سؤال اليوم: هل كثرة النوم من علامات الحمل ؟ أم أنها تشير إلى وجود مشكلة صحية قد تكون أكثر خطورة؟ تُعتبَر ظاهرة كثرة النوم من المواضيع التي تحظى باهتمام العديد من الأشخاص، خاصّةً عندما يكون الأمر متعلقًا بالحمل، وتُعتبَر هذه الحال من بين أبرز المشاكل التي تواجه الحامل.
في هذا المقال، سنتناول أسباب النوم الزائد، وكيفية التمييز بين كونه علامة على الحمل أو مؤشرًا على حال صحيّة أخرى، وسنستعرض المعلومات العلميّة والنصائح الطبيّة لمساعدتك على فهم هذا الموضوع بشكلٍ أعمق.
أسباب النوم الزائد
هل كثرة النوم من علامات الحمل ؟ يعدّ النوم الزائد من الظواهر التي يمكن أن تكون نتيجةً لعدّة أسباب، بعضها طبيعي والآخر قد يكون مرتبطًا بمشاكل صحية، لذا سنستعرض بعض الأسباب الرئيسية التي قد تؤدّي إلى زيادة النوم في ما يلي، وتشمل:
التعب والإرهاق
يُعَدّ التعب الجسدي الشديد أو النفسي من الأسباب الشائعة للنوم المفرط، حيث قد يؤدي العمل الشاق، أو الضغوط اليومية، أو التوتّر النفسي إلى شعور الشخص بالحاجة الماسّة للراحة، فالجسم يحتاج إلى النوم لتجديد نشاطه وإعادة شحن طاقته، لذا قد يسبب الإجهاد المزمن زيادة في الحاجة للنوم.
التغيّرات الهرمونيّة
يمكن أن تؤثّر التغيّرات في مستويات الهرمونات بشكلٍ كبير على نمط النوم. على سبيل المثال، إنّ زيادة مستويات هرمون البروجسترون خلال فترة الحمل قد تساهم في شعور المرأة بالتعب وزيادة الحاجة للنوم، وهذا التغيير في قد يكون أحد أسباب النوم الزائد.
نقص العناصر الغذائيّة
إنّ نقص بعض العناصر الغذائية الأساسيّة مثل الحديد أو فيتامين د يمكن أن يؤدّي إلى الشعور بالإرهاق وزيادة الحاجة للنوم، فالجسم يحتاج إلى هذه العناصر لدعم وظائفه الحيويّة، وغيابها يمكن أن يؤثّر على مستويات الطاقة.
فبحسب موقع (MedicalNews Today) في مقالة نُشِرَت عام 2022 تحت عنوان “Can vitamins cause insomnia?”، تدل الأبحاث على أن نقص العناصر الغذائية كالفيتامينات A، C، D، E، وK، بالإضافة إلى الكالسيوم والمغنيسيوم، قد يكون مرتبطًا بمواجهة مشاكل في النوم، بالمقابل، قد يؤدي استهلاك مكملات فيتامينية معينة إلى تعكير صفو النوم. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.
الأدوية
إنّ تناول بعض الأدوية قد يسبّب مواجهة آثارًا جانبية تشمل النوم المفرط، لذا من المهمّ التحقّق من الآثار الجانبيّة لأيّ أدوية يتمّ الحصول عليها، ومراجعة الطبيب في حال المعاناة من من نوم زائد غير مبرّر.
العلاقة بين النوم الزائد والحمل
هل كثرة النوم من علامات الحمل؟ الإجابة قد تكون نعم، لكن هذا ليس دائمًا مؤشرًا واضحًا، لذا سنستعرض كيف يمكن أن يرتبط النوم الزائد بالحمل في ما يلي من خلال شرح بعض النقاط التي توضّح هذه الفكرة:
التغيرات الهرمونية
أثناء الحمل، يحدث تغيير كبير في مستويات الهرمونات، وخصوصًا هرمون البروجسترون، الذي يساهم في تعزيز الاسترخاء العام للجسم ويزيد من الحاجة إلى الحصول على الراحة، فالنساء الحوامل في الأشهر الأولى من الحمل قد يلاحظنَ أنهنّ يشعرنَ بالحاجة إلى النوم أكثر من المعتاد.
فوفقًا لموقع (National Institutes of Health (NIH) (.gov)) في مقالة نُشِرَت عام 2015 تحت عنوان “Sleeping for Two: The Great Paradox of Sleep in Pregnancy”، توضح العديد من الأبحاث أن الحاجة إلى النوم تزداد أثناء الحمل، حيث تؤدّي المستويات المرتفعة من هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية والبروجستيرون، الضرورية لاستمرار الحمل، إلى التسبب بالنعاس وزيادة حرارة الجسم الطبيعيّة، ممّا يفسر زيادة الرغبة في النوم خلال النهار والنوم مبكرًا.
زيادة كميّة الدم
خلال الحمل، تزداد كميّة الدمّ في جسم المرأة، ممّا يتطلب جهدًا إضافيًا من القلب والجهاز الدوري، وهذا يمكن أن يؤدّي إلى الشعور بالإرهاق وزيادة الحاجة للنوم، حيث يحتاج الجسم إلى استعادة طاقته.
التغيّرات في الأيض
يؤثّر الحمل على معدّل الأيض، ممّا قد يؤّدي إلى زيادة الحاجة للطاقة، وبالتالي، زيادة الحاجة للنوم، فحدوث التغيرات في معدّل الأيض قد يسبّب شعورًا بالتعب والاحتياج إلى قسط أكبر من الراحة.
على الرغم من أن هذه العلامات يمكن أن تشير إلى الحمل، إلّا أنّها لا تكفي وحدها لتأكيده، فقد تكون هناك علامات أخرى أكثر وضوحًا، مثل غياب الدورة الشهرية أو اختبار الحمل الإيجابي.
الحالات الصحيّة التي تؤدّي إلى كثرة النوم
هل كثرة النوم من علامات الحمل ؟ وما علاقتخ بالمعاناة من مشاكل صحيّة؟في بعض الأحيان، قد يكون النوم الزائد مؤشّرًا على وجود حال صحيّة قد تحتاج إلى اهتمام، لذا سنلقي نظرة على بعض الحالات الصحيّة التي قد تؤدّي إلى زيادة في الحاجة للنوم في ما يلي:
الاكتئاب
إنّ المعاناة من الاكتئاب يمكن أن يكون له تأثير كبير على مستويات الطاقة، فالأشخاص الذين يعانون من هذه الحال النفسيّة قد يشعرون بالتعب والإرهاق الشديد، ممّا يؤدي إلى زيادة في النوم كوسيلة للتعامل مع المشاعر السلبية أو الهروب منها. النوم المفرط في هذه الحال يكون جزءًا من مجموعة من العوارض الأخرى المرتبطة بالاكتئاب.
أمراض الغدّة الدرقية
إنّ المعاناة من اضطرابات الغدة الدرقيّة، مثل قصور الغدة الدرقيّة، قد تؤدّي إلى شعور دائم بالتعب والحاجة إلى النوم، فهي تؤدّي دورًا مهمًا في تنظيم معدّل الأيض، وأي خلّل فيها يمكن أن يؤثّر على مستويات الطاقة.
اضطرابات النوم
إنّ المعاناة من بعض الاضطرابات مثل النوم القهري، وهي حال يعاني الشخص من نوبات مفاجئة من النوم خلال النهار، قد تؤدي إلى زيادة النوم بشكل غير طبيعي، ممّا يتطلّب معالجة طبيّة مختصّة لتحسين جودة الحياة والنوم.
الأمراض المزمنة
إنّ المعاناة من بعض الأمراض المزمنة مثل داء السكري أو الأمراض القلبية قد تؤثّر على مستويات الطاقة وتؤدّي إلى زيادة في النوم، وهذه الحالات يمكن أن تؤثّر على أداء الجسم بشكلٍ عام، ممّا يتطلب استشارة طبيّة لمعالجة السبب الجذري.
في الختام، من الواضح أنّ كثرة النوم قد تكون إشارة على الحمل أو على وجود مشكلة صحيّة أخرى، فالتغيرات الهرمونية خلال الحمل قد تؤدّي إلى زيادة في الحاجة للنوم، لكن من الضروريّ أيضًا النظر في الحالات الصحية الأخرى التي قد تكون السبب في النوم الزائد، لذا إذا كنت تعانين من زيادة في النوم بشكل غير معتاد أو مصحوب بعوارض أخرى، فمن المهم استشارة طبيب لتحديد السبب الدقيق وتلقّي العلاج المناسب. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن أسباب الأنين أثناء النوم.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، من الضروري دائمًا الاستماع إلى جسمك ومراقبة أي تغييرات في نمط النوم، ففهم أسباب النوم الزائد يمكن أن يساعدك في اتخاذ الخطوات المناسبة للحفاظ على صحّتك العامّة وضمان استجابة فعّالة لأي تغييرات قد تكون مرتبطة بالحمل أو حال صحية أخرى.