بعد أن رجّحت دراسات سابقة تأثير مركب البيسفينول أ، أو ما يُعرَف بالـ”BPA” على الخصوبة لدى الرجال، وربطته بزيادة خطر السمنة والربو والسكري وأمراض القلب، ربط بحث حديث مستوى هذه المادّة لدى الحامل بخطر إصابة الأطفال الذكور بالتوحّد.
يُستخدم مركّب البيسفينول أ، في منع المعادن من الصدأ وتقوية البلاستيك. وتمّ، من خلال دراسات سابقة، اثبات دور هذه المادّة الكيميائيّة، في تحفيز الاضطرابات الهرمونية والجنسية لدى البشر، وتأثيره المحتمل على تحديد جنس الجنين.
النتائج التي توصّل اليها البحث
وحدّد البحث، الذي نشرته دوريّة “Nature Communications“، المتخصّصة بنشر الدراسات والبحوث في المجالات العلميّة كافّة، الرابط بين مادة البيسفينول وخطر الإصابة بالتوحد بوضوح، إلى جانب توصّله لأدلة تكشف التفاعلات المحدّدة التي تساهم في حالات التوحد.
وأوضح أنّ الذكور المولدون لأمّهات سجّلن مستويات مرتفعة من هذه المادّة خلال الحمل بهم، كانوا حوالي ستّ مرّات أكثر عرضة للإصابة بالتوحّد لدى وصولهم الى سنّ الحادية عشرة من الأطفال الذين وُلدوا لأمّهات بمستويات أقلّ من هذه المادّة.
وتوصّل البحث، من خلال متابعة نموّ من 676 رضيع، إلى أن المستويات الأعلى من مادة بيسفينول أ الكيمياوية الموجودة في بول الحامل تزيد احتمالات إصابة الطفل الذكر بأعراض التوحد بأكثر من ثلاث أضعاف لدى عمر الثانية.
مادّة قادرة على تعطيل الدماغ
أشار البحث أيضًا الى أنّ “مادة بيسفينول قد تعطّل نموّ دماغ الجنين الذكر الذي تتحكم الهرمونات فيه بأشكال عدّة، بما في ذلك إسكات إنزيم الأروماتاز الرئيسي المتحكّم في الهرمونات العصبية” وفق ما أوضحت عالمة الأوبئة المُشاركة في البحث الطبيبة آن لويز بونسونبي، قائلة أنّه “مهمّ في نموّ دماغ الجنين الذكر بشكلٍ خاصّ.
علاج محتمل للبشر قيد الدراسة
توصّلت الدراسة الجديدة كذلك الى أنّ الأروماتاز يساعد في تحويل بعض الهرمونات الجنسيّة الذكرية في الدماغ، والمعروفة باسم الأندروجينات العصبية، إلى هرمونات الإستروجين العصبية.
لذلك حاول الباحثون فهم كيفيّة قويض الـ”BPA” لنشاط الأروماتاز والبحث عن العلاجات التي تساعد في مكافحته، عبر اجراء اختبارات وتجارب على الفئران. فقاموا بإضافة نوع من الأحماض الدهنية يسمّى “10HDA”، واكتشفوا أنه قد يساعد على تخفيف التأثير السلبي الذي تلعبه مادّة البيسفينول أ على نظام الأروماتاز في الدماغ خلال نموّه.
يمكنك الاطّلاع على أفضل أنواع رضّاعات الأطفال البلاستيكيّة.