هل الإفرازات البيضاء من علامات الحمل؟ وما هي العلامات الأخرى التي قد تدلّ على الحمل قبل اجراء الاختبار المنزلي أو التحاليل؟
ما أن يحدث الحمل، تبدأ تغييرات كثيرة بالحدوث معك، جسديًّا في طبيعة الحال وأيضًا نفسيًّا، بعضها يُمكن أن تشعري به حتّى قبل أن يحين الوقت لإجراء اختبارات أو تحاليل الحمل. وهناك علامات عدّة قد تُبشّرك بالحمل في وقتٍ مبكر. فما هي هذه العلامات؟ وما علاقة الإفرازات المهبليّة بالموضوع؟
علامات تدلّ على الحمل
تشير بعض الإشارات والأعراض إلى تغييرات حاصلة في جسم المرأة عند حدوث الحمل، وتختلف هذه العلامات بين امرأة وأخرى باختلاف تعامل جسمها مع هذا الحدث الجديد. وعلى الرغم من أنّ هذه الأعراض لا تعني بالضرورة حدوث الحمل، إلّا أنّها قد تكون بُشرى محتملة ودليلًا أوليًّا على ذلك، قبل إجراء اختبارات الحمل المنزليّة أو التحاليل الطبيّة. ومن أبرز هذه العلامات:
- تقلّبات مزاجيّة ناتجة عن التغيّرات الهرمونيّة، ما يجعل المرأة الحامل كثيرة التوتّر وأكثر حساسيّة تجاه أبسط الأمور.
- ألم خفيف في البطن وتقلّصات قد تُشبه التقلّصات التي تشعرين بها قبل بداية الدورة الشهريّة نتيجة لتوسّع الرّحم لدى استقباله الجنين.
- انتفاخ، تورّم وحساسيّة وألم في الثديين، تترافق في بعض الأحيان مع تغيّرات في لون الحلمات التي تميل الى اللّون الأغمق.
- الشعور بالتعب والإرهاق الشديد بسبب التغيّرات الهرمونيّة التي تحدث في الجسم عند حدوث الحمل.
- تأخر الدورة الشهرية عن موعدها المعتاد، في حال كنتِ تعانين من انتظام في دورتك الشهريّة، من أبرز علامات الحمل.
- تغيّرات في حاستي الشمّ والتذوّق، إذ تُصبح حساسيّتك على الرّائحة أو مذاق الطعام أقوى بكثير من قبل، فتشعرين بالنفور من بعض أطعمة كنت تستلذّين برائحتها وطعمها أو روائح كنتِ تستمتعين بها سابقًا. كما من الممكن أن تتغيّر شهيتك على الطعام بشكل كبير، فقد تنفرين من طعامك المُفضّل مثلّا أو ترغبين في تناول أطعمة معيّنة لم ترغبيها أو تتقبّليها يومًأ.
مصدر الصورة: Freepik
- “غثيان الصباح”، الذي قد يحدث في أي وقت من اليوم وليس فقط صباحًا، يكون لدى البعض عبارة عن غثيان فقط، ويترافق لدى البعض الآخر مع التقيّؤ. ويبدأ هذا الشعور في الأسابيع الأولى من الحمل.
- تغيّرات في ضغط الدمّ ومستويات السكر قد تؤدّي للشعور بالدوار أحيانًا أو حتّى الإغماء لدى بعض النساء.
- زيادة الحاجة الى التبول بسبب ضغط الرحم، الذي بدأ بالنموّ المتزايد، على المثانة.
- تغيّرات في الإفرازات المهبليّة يُمكن مُلاحظتها، كتغيّر لونها، قوامها أو كميّتها، وتكون عادةً غير مُزعجة.
أنواع التغيّرات الحاصلة في الافرازات وأسبابها
لدى حدوث الحمل تحصل تغيّرات هرمونيّة كثيرة في الجسم، الأمر الذي يُؤثّر على الإفرازات المهبليّة التي تمرّ بتغييرات ملحوظة فهي تعمل على حماية المهبل من أي عدوى والحفاظ على التوازنات البيئة داخله، لتقليل احتماليّة حدوث التهابات.
سنشرح لك فيما يلي التغيّرات الحاصلة في الإفرازات المهبليّة خلال الحمل، وأسباب كلّ منها:
- زيادة كميّة الإفرازات المهبليّة: الناتجة عن زيادة في مستويات هرمونات الاستروجين والبروجسترون التي تُعرف بهرمونات الحمل، التي تحفّز هذه الزيادة بهدف الحفاظ على صحّة المهبل والرحم وبالتالي صحّة الجنين. فالاستروجين يساهم في زيادة تدفق الدم إلى الأنسجة المهبليّة ويحفزّ الغدد على إنتاج إفرازات إضافية. أمّا البروجسترون فيساهم في زيادة إفرازات عنق الرحم التي تساهم في حماية الرحم والجنين.
- تغير لون الافرازات المهبلية لتصبح شفّافة تقريبًا أو بيضاء، وقد تكون أحيانًا مائلة الى لون الحليب أو حتّى رماديّة: يُعتبر هذا التغيير، الناتج أيضًا عن التغيّرات الهرمونيّة، طبيعي ودليل على صحّة الحمل. فهذه التغيّرات تعكس جهود الجسم في الحفاظ على صحّة المهبل والرحم وتوفير بيئة مناسبة لنمو الجنين.
- تغيّر قوام الافرازات لتُصبح أكثر سمكًا وأقل لزوجة: يُحفّز هرمون الاستروجين الإفرازات لتكون أكثر كثافة. ولدى حدوث الحمل، تزداد مستويات الاستروجين، ما يُفسّر هذه التغيرات.
- الإفرازات المهبليّة الطبيعيّة خلال الحمل لا تكون مصحوبة بحكّة أو التهاب، ولا يكون لها أي رائحة كريهة.
مصدر الصورة: Freepik
متى تدعو تغيّرات الافرازات الى القلق؟
استنادًا الى ما ذكرنا سابقًا، والتغيّرات الطبيعيّة في الافرازات المهبليّة التي قد تشير الى الحمل، يُمكننا أن نذكر الافرازات التي تستدعي القلق، وأبرزها:
- إفرازات غير طبيعيّة أو اعتياديّة، مثل إفرازات ذات لون أخضر أو أصفر أو بنيّة. اطّلعي على ماذا تعني الافرازات البنيّة الفاتحة في بداية الحمل.
- إفرازات مصحوبة برائحة كريهة.
- إذا شعرتي بألم أو/وحكّة ناتجة عن الافرازات المهبليّة.
قد تُشير العوارض المذكورة أعلاه إلى وجود عدوى كالتهاب المهبل الفطري أو البكتيري أو مشكلة صحيّة مُعيّنة تحتاج إلى تشخيص وعلاج. وإذا لاحظت أو شعرت بأي منها أو كنتِ غير متأكدة أو قلقة بشأن أي تغييرات حاصلة في الافرازات المهبليّة، فمن الأفضل استشارة طبيبك لضمان صحّة الحمل في حال حدوثه.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، إنّ التغيرات في الإفرازات المهبليّة هي ظاهرة طبيعيّة عند حدوث الحمل وخلال مدّة الحمل بشكل عام، ومؤشر على أن جسمك قد تكيّف مع الحمل. فإذا كنت تشكّين بالحمل استنادًا الى لون أو كميّة الإفرازات التي قد تدلّ على الحمل أو العلامات الأخرى التي ذكرناها سابقًا، يُمكنك اجراء اختبار الحمل المنزلي المبكر أو زيارة طبيبك للتأكّد من الموضوع.
