هل ارتفاع إنزيمات الكبد خطير؟ خاصّةً وأنّ الكبد يُعتبر أحد أهم أعضاء الجسم إذ يعمل على تصفية السموم وتنظيم وظائف حيويّة عدّة فيه.
إنزيمات الكبد هي مجموعة بروتينات تلعب دورًا حيويًّا في عدد كبير من العمليّات الكيميائيّة الحاصلة في جسم الإنسان. وقد تُسبّب مشاكل صحيّة عدّة تغيّر في معدّلات مستويات الإنزيمات الرئيسيّة في الكبد، فيتم عادةً قياسها لتقييم صحة الكبد والشخص بشكل عام. سنُعدّد في هذا المقال إنزيمات الكبد الرئيسيّة، مُعدّلاتها الطبيعيّة، الأسباب التي تؤدّي الى ارتفاعها، بالإضافة الى مخاطرها، عوارضها وعلاجاتها.
أنواع الإنزيمات الرئيسيّة في الكبد ومعدّلاتها
هناك أربع إنزيمات رئيسيّة في الكبد، تتفاوت معدّلاتها بناءً على عوامل مختلفة مثل جنس الشخص وعمره، وحالته الصحيّة العامّة، كما قد تختلف قليلًا بناءً على المعامل التي تمتّ فيها التحاليل، لذا من المهم استشارة طبيب مختص لتفسير نتائج الفحوصات بشكل دقيق وتحديد ما إذا كان هناك أي مشكلة صحية تستدعي الانتباه. ولكن يُمكننا أن نطلعك على نطاقات المعدّلات العامّة الطبيعيّة لكلّ من هذه الإنزيمات الأساسيّة:
- ناقلة أمين ألانين أو الإنزيم المحول للألانين، ونطاق معدّلها الطبيعي الذي يختلف بين النساء والرجال، هو: 7 – 56 وحدة دولية/لتر (IU/L)لدى الرجال، و7 – 45 وحدة دولية/لتر لدى النساء.
- ناقلة أمين الأسبارتات أو الإنزيم المحول للأسبارتات، ونطاق مُعدّله هو نفسه لدى الرجال والنساء: 10 – 40 وحدة دولية/لتر .
- الفوسفاتاز القلويّة، ويختلف معدّلها الطبيعي وفق العمر، فيكون 44 – 147 وحدة دولية/لتر لدى البالغين، أمّا لدى الأطفال والمراهقين، فتكون أعلى بسبب النموّ.
- جاما-جلوتاميل ترانسفيراز، ومعدّلها الطبيعي لدى الرجال هو 8 – 61 وحدة دولية/لتر، ويكون أقلّ لدى النساء من 5 – 36 وحدة دولية/لتر.
مصدر الصورة: Freepik
أسباب ارتفاع كل من هذه الإنزيمات
يرتفع كلّ من الإنزيمات الأساسيّة في الكبد على أثر مُشكلة صحيّة مُعيّنة، اليك أبرزها:
- يرتفع مستوى الإنزيم المحول للألانين في الدم بشكل عام لدى حدوث تلف في خلايا الكبد.
- يتواجد الإنزيم المحول للأسبارتات في خلايا الكبد والعضلات القلبيّة وقد يرتفع في حالات أمراض الكبد أو أمراض القلب.
- يرتفع مستوى إنزيم الفوسفاتاز القلويّة في حالات الأمراض المتعلّقة بالقنوات الصفراويّة، كانسداد القناة أو التهاب الكبد.
- يرتفع مستوى إنزيم جاما-جلوتاميل ترانسفيراز في حال كان الشخص يعاني من مشاكل الكبد والمرارة.
عوارض ارتفاع معدّلاتها
على الرغم من عدم وضوح عوارض ارتفاع هذه الإنزيمات إذ تتشابه مع أعراض حالات صحيّة أخرى، إلّا أنه في بعض الحالات، تُشير أعراض مُعيّنة إلى وجود مشكلة في الكبد، وأبرزها:
- الشعور بالتعب والإرهاق.
- تغيرات في الشهية وفقدان غير مبرّر للوزن.
- غثيان وقيء إثر اضطرابات في الهضم.
- ألم يتراوح بين خفيف وأكثر شدّة في الجزء العلوي الأيمن من البطن حيث يقع الكبد.
- اصفرار الجلد والعينين أو ما يُعرف باليرقان.
- احتباس السوائل في الجسم الذي يؤدّي الى تورم في الساقين أو البطن.
- تغيرات في لون البول الى أغمق والبراز الى أفتح.
- ظهور كدمات وحدوث نزيف بسهولة لدى التعرّض لجرح بسيط.
- حكّة في الجلد.
مخاطر ارتفاع إنزيمات الكبد
كما ذكرنا سابقًا، إنّ ارتفاع إنزيمات الكبد يحصل نتيجة مشكلة صحيّة في الكبد أو القنوات الصفراويّة عادةً، قد تؤدّي إلى مضاعفات خطيرة إذا لم تتمّ معالجتها. وأبرز هذه المُضاعفات شيوعًا:
- ضعف الجسم وصحّته العامّة ما يُؤثّر على نوعيّة الحياة.
- انسداد أو التهاب القنوات الصفراويّة، ما يُسبّب ألم ومشاكل هضميّة.
- تليّف الكبد، وهي حالة مزمنة تحصل لدى تكوّن أنسجة ندبية في الكبد وتؤثّر على وظائفه.
- تلف دائم لخلايا الكبد إثر التهاب أو تليّف الكبد، ما يؤدّي إلى مشاكل في تجلط الدم ويزيد خطر النزيف.
- تدهور وظائف الكبد وفشله، ما يُهدّد حياة الشخص.
- مشاكل في القلب، قد يُسبّبها ارتفاع الإنزيمات إثر التهاب الكبد الفيروسي مثلًا.
- تراكم السموم في الجسم ما يؤثّر على وظائف الأعضاء الأخرى.
مصدر الصورة: Freepik
علاجات ارتفاع هذه الإنزيمات الأساسيّة
يعتمد علاج ارتفاع إنزيمات الكبد على علاج السبب الكامن وراءه. فبعد أن يقوم الطبيب المختصّ بإجراء التحاليل اللازمة وتحديد السبب، يضع خطّة العلاج المناسبة. وأهمّ هذه العلاجات:
- استخدام أدوية مضادة للفيروسات أو مضادات التهاب في حالات التهاب الكبد الفيروسي.
- العلاج بإدارة الأعراض في حالات تليف الكبد، وتجنّب العوامل التي تفاقم الحالة كالكحول.
- تغييرات في النظام الغذائي ونمط الحياة في حالات الأمراض الاستقلابية، كمرض الكبد الدهني غير الكحولي أو الكبد الدهني الكحولي.
- المكملات الغذائيّة كالأحماض الدهنية أوميغا-3، التي تدعم صحّة الكبد.
وبالتأكيد، إجراء فحوصات دوريّة لمراقبة مستويات إنزيمات الكبد وتقييم استجابة الجسم للعلاج.
نصائح عامّة للحفاظ على صحّة الكبد
للحفاظ على صحّة الكبد بشكل عام ننصحك باتّباع هذه التوجيهات:
- التوجّه الى نمط حياة صحّي عن طريق ممارسة التمارين الريّاضيّة بانتظام، واتّباع نظام غذائي متوازن يحتوي على الفواكه والخضروات والبروتينات الصحيّة؛ وتجنّب الأطعمة الدهنيّة، المقالي، والسكريّات. والحفاظ على وزن صحّي.
- تجنّب استخدام الأدوية الضارّة أو المكملات الغذائيّة غير الضرورية.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، إذا كنتِ تعانين من أي من الأعراض التي ذكرناها، عليك زيارة طبيب مُختصّ لتقييم حالتك والتأكّد ما إذا كان لديك مستويات مرتفعة من إنزيمات الكبد، لتحديد سبب هذا الارتفاع والحصول على العلاج المناسب لمنع المضاعفات المحتملة. وفي هذا السياق تعرّفي على ما إذا كان “فيروس الكبد سي” يموت عند بقائه خارج الجسم.