إنّ مواجهة أضرار الإمساك عند الحامل هي مشكلة قد تواجه الكثير من النساء خلال فترة الحمل، وهي ليست مجرد حال مؤقتة أو عرض عابر، بل يمكن أن تؤثّر بشكلٍ كبير على جودة حياة المرأة وصحّتها النفسيّة والجسديّة، فالإمساك يمكن أن يكون نتيجة لتغيرات فسيولوجية وهرمونية تحدث أثناء الحمل، وقد يكون له عواقب وخيمة إذا لم يُعالج بشكل صحيح، قادرة إلى أنّ تؤدّي إلى المعاناة من أبرز المشاكل التي تواجه الحامل.
في هذا المقال، سنستعرض سنبدأ بالتعرف على الأسباب التي تؤدي إلى ظهور هذه المشكلة، ثم ننتقل إلى استكشاف الأضرار المحتملة، وأخيرًا نقدم نصائح عملية للتخفيف من العوارض وضمان الحفاظ على صحّة الحامل والجنين.
أسباب إصابة الحامل بالإمساك
قد يكون الإمساك عند الحامل نتيجة لعوامل متعدّدة، منها ما هو مرتبط بالتغيّرات الهرمونيّة ومنها ما يتعلّق بأسلوب الحياة، لذا قبل أن نكشف لكِ عن أضرار الإمساك عند الحامل سنطلعكِ على أكثرها شيوعًا:
تُعتبر التغيّرات الهرمونيّة التي تحدث خلال فترة الحمل العامل الرئيسي وراء ظهور مشكلة الإمساك، فعندما ترتفع مستويات هرمون البروجستيرون، يؤدّي ذلك إلى إبطاء حركة الأمعاء، ممّا يجعل عمليّة الهضم أبطأ ويزيد من صعوبة إخراج الفضلات، وهذا التغيير طبيعي وهو تفسير للعلاقة بين الحمل ومشاكل الجهاز الهضمي، لكنه قد يكون مزعجًا إذا استمرّ لفترة طويلة.
بالإضافة إلى ذلك، يُعدّ نقص النشاط البدني عاملًا مهمًّا يساهم في زيادة احتمالية الإصابة بالإمساك، فكثير من النساء يعانين من التعب والإرهاق خلال فترة الحمل، ممّا يجعلهن أقل قدرة على ممارسة التمارين الرياضيّة بانتظام، وهذا ما يؤدّي إلى تباطؤ عملية الهضم ويزيد من صعوبة الإخراج، فقد أشار موقع المعاهد الوطنية للصحة National Institutes of Health في مقالة نُشِرَت عام 2022 تحت عنوان “Concerned About Constipation?”، إلى أنّ نقص النشاط البدني أو البقاء غير نشط لفترات طويلة بسبب المرض أو بعد الجراحة قد يؤدّي إلى حدوث الإمساك. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.
أمّا في ما يتعلّق بالتغذية، فإن التغيرات الغذائيّة التي تتبنّاها الحامل قد تكون سببًا آخر للإمساك، فقد يتجنّب بعض النساء تناول بعض الأطعمة التي تحتوي الألياف بسبب الشعور بالغثيان الصباحي أو التقيؤ، ممّا يقلّل من كميّة الألياف المتناولة يوميًا وبالتالي يزيد من صعوبة حركة الأمعاء، كما أنّ استخدام مكملات الحديد التي توصف للحامل للوقاية من فقر الدم قد يزيد من حدة المشكلة، حيث يُعرف عن الحديد أنه يمكن أن يسبب الإمساك كأثر جانبي، فبحسب موقع Medical News Today في مقالة نُشِرَت العام الماضي تحت عنوان “Do iron supplements cause constipation?”، يمكن للأشخاص تناول مكملات الحديد لعلاج فقر الدم الناتج عن نقص الحديد أو لدعم نظامهم الغذائي، لكن يمكن أن الحصول عليها إلى الإمساك أو تفاقمه، ويشير المختصون إلى أن الحديد غير الممتصّ في الأمعاء قد يؤدّي إلى تصلّب البراز ومشاكل أخرى في الجهاز الهضمي، مثل الألم والانتفاخ. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.
أضرار معاناة الحامل من هذه الحال
ما هي أضرار الإمساك عند الحامل ؟ قد يبدو الإمساك للبعض مشكلة بسيطة، لكنه قد يترتب عنه أضرار جسديّة ونفسيّة عديدة إذا لم يُعالج بالشكل المناسب، ومن أبرز أضرار الإمساك عند الحامل هو ظهور البواسير، فالإجهاد المستمر أثناء محاولة الإخراج يمكن أن يؤدي إلى توسع الأوردة في منطقة المستقيم، ممّا يسبب البواسير، وهي حال مؤلمة للغاية وقد تؤدّي إلى نزيف مستمر.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي الإمساك المزمن إلى التهاب المستقيم، وهي حال تنتج عن الضغط المستمر على جدران المستقيم نتيجة تراكم الفضلات، وقد يكون هذا الالتهاب مؤلمًا ويصاحبه نزيف، ممّا يزيد من تعقيد حال الحامل ويجعلها أكثر عرضة للإصابة بالعدوى.
من جهة أخرى، إنّ الشعور بالتعب والإجهاد هو أثر شائع للإمساك المزمن، فتراكم الفضلات لفترات طويلة يؤدّي إلى انتفاخ البطن والشعور بالثقل، ممّا يقلّل من مستوى نشاط الحامل ويزيد من إحساسها بالإرهاق اليومي، الأمر الذي يمكن أن يؤثّر بشكل مباشر على نفسية الحامل، حيث أن التوتر والقلق من استمرار المشكلة يمكن أن يزيد من حدة العوارض النفسيّة ويؤثّر سلبًا على راحتها النفسيّة.
الخطوات العلاجيّة الموصى بها
يتطلّب تجنب أضرار الإمساك عند الحامل اتّباع خطوات علاجية فعّالة تهدف إلى تحسين حركة الأمعاء وتخفيف العوارض المرتبطة بالإمساك، لذا سنعرض لكِ أكثرها فعالية في ما يلي:
ومن أبرز هذه الخطوات هو زيادة تناول الألياف في النظام الغذائي اليومي، حيث أنّ هذه العناصر تساهم بشكل كبير في تحسين حركة الأمعاء وتسهيل عملية الإخراج، لذا من المهمّ أن تحرص الحامل على تضمين الخضروات، الفواكه، والحبوب الكاملة في وجباتها اليومية لضمان تناول كمية كافية من الألياف.
يعتبر شرب كميات كافية من الماء أيضًا من العوامل المهمّة التي تساعد في تجنّب الإمساك، فالماء يعمل على ترطيب الأمعاء وتسريع حركة الفضلات داخل الجهاز الهضمي، ممّا يسهّل عمليّة الإخراج ويقلّل من احتماليّة الإصابة بالإمساك، لذا يُنصح بتناول ما لا يقلّ عن 8 أكواب من الماء يوميًا، ويمكن تعزيز الترطيب بتناول العصائر الطبيعية.
تُعتبر ممارسة التمارين الرياضية بانتظام من الوسائل الفعّالة لتحفيز حركة الأمعاء، فأداء التمارين الخفيفة مثل المشي يمكن أن تساهم بشكل كبير في تحسين عملية الهضم ومنع تراكم الفضلات، لذا يمكن للحامل ممارسة الرياضة بشكل معتدل ومناسب لمرحلة الحمل التي تمرّ بها، ولكن يُنصح باستشارة الطبيب قبل البدء بأي نشاط بدني.
إنّ تجنب تناول الأطعمة المسببة للإمساك مثل الأطعمة الغنية بالدهون والزيوت، والأطعمة المصنعة قد يكون مفيدًا جدًا في تخفيف العوارض،لذا يُفضل التركيز على تناول الأغذية الطبيعيّة والصحيّة التي تعزّز الهضم، وفي حال استمرار الإمساك، يجب على الحامل استشارة الطبيب للحصول على النصائح الطبيّة اللازمة، حيث قد يوصي الطبيب باستخدام مليّنات طبيعية آمنة خلال فترة الحمل لتخفيف المشكلة.
تتطلّب مواجهة أضرار الإمساك عند الحامل اهتمامًا كبيرًا واتباعًا لنصائح الوقاية والعلاج الموصى بها، فبالرغم من أن الإمساك يُعتبر من المشاكل الشائعة أثناء الحمل، إلّا أنّ التعامل معه بطريقة سليمة يساعد في تجنب الكثير من المضاعفات ويضمن الحفاظ على سلامة الحامل والجنين.
إنّ تجنب الإمساك والعناية بصحة الجهاز الهضمي هو جزء لا يتجزأ من الحفاظ على الصحّة العامّة خلال الحمل، ومن خلال اتباع النصائح المذكورةتحت إشراف الطبيب المختصّ، يمكن للحامل أن تتفادى الكثير من المشاكل وتتمتع بحمل صحي وسعيد. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وقدّمنا لكِ 3 طرق لعلاج الإسهال عند الكبار في المنزل.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أنّ الحامل يجب أن تولي اهتمامًا خاصًا لصحّتها خلال هذه الفترة الحرجة، وأن تحرص على اتّباع نظام غذائي صحّي ومتوازن يتضمّن كمية كافية من الألياف، مع الحفاظ على الترطيب الجيد والنشاط البدني المناسب، كما أنّه من الضروريّ عدم التردّد في طلب المساعدة الطبيّة عند الحاجة، فالتدخل المبكر يمكن أن يحول دون تفاقم المشكلة ويضمن تجربة حمل أكثر راحة وأمانًا.