هل حمض الفوليك يرفع هرمون الحمل ؟ هذا السؤال يثير اهتمام العديد من النساء اللواتي يخطّطنَ للحمل أو اللواتي هنّ بالفعل في مراحل الحمل الأولى، فحمض الفوليك، المعروف أيضًا بفيتامين B9، هو مكمّل غذائي يُستخدم بشكل واسع لدعم صحة الأم والجنين وحمايتهما من التعرّض لأبرز المشاكل التي تواجه الحامل.
سنتناول في هذا المقال تأثير حمض الفوليك على هرمون الحمل بشكل مفصل، كما سنبدأ بمناقشة الأسباب المختلفة التي قد تؤدّي إلى انخفاض مستوياته، ثم سنتحدّث عن تأثير تناول هذا المكمّل الغذائي على معدّله، كما سنتطرق إلى الكشف عن الآثار الجانبية المحتملة لتناوله خلال فترة الحمل.
أسباب انخفاض معدّل هرمون الحمل
هناك عّدة عوامل قد تساهم في انخفاض مستويات هرمون الحمل، ومن المهم فهم هذه الأسباب لتقييم كيفية تأثير تناولها عليها، لذا قبل الإجابة عن سؤال، هل حمض الفوليك يرفع هرمون الحمل ؟ سنكشف لكِ عن أبرزها في ما يلي، وتشمل:
الإجهاد والضغوط النفسيّة
يمكن أن تؤثّر المعاناة من الإجهاد والضغوط النفسية سلبًا على مستويات هرمون الحمل، فعندما تكون المرأة تحت ضغط نفسي شديد، يمكن أن يؤثّر ذلك على مستوى الهرمونات بشكل عام، بما في ذلك هرمون الحمل.
نقص التغذية
يمكن أن يؤدي نقص العناصر الغذائية الأساسية في النظام الغذائي إلى انخفاض معدّلات هرمون الحمل، فالحديد والزنك وفيتامين D هي من بين العناصر الهامّة التي يجب أن تكون متوفرة بكميات كافية لدعم صحّة الأمّ والجنين خلال هذه الفترة.
مشاكل صحيّة مزمنة
إنّ المعاناة من بعض الحالات الصحية المزمنة مثل السكري وأمراض الغدة الدرقية يمكن أن تؤثّر على مستويات هرمون الحمل، الأمر الذي يتطلّب مراقبة دقيقة وعناية طبيّة مستمرّة لضمان عليها لتبقى ضمن الحدود الطبيعية.
عوامل وراثية
قد تؤدّي العوامل الوراثية دورًا في تحديد مستويات هرمون الحمل، فقد يكون لدى بعض النساء ميول وراثيّة لانخفاضها، ممّا يتطلّب مراقبة دقيقة واستشارة طبية مستمرة.
تأثير تناول هذا المكمّل الغذائي على مستوى هرمون الحمل
هل حمض الفوليك يرفع هرمون الحمل ؟ تعتبَر هذه المسألة معقّدة وتحتاج إلى فهم عميق للآليات البيولوجية، فتناول حمض الفوليك يؤدّي دورًا حيويًا في دعم الحمل الصحي، ولكن ما و تأثيره على مستويات هذا الهرمون بالتحديد؟
دعم انقسام الخلايا
إنّ تناول حمض الفوليك مهم جدًا في عملية انقسام الخلايا، وهو أمر حيوي لنمو الجنين، لذا قد يساهم الحصول على هذا الفيتامين في تحسين صحة الخلايا وبالتالي دعم مستويات هرمون الحمل.
في الأساس، يساعد حمض الفوليك في إنتاج الحمض النووي والحمض الريبي النووي، مما يسهل عملية تكاثر الخلايا بشكل صحي ويدعم تطوّر نمو الجنين في الرحم.
تحسين التروية الدموية
يعزّز تناول حمض الفوليك إنتاج خلايا الدم الحمراء، ممّا يساعد في تحسين التروية الدموية للجسم والجنين، وهذا يمكن أن يساهم في دعم مستويات هرمون الحمل، فمن خلال تحسين تدفق الدم، يتمكن الجسم من توفير الأكسجين والمواد الغذائية اللازمة للجنين بشكل أكثر فعالية.
تأثير غير مباشر
بينما لا يوجد دليل علمي قاطع يثبت أنّ تناول حمض الفوليك يرفع هرمون الحمل بشكلٍ مباشر، فإنّ تحسين الصحة العامّة للأم قد يؤدّي إلى تأثيرات إيجابية غير مباشرة على مستويات هذا الهرمون، علمًا أنّ تحسين النظام الغذائي وتعزيز الصحة العامة يمكن أن يساعد في تقليل الشعور بالتوتر وتحسين الظروف الصحية العامّة للأمّ، ممّا يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على مستويات هرمون الحمل.
الآثار الجانبيّة المحتملة لتناول هذه الحبوب خلال الحمل
هل حمض الفوليك يرفع هرمون الحمل وما هي أضرار تناوله؟ على الرغم من الفوائد المحتملة، يجب أن نكون على علم بالآثار الجانبية المحتملة لتناول حمض الفوليك خلال الحمل التي قدتكون نادرة، لكنّها تستحقّ الذكر لضمان توعية الأمهات الحوامل، لذا سنكشف لكِ في ما يلي عن أبرزها:
اضطرابات الجهاز الهضمي
إنّ تناول كميّات كبيرة من حمض الفوليك قد يسبّب حدوث اضطرابات في الجهاز الهضمي مثل الغثيان والإمساك، لذا يجب على النساء الحوامل مراقبة تناولهن لهذا المكمّل الغذائي والتحدث مع الطبيب إذا شعرنَ بوجود أيّ اضطراب في الجهاز الهضمي.
تفاعلات مع أدوية أخرى
قد يتفاعل حمض الفوليك مع بعض الأدوية، ممّا يمكن أن يقلّل من فعالية العلاج أو يسبّب مواجهة آثارًا جانبية غير مرغوب فيها، لذا من الضروريّ استشارة الطبيب قبل البدء في تناول هذا المكمّل الغذائي، خاصةً إذا كانت المرأة تتناول أدوية أخرى بانتظام.
التحسّس
قد يعاني بعض النساء من تحسّس تجاه حمض الفوليك، ممّا يمكن أن يسبّب طفح جلدي أو صعوبة في التنفس، لذا يجب على النساء الحوامل مراقبة ظهور أيّ علامات متعلّقة بهذه المشكلة والتوقّف عن تناول المكمل في حال مواجهتها.
بحسب موقع (Wistim) في مقالة نُشِرَت تحت عنوان “Folic acid and pregnancy: the role of vitamin B9 in getting pregnant”، إن تناول حمض الفوليك قبل الحمل يساعد على الحمل عن طريق زيادة خصوبة المرأة. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.
بالمقابل أكَّد موقع (onedaytests.com) في مقالة نُشِرَت في الأوّل من فبراير من هذا العام تحت عنوان “The Comprehensive Guide to Human Chorionic Gonadotropin (hCG)”، لا يؤثر تناول حمض الفوليك على مستويات هرمون الحمل، إلا أنه يؤدّي دورًا أساسيًا في مرحلة الحمل المبكرة لتطور الأنبوب العصبي. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.
في النهاية، هل حمض الفوليك يرفع هرمون الحمل؟ الإجابة تعتمد على العديد من العوامل، بما في ذلك صحة الأم ونمط حياتها والعوامل الوراثية، فحمض الفوليك هو عنصر غذائي مهم لدعم الحمل الصحي، ولكنه ليس بالضرورة يرفع هرمون الحمل بشكل مباشر. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأطلعناكِ على كيفيّة رفع هرمون الحمل الضعيف.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، من المهم دائمًا استشارة الطبيب قبل تناول أي مكملات غذائية خلال الحمل لضمان الحفاظ على صحة الأم والجنين، كما أنّ المحافظة على نظام غذائي متوازن وصحي وتجنّب التعرّض للتوتر يمكن أن يساهم بشكل كبير في دعم مستويات هرمون الحمل.