إنّ البحث عن طرق علاج الصدفية نهائيًا هو حلم يراود العديد من المرضى، حيث يسعون لتخفيف العوارض والحدّ من انتشار المرض بطرق طبيعيّة ومنزليّة; يُعاني الكثير من الأشخاص حول العالم من مرض الصدفيّة، الذي يُعد من الأمراض الجلدية المزمنة والمزعجة، لا سيّما أنّها تتميّز بظهور بقع حمراء متقشّرة على سطح الجلد، ممّا يسبب انزعاجًا وألمًا لدى المصابين ويؤدّي إلى ظهور الحكة في الجسم.
في هذا المقال، سنستعرض معًا أسباب الإصابة بالصدفيّة وكيف يمكن التخفيف من عوارضها باستخدام خلطات طبيعيّة وأعشاب طبيّة، كما سنقدّم خطّة شاملة تساهم في علاج الصدفية نهائيًا من خلال الالتزام بالعناية المنزليّة وتبنّي نظام حياتي صحّي.
أسباب المعاناة من الصدفيّة
الصدفيّة هي حال مرضية مزمنة تتعلّق بالخلل في الجهاز المناعي، حيث يحدث تسارع في عمليّة تكاثر خلايا الجلد، ورغم أن السبب الدقيق للصدفية لا يزال غير معروف تمامًا، إلّا أنّ هناك عدّة عوامل يمكن أن تسهم في ظهورها أو تفاقمها، لذا قب أن نطلعكِ على طريقة علاج الصدفية نهائيا سنكشف لكِ عن أبرزها في ما يلي:
- الوراثة: تؤدّي الوراثة دورًا كبيرًا في احتماليّة الإصابة بالصدفيّة، فإذا كان أحد الوالدين مصابًا بالمرض، تكون فرصة انتقاله إلى الأبناء أكبر، وقد أشارت بعض الدراسات إلى أن الوراثة يمكن أن تشكل حوالي 30% من حالات الصدفية.
- الضغط النفسي: يعتبر الضغط النفسي من العوامل التي تزيد من حدة الصدفية، فالشعور بالتوتر والقلق المستمر والإجهاد النفسي يؤثران سلبًا على الجهاز المناعي، ممّا قد يؤدّي إلى تفاقم العوارض.
- العدوى: قد تحفز بعض الالتهابات البكتيرية أو الفيروسية، مثل التهاب الحلق أو الأنفلونزا، الجهاز المناعي على مهاجمة خلايا الجلد بشكل غير طبيعي، فقد أكّد موقع Mayo Clinic في مقالة نُشِرَت هذا العام تحت عنوان “Psoriasis” أنّ الصدفيّة قد تكون ناتجة عن العدوى، مثل التهاب الحلق البكتيري أو التهابات الجلد، الطقس، وخاصة الأجواء الباردة والجافة، إصابات الجلد، كالجروح أو الخدوش، أو لدغات الحشرات، أو حروق الشمس الشديدة. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.
- التغيّرات الهرمونيّة: يمكن أنّ تؤدّي بعض التغيّرات في مستويات الهرمونات، مثل تلك التي تحدث أثناء فترة البلوغ أو الحمل، إلى ظهور عوارض الصدفيّة أو تفاقمها.
- العوامل البيئية: هناك عدّة عوامل مثل التدخين، التعرّض المفرط لأشعّة الشمس، أو استخدام بعض المنتجات الكيميائيّة القاسية على الجلد إلى التهاب الجلد وزيادة خطر الإصابة بالصدفية.
خلطات طبيعيّة لعلاج الصدفيّة
تُعد الخلطات الطبيعية من الطرق الفعّالة التي يمكن استخدامها في المنزل بهدف علاج الصدفية نهائيا ، حيث أنّها تعتمد على مكوّنات طبيعيّة تحتوي خصائص مهدّئة ومضادة للالتهابات، ممّا يساعد في علاج الحساسية الجلد والحكة بطريقة سهلة وفعالة عند الالتزام بها، لذا سنكشف لكِ في ما يلي عن أبرزها:
خلطة زيت الزيتون والعسل
يُعرف زيت الزيتون بفوائده الكبيرة في ترطيب الجلد وتخفيف الالتهاب، حيث يحتوي مضادات الأكسدة التي تساهم في تجديد خلايا الجلد وتقليل الالتهابات، وعند مزجه بالعسل، المعروف بخصائصه المضادة للبكتيريا والالتهابات، يمكن الحصول على خلطة فعّالة تهدئ البشرة، وبالتالي يمكن تطبيق الخليط على المناطق المصابة وتركه لمدة 20 دقيقة يوميًا ثم شطفه بالماء الفاتر.
خلطة جل الألوفيرا وزيت جوز الهند
يُعتبَر جل الألوفيرا أحد أفضل المكوّنات الطبيعيّة المستخدَمة لتهدئة البشرة الملتهبة، حيث يحتوي مركّبات تعمل على ترطيب الجلد وتخفيف الحكّة، وعند مزجه بزيت جوز الهند، الذي يتميّز بقدرته على ترطيب البشرة بعمق، يصبح الخليط مثالياً لعلاج الصدفية، لذا يُنصح بتدليك الجلد بهذا الخليط بلطف يوميًا، وتركه ليتمّ امتصاصه بالكامل.
خلطة الشوفان وماء الورد
يُعتبَر الشوفان من المكوّنات الطبيعيّة المعروفة بقدرتها على تهدئة البشرة وتقليل الالتهابات، ويمكن تحضير ماسك من الشوفان المطحون مع ماء الورد، الذي يحتوي خصائص مهدّئة ومنعشة للبشرة، ويتمّ تطبيق الخليط على المناطق المصابة لمدّة 15 دقيقة، ثم يُشطف بالماء البارد، ويُفضّل استخدام هذا الماسك مرّتين أسبوعيًا للحصول على أفضل النتائج.
أعشاب تُعالج الصدفيّة وتحدّ من انتشارها في الجسم
بالإضافة إلى الخلطات الطبيعية، هناك العديد من الأعشاب التي تساعد في علاج الصدفية نهائيا وتقليل انتشارها في الجسم، حيث تحتوي مكوّنات نشطة تعمل على تهدئة الجهاز المناعي وتقليل الالتهابات الجلدية، لذا سنكشف لكِ في ما يلي عن أبرزها:
- البابونج: يُعتبر البابونج من الأعشاب التي تُستخدم منذ قرون لعلاج العديد من الحالات الجلدية، حيث يحتوي مركّبات مضادّة للالتهابات تساعد في تهدئة البشرة وتقليل الاحمرار والحكة، لذا يمكن استخدام شاي البابونج كشراب يومي أو تطبيقه موضعيًا على الجلد بعد تبريده.
- الكركم: يُعرَف الكركم بخصائصه المضادة للأكسدة والمضادة للالتهابات بفضل مركّب الكركمين الموجود فيه، ويمكن استخدامه كمّكمل غذائي، أو مزجه مع العسل وتطبيقه على البشرة، فهو يُعتبرمن العلاجات الفعّالة التي تساعد في تخفيف عوارض الصدفية ومنع انتشارها.
- القريص: يُعَدّ القريص من بين الأعشاب التي تُستخدم في الطب التقليدي لعلاج الصدفية، حيث يحتوي مكوّنات تعمل على تنظيم جهاز المناعة وتقليل التهابات الجلد، ويمكن تناوله كمكمّل غذائي أو استخدامه موضعيًا بعد غليه وتبريده.
تُعد الصدفية من الأمراض الجلديّة التي تتطلّب اهتمامًا خاصًّا وعناية مستمرّة، وبالرغم من أنّها قد تكون مزمنة، إلّا أنّ اتّباع نهج شامل يجمع بين العلاجات الطبيعيّة والعناية اليوميّة يمكن أن يحقّق نتائج مذهلة في علاج الصدفية نهائيا والحد من انتشارها، ولكن من المهمّ التوجّه للاستشارة الطبيّة بجانب استخدام هذه العلاجات لضمان فعالية العلاج وتجنّب أيّ مضاعفات، ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وقدّمنا لكِ طرق طبيعية لعلاج حكة الجلد في الصيف.