سبب تحريك رأس الرضيع عند النوم يشغل عددًا كبيرًا من الأمّهات الجدد اللّواتي ينشغلن بمراقبة تحرّكات أطفالهنّ خلال اليقظة أو عند النوم.
منذ الولادة يقوم الأطفال الرضّع بحركات غير مفهومة في بعض الأحيان، كما يقومون بإصدار أصوات غريبة ومُضحكة. وفي غالب الأحيان نستمتع لمجرّد مُراقبة تحرّكاتهم، حتّى خلال نومهم. وعلى الرّغم من أنّ أغلب هذه السلوكيات تُعتبر حركات ايقاعيّة طبيعيّة يقوم بها الأطفال لتهدئة أنفسهم مثلًا، إلّا أنّ هناك بعض الحركات الّتي تثير القلق لدى الأمّ. ومنها تحريك الرضيع لرأسه بكثرة من اليمين إلى اليسار أو من الأعلى الى الأسفل أثناء النوم، وخاصّةً إذا تكرّرت هذه الحركات. فما هي التحرّكات التي يقوم بها الرّضيع وتُعتبر طبيعيّة، ما هي أسباب تحريك الرأس لدى الرضيع ومتى يكون الأمر مُقلقًا ويستدعي استشارة طبيّة؟
حركات طبيعيّة يقوم بها الرّضيع
يقوم الرّضيع، كما ذكرنا سابقًا، بحركات تُعتبر بمعظمها طبيعيّة، حتّى ولو كانت حركات متتابعة ومتكررة. وقد يكون تحريك الرأس واليدين من بين هذه الحركات الطبيعيّة التي يقوم الطفل بفعلها لتهدئة أنفسهم مثلًا. كما قد يقومون بحركات طبيعية أخرى وفق سنّهم ومرحلة نموّهم، وأبرزها:
- الانتقال من النوم على الظهر للبطن وبالعكس أو من اليمين إلى اليسار.
- النوم على الوجه وضربه على الوسادة.
- النوم على الظهر وتحريك جسمه أو/و رأسه من جانب لآخر.
- ضرب الرأس نحو الخلف باتّجاه حافّة السرير.
- اصدار أصوات غريبة أثناء القيام بالتحرّكات.
على الرّغم من أنّ هذه الحركات طبيعيّة خلال نموّ الأطفال، إلّا أنّه إذا شعرت بأنّ ثمّة ما يدعو للقلق، يُمكنك مراجعة الطبيب لاستبعاد بعض الحالات الصحيّة المُسبّبة لكثرة هذه التحرّكات.
مصدر الصورة: Freepik
أسباب تحريك الرأس لدى الرضيع خلال النوم
تؤدّي أسباب عديدة إلى تحريك الطفل لرأسه أثناء النوم أو عند مُحاولة النوم، بعضها طبيعي واستجابة للمتغيرات المختلفة، وجزءًا طبيعيًّا من نموّ الطفل، وبعضها الآخر قد يدلّ على أمراض أو حالات صحيّة جسديّة أو نفسيّة كامنة. وأبرز هذه الأسباب:
أسباب طبيعيّة ناتجة عن النموّ والتطوّر الحركي للطفل
- التهدئة الذاتية ومحاولة النوم: يلجأ بعض الأطفال إلى تحريك رأسهم وجسمهم من جانب إلى آخر ليُهدّؤوا أنفسهم عند شعورهم بالقلق، أو ليتمكّنوا من النوم سريعًا.
- شعور الطفل بالفرح: يمكن أن يعبّر الطفل عن سعادته من خلال هزّ وتحريك رأسه وبعض السلوكيات الأُخرى.
- تنمية المهارات الحركية: قد يقوم الطفل بتحريك رأسه لاختبار قدراته الحركيّة والانتباه للأصوات والمحفزات المحيطة، ويتزامن هذا مع نموّ عضلات الرقبة لديه وعضلات أخرى.
أسباب غير طبيعيّة مُتعلّقة بمشكلات صحيّة قد يُعاني منها الطفل
- التهاب الأذن أو الأذن الوسطى: إذا كانت حركة الرأس مصحوبة بمحاولة لمس أو إمساك الطفل لأذنه، وبكاء من الألم، حمّى وخمول، قد تكون علامة على التهاب أذن الرضيع.
- التوحد: إذا كان الطفل يقوم بتحريك رأسه أو/و أجزاء من جسمه بحركة دائريّة إيقاعيّة ومُتكرّرة، وتترافق مع صعوبة بالتواصل بالعين مع الطفل وعدم استجابته، قد يكون مصابًا بطيف التوحّد. ويقوم أطفال التوحّد بحركات أُخرى أيضًا كحركة اليد.
- اضطرابات عصبية: يقوم الأطفال المصابون باضطرابات عصبيّة، بحركات لاإرادية، ومن بينها تحريك الرأس، يصعب التحكم فيها والسيطرة عليها، قد تؤثّر على اكتساب الطفل للمهارات اللّغويّة.
- الصرع: يتسبّب الصرع في حدوث نوبات قصيرة من التشنجات العضلية المفاجئة، التي غالبًا ما تمرّ من دون مُلاحظتها. تؤثر على أجزاء من الجسم، كالرأس أو الرقبة، فيقوم الطفل بتحريكهما وإدارتهما.
- اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD): الذي يُسبّب فرط الحركة لدى الطفل من منها تحريك الرأس بشكل مُفرط.
مصدر الصورة: Freepik
متى يجب زيارة الطبيب وما العلاج؟
أوّلًا إذا شعرت أنّ هناك حركات غير طبيعي يقوم به طفلك، ومهما كان السبب أو المشكلة صغيرة، يُمكنك استشارة الطبيب لاستبعاد امكانيّة إصابة رضيعك بأي من الحالات المذكورة سابقًا، لأنّ العلاج المُبكر قد يمنع تفاقم المُشكلة إذا وُجِدت.
ويتوجّب عليك زيارة الطبيب فورًا في حال ظهور أي أعراض قد تُرافق حركة الرأس، ولو بدت بديهيّة، ومنها:
- ارتفاع في درجة الحرارة.
- صعوبة التحكم في الرأس أو الحركات الاهتزازية الأخرى.
- تأخر في تطور الطفل.
- عدم استجابة الطفل للأصوات من حوله وصعوبة تواصله مع المحيط، عن طريق الالتفات مثلًا، بعد عمر الأربعة أشهر.
- الانزعاج وعدم الراحة أو الحزن.
- فقدان الوعي وقلب العيون إلى الأعلى.
ويعتمد العلاج الذي سيصفه الطبيب لطفلك على السبب الذي أدّى به إلى تحريك رأسه أثناء النوم. فيقوم بفحص وتقييم دقيق لحالة طفلك ويوجّهك إلى العلاج المناسب، الذي يُساعد في تجنب تفاقم المشكلة.
وإذا كان تحريك الرأس الذي يقوم به طفلك طبيعيًا ولم تتبيّن أي مشكلات صحيّة، لن يكون طفلك بحاجة الى علاج مراقبة فقط للتأكد من راحة الطفل أثناء النوم.
وبرأيي الشخصي كمُحرّرة، يُفضّل دائمًا استشارة الطبيب في حال مُلاحظة أي سلوك قد تشعرين بأنّه غير طبيعيّ لدى طفلك. فالطبيب يمكنه أن يشرح لك دلالات حركات طفلك الرّضيع وإعطائك النصائح المناسبة حتى في الحالات التي قد تبدو بسيطة. وفي حال كانت التصرّفات سببها مرضي، يكون الطبيب المختص الوحيد القادر على تشخيصها.