ما هو أجمل شيء في الحياة الزوجيّة؟ سألتني صديقتي المُقبلة على الزواج عن هذا الموضوع، فهي غالبًا ما تسمع عن سلبيّات ومشاكل الزواج.
ذكّرتُها بقوله تعالى “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً”.
الحياة الزوجية هي أن تُكملي رحلة حياتك جنبًا الى جنب مع من اختاره قلبك وعقلك لتتشاركي معه الباقي منها، بحلوها ومرّها. وتُعدّ مرحلة الحياة الزوجيّة من أجمل وأهمّ وأصعب التجارب، فهي مليئة بالتحديات. عليك أوّلًا أن تتأكّدي أنّه ليس هناك زواجًا مثاليًا دائمًا، لكن يمكن للزواج أن يكون غنيًا بالحب، التفاهم، الوفاء والسعادة، باختيارك بادئ الأمر للشريك المناسب وبعدها ببذل الجهد والتواصل والاحترام المتبادل. فما هي أبرز التحديات التي تواجه الأزواج، وما هي أسس الزواج الناجح التي على الأزواج مراعاتها؟
وإذا كنت عروس جديدة أو تتحضّرين لزفافك، اليك نصائح العلاقة الزوجية في الأيام الأولى.
أبرز التحديات التي تواجه الأزواج
على الرّغم من أنّ كل علاقة مُختلفة ومميّزة، ولا يُمكن مقارنة علاقة زوجيّة بأخرى، إلّا أنّ القاسم المُشترك بينها هو أنّ الحياة الزوجية لأي شخصين لا تخلو من المشاكل والتحديات، يكون بعضها سببه داخلي وأخرى تحصل بسبب عوامل خارجيّة، ولكنّها قد تُؤثّر على استقرار العلاقة وسعادة الزوجين. وتختلف حدة هذه التحديات والصعوبات وطبيعتها بين زوج وآخر. ولعلّ من أكثر التحديات الزوجية شيوعًا:
مصدر الصورة: Freepik
- الاختلافات: يتمتّع كلّ شخص بشخصية منفردة واهتمامات مُختلفة عن شريكه، بالإضافة الى خلفية الشخص التي قد لا تتشابه مع خلفية الشريك، ممّا قد يُؤدّي إلى خلافات بين الزوجين، خاصةً إذا لم يكن لديهما الوعي الكافي لتقبّل هذه الاختلافات واحترامها لدى الآخر.
- صعوبات التواصل: يُعبّر كل شخص عن احتياجاته، توقّعاته ومشاعره بطريقته الخاصّة. خاصّةً وأنّ تفكير المرأة يختلف عن تفكير الرجل بهذا المجال. فيُعدّ سوء التواصل من أبرز تحديات الحياة الزوجية، ما يُؤدّي غالبًا إلى سوء التفاهم بين الزوجين والمشاكل.
- عدم القدرة على التوازن بين العمل والمنزل: قد يُهمل أحد الزوجين أو كلاهما الحياة الزوجيّة إثر الانشغال في العمل أو بسبب اهتمامات أخرى خارج المنزل. الأمر الذي سيُولّد شعورًا بالوحدة لدى الطرف الآخر أو بأنّه لم يعد مرغوبًا.
- طريقة تربية الأولاد: لدى تكوين عائلة وإنجاب الأطفال، تُصبح تربية الأطفال المسؤوليّة الأهم لدى الزوجين. ولكن إذا لم تتفق الأم والأب على طرق التربية التي يرغبون اتّباعها مع أطفالهم، قد يُؤدّي الأمر إلى خلافات جوهريّة بين الفريقين.
- التغييرات لدى الزوجين: مع تقدّم العمر، قد تصطدم الحياة الزوجيّة بحائط التغييرات الجسدية والعاطفية التي قد تطرأ لدى الزوجين، مثل فقدان الرغبة الجنسية أو الشعور بالغيرة أو عدم الثقة. ما قد يُؤثّر على عوامل عدّة أبرزها العلاقة الجنسيّة التي تُعتبر مهمّة لاستمرار نجاح مؤسّسة الزواج. تعرّفي معنا على كيفيّة التعامل مع زوجك في أزمة منتصف العمر.
- الضغوطات الخارجيّة: ونذكر منها بشكل خاص المشاكل الماليّة التي قد يواجهها الزوجان، خاصةً إذا كانا يُواجهان صعوبات في توفير احتياجات الأسرة. ما يُسبّب توتر ومشاحنات دائمًا، الأمر الذي قد يؤدّي الى النفور بين الزوجين.
- الخيانة: عدد كبير من الزيجات اصطدمت بحائط الخيانة الزوجية الذي قد يكون ناتجًا عن أحد الأسباب المذكورة أعلاه. ويُعدّ هذا التحدّي الأخطر في الحياة الزوجيّة، فهو يُدمّر الثقة بين الزوجين وغالبًا ما يؤدّي إلى الطلاق.
أسس الحياة الزوجية الناجحة
يُشدّد خبراء العلاقات الزوجيّة على أنّ الأزواج اللذين يتمتّعون بحياة زوجية تتضمن مقومات النجاح، يكونون مُتَميزين في حياتهم العملية، ويشعرون بالرضا عن أنفسهم أكثر، ويعيشون كل تفاصيل حياتهم العاطفيّة، الأسريّة، والاجتماعيّة، بشغف أكبر. وأبرز هذه المقوّمات:
- الحبّ والاحترام المتبادل بين الشريكين.
- الثقة المُتبادلة: بحيث يشعر الطرفان بالأمان والاستقرار.
- التواصل الفعّال: التعبير عن المشاعر والأفكار بوضوح وصراحة، مع الاستماع الجيد لوجهة نظر الطرف الآخر بِعقلٍ منفتح.
- التنازل والتضحية لدى الطرفين، في بعض الحالات، لتحقيق السعادة المشتركة.
- التفاهم والاتّفاق حول مسؤوليات الحياة، من تربية الأبناء الى أمور المنزل، وتحقيق الأهداف المشتركة.
- التسامح وتجاوز الخلافات بِروحٍ إيجابية.
- التجديد، الاستمرارية وبذل الجهد الدائم للحفاظ على حيوية العلاقة الزوجية، والتعبير عن الحبّ والتقدير بشكلٍ دائم.
مصدر الصورة: Freepik
نصائح لحياة زوجية أكثر سعادة
لتتمكّني من الحصول على أجمل الأشياء في الحياة الزوجيّة وتحصين علاقتك ضدّ التحديات المُمكنة، اتبعي هذه النصائح:
- حافظي على الرومانسية ولا تدعي روتين الحياة اليومية يقتلها. اليك بعض النصائح للحفاظ على الاثارة في العلاقة الزوجيّة.
- التواصل مع زوجك: عبّري عن مشاعرك بوضوح واستمعي الى مشاعر، احتياجات وتوقّعات زوجك، سواء كانت إيجابيّة أم سلبيّة.
- تقسيم وتشارك المسؤوليات.
- حلّ المشكلات معًا: لا يُمكن لأحد تجنّب حدوث المشكلات دائمًا، ولكن يُمكنكما التعاون لحلّها.
- التسامح وعدم حمل الحقد والكراهية في قلوبكما.
- طلب المساعدة: يُمكنكما طلب مساعدة مختصّ في العلاقات الزوجية إذا واجهتما صعوبات لم تتوصّلا الى حلّها.
وإذا كنت تعانين من خلافات زوجية مستمرة، اليك الحلّ!
برأيي الشخصي كمحرّرة، إنّ الحياة الزوجية تجربة فريدة لكل شخص، وبالتالي فإنّ أجمل شيء فيها يعتمد على عوامل عدّة. وتأكّدي أن العلاقة الزوجية، مهما كانت ناجحة، لا تخلو من الخلافات والمشكلات، ولكنّ التواصل الفعّال بين الزوجين هو المفتاح لحلّ التحديّات التي قد تواجههما. اليك بهذا السياق أسرار العلاقة الزوجيّة الناجحة.