هل طبيعي نزول ماء أثناء الحمل في الشهر الثاني؟ على الرغم من أنّ هذه العمليّة تحصل عادةً قبل أو أثناء المخاض.
يُعتبر هذا “الماء”، أو ما يُعرَف بـ”السائل الأمنيوسي”، المحيط بالجنين ضروريًّا لحمايته داخل الرحم ويعمل كوسادة ليقيه من الصدمات. كما يُحافظ على درجة حرارته، ويُساعد في حركته وتطوّره منذ بداية الحمل حتّى نهايته. في الحالات الطبيعيّة ينزل الماء قبل بدء المخاض مباشرةً ليدلّ على اقتراب الولادة، أو أثناء المخاض ليُشير الى تقدّم العمليّة. ولكن ماذا إذا حصل في الشهر الثاني من الحمل؟
كيف تلاحظين نزول الماء؟
إنّ نزول الماء لا يُمكن أن يمرّ من دون ملاحظته، ولا يحصل في الحالات الطبيعيّة قبل الأسبوع الـ37 من الحمل، أي عندما يُصبح الجنين جاهزًا للولادة. ولكن نظرًا لأنّه من الممكن أن تظنّين أنّه تسرّب للبول، عليك الانتباه الى الأمور التالية التي تدلّ عليه:
- تسرب بسيط ولكن مستمرّ للسائل.
- تدفق مفاجئ للماء بكميّات كبيرة.
- لون السائل المُسرّب يكون صافيًا عادةً أو قد يحتوي على بعض الخيوط الوردية. وهنا عليك الانتباه إذا تغيّر لونه الى أخضر أو بنّي، فهذا يشير إلى وجود مشكلة.
وبمجرّد نزول الماء، اتصلي بالطبيب فورًا، ليعطيك الإرشادات اللّازمة بانتظار الوصول الى المستشفى ليقيّم حالتك. وحافظي على نظافة المنطقة الحسّاسة، لأنّ نزول الماء يزيد من خطر الإصابة بالعدوى.
مصدر الصورة: Freepik
متى يُعتبر نزول الماء مُقلقًا؟
كما ذكرنا سابقًا، إنّ تسرّب أو نزول الماء يُعتبر أمرًا طبيعيًّا ومرحلة من مراحل الولادة، إذا حصل في وقت أصبحت الولادة مُمكنة، ولكن في أي حالات يدعو هذا الحدث الى القلق؟ اليك هذه الحالات:
- تدفّق الماء بشكل مفاجئ وبكميّات كبيرة.
- تغيّر في لون السائل الى أخضر أو بنّي.
- وجود دمّ في السائل.
- نزول ماء الرحم المبكر، أي قبل الأسبوع الـ 37 من الحمل.
أسباب مُحتملة لنزول الماء في الشهر الثاني
يُعتبر نزول الماء في الشهر الثاني من الحمل حالة طبيّة غير طبيعيّة وتدعو للقلق، كما أنّها نادرة في هذا التوقيت المبكر جدًّا. هناك عدة أسباب محتملة لنزول الماء المبكر من الحامل، وأبرزها:
- مشاكل في الحمل، كالحمل خارج الرحم (حين يتطوّر الجنين في غير مكانه، في قناة فالوب مثلًا)، الإجهاض المبكر، تشوّهات نادرة في الرحم أو الأنسجة المحيطة.
- عدوى في الجهاز التناسلي أو في الرحم التي قد تؤدي إلى التهاب الأنسجة والأغشية المحيطة بالجنين.
- التعرّض لإصابات في البطن أو الرحم.
- تمزق مبكر للأغشية حول الجنين.
خطورة نزول الماء في الشهر الثاني من الحمل
في بداية الحمل يكون السائل الأمنيوسي الذي يحيط بالجنين موجودًا بكميات قليلة جدًّا مقارنةً بالمراحل المتقدّمة، وبالتالي فإن أي نزول للماء يدلّ في غالب الأحيان على مشكلة صحيّة قد تكون خطيرة ويُمكن أن تؤدّي إلى مضاعفات قد تؤثر على صحة الأمّ والجنين. سنعدّد لك بعض تداعيات نزول الماء في الشهر الثاني من الحمل:
- خطر حصول الإجهاض: عندما ينزل السائل الأمنيوسي في وقت مبكر جدًّا، كالشهر الثاني من الحمل، قد يكون ذلك علامة على أن احتمال عدم استمرار الحمل. قد يشير نزول الماء في مرحلة مبكرة إلى حدوث إجهاض.
- زيادة خطر العدوى: يتعرض الرحم لخطر العدوى عند تسرّب السائل الأمنيوسي ما يؤثّر على صحة الحمل والجنين.
- تعرّض الجنين لمخاطر عدّة: بما أنّ السائل الأمنيوسي يحمي الجنين ويعزله عن الصدمات والاصابات، فإنّ التسرّب المبكر لهذا السائل يمكن أن يعرضه لخطر الإصابة بالعدوى، أو بأي ضغط خارجي على البطن.
- مشاكل في الحمل، عواقبها خطرة على الأمّ إذا لم تتمّ معالجتها بشكل فوري: كالحمل خارج الرحم أو التشوهات في الرحم، التي قد يدلّ عليها النزول المبكر للماء.
مضاعفات تصحب تسرّب الماء تتطلب العناية الطبيّة العاجلة، ومنها:
- حدوث نزيف أو ملاحظة وجود دم وإفرازات غير طبيعية مع السائل المُتسرّب.
- الشعور بزيادة التقلّصات التي تُصبح شديدة أو/ومُتكرِّرة.
- آلام شديدة وغير معتادة في البطن.
مصدر الصورة: Freepik
تدابير وقائيّة يمكنك اتّخاذها
كما ذكرنا سابقًا، هناك بعض الأسباب الخارجيّة التي تؤدّي الى تسرّب الماء، والمخاطر التي قد تنتج عنه، لذلك، حاولي تجنّبها عبر زيارة الطبيب وإجراء الفحوصات الطبيّة اللازمة والسونار للتأكّد من صحّة الجنين والحمل بمجرّد معرفتك بحملك، فالسونار مثلًا يُؤكّد ما إذا كان الحمل داخل الرحم أم لا. يمكنك الاطّلاع على شكل الجنين في الشهر الثاني بالسونار.
والتزمي بنصائح الطبيب للتعامل مع هذه الفترة الدقيقة في بداية الحمل. والتزمي بالرّاحة وتجنّب الأنشطة الشّاقة التي قد تُسبّب ضغطًا على الرحم. وبطبيعة الحال يجب استشارة الطبيب فور ملاحظة أي شيء تجدينه غير طبيعيّ كملاحظة أي تسرّب للسوائل أو أعراض غير طبيعيّة أخرى.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، بما أنّ نزول الماء في الشهر الثاني من الحمل ينذر بوجود مشكلة تتطلب تدخّلًا طبيًّا عاجلًا، تواصلي مع طبيبك بأسرع وقت ليوجّهك بما عليك فعله. وليقوم بإجراء السونار والفحوصات اللّازمة لتحديد السبب والعلاج إذا أمكن لضمان سلامة جنينك، سلامة الحمل بشكل عام وسلامتك بطبيعة الحال. في هذا السياق، اليك نصائح اتّبعيها في الشهر الثاني لحمل سليم وصحّي.