يتطلّب فهمًا عميقًا لجسمك واحتياجاته، فالتجربة الشخصيّة لكلّ امرأة تختلف، وما يناسب واحدة قد لا يناسب أخرى، لذا من الضروري أن تُجرّبي مختلف الطرق والأساليب واختيار ما يناسبكِ بشكٍل أفضل، والأهم هو أن تكوني دائمًا على تواصل مع طبيبك للحصول على النصائح والإرشادات التي تضمن لكِ ولجنينكِ الصحة والعافية.