كيف يمكن علاج عدم تبول الطفل حديث الولادة ؟ يعاني بعض الأطفال حديثي الولادة من مشاكل صحية تؤثر على قدرتهم على التبول بشكل طبيعي، ما يثير قلق الأهل ويستدعي التدخل الطبي العاجل، وهنا يصبح البحث عن علاج هو أمر حيوي لضمان الحفاظ على صحة الرضيع ومنع حدوث مضاعفات خطيرة لقلة تبول طفلك.
في هذا المقال، سنسلط الضوء على عدة جوانب تتعلق بمشكلة عدم تبول الرضيع، وسنبدأ بمقدمة حول الأسباب التي قد تؤدي إلى هذه الحال، ثم سنتناول الأضرار المحتملة التي قد تنجم عن استمرار هذه المشكلة، أمّا في القسم الثالث، سنقدم خطوات علاجية موصى بها من قبل الأطباء والمختصين.
أسباب عدم تبول الرضيع
يمكن أن ينجم عدم تبول الرضيع عن عدة أسباب تتراوح بين البسيطة والمعقدة، لذا قبل أن نقدّم لكِ طرق علاج عدم تبول الطفل حديث الولادة ، سنكشف لكِ عن أبرزها في ما يلي، وتشمل:
الجفاف
قد يكون الطفل لا يتلقى كمية كافية من السوائل، ممّا يؤدي إلى جفاف الجسم وعدم القدرة على التبول، ويمكن أن يحدث ذلك بسبب عدم كفاية الرضاعة الطبيعية أو التغذية الصناعية، خاصّةً في الأيام الأولى بعد الولادة، حيث يتطلب جسم الطفل خلالها كمية كبيرة من السوائل لتلبية احتياجات النموّ والتطوّر، وفي حال عدم توفر هذه الكمية الكافية، يمكن أن يتعرض للجفاف الذي يؤثر بشكل مباشر على عملية التبول، لذا من الأفضل في هذه الحال مراقبة عوارض الجفاف عند الرضع، والتي تتجسّد بفم جاف أو لزج، قلة الدموع أو عدم وجودها عند البكاء، العيون التي تبدو غارقة
عند الأطفال، تبدو البقعة الناعمة (اليافوخ) الموجودة أعلى الرأس غائرة، تبول أقل، النعاس، بحسب مقالة نُشِرَت تحت عنوان”Dehydration” على موقع (Nemours Kids Health) العام الماضي. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.
مشاكل في الجهاز البولي
قد تكون هناك انسدادات أو تشوهات خلقية في المسالك البولية تمنع خروج البول بشكل طبيعي، وقد يكون ذلك ناتجًا عن انسداد في الإحليل أو تشوهات في المثانة أو الكلى، ومثل هذه الحالات قد تتطلب تدخلًا جراحيًا أو علاجًا طبيًا مكثفًا لضمان استعادة الوظائف الطبيعية للجهاز البولي، لذا يجب على الأهل مراقبة علامات عدم التبول وإبلاغ الطبيب فورًا في حال ملاحظة أي تغيرات غير طبيعية.
التهابات
قد تعيق المعاناة من التهابات المسالك البولية عملية التبوّل عند الأطفال حديثي الولادة، وقد تكون بكتيرية وتحتاج إلى علاج فوري بالمضادات الحيوية المناسبة. تعتبر هذه الحال من المشاكل الصحية الشائعة لدى الأطفال، وقد تتسبب في ظهور عوارض مثل الحمى، الحساسية، وفقدان الشهية، أمّا التشخيص المبكر والعلاج الفوري فهما المفتاح لمنع تطور العدوى والتسبب في مواجهة مضاعفات خطيرة.
اضطرابات في وظائف الكلى
قد تكون هناك مشاكل في الكلى تعيق تصفية الدم وإنتاج البول، ومن الممكن أن تكون هذه المشاكل خلقية أو ناتجة عن أمراض مكتسبة تؤثر على وظائف الكلى، وفي حال وجود أيّ شكوك، يكون إجراء الفحص الدوري لوظائف الكلى هو القرار الأمثل لضمان اكتشاف هذه الاضطرابات مبكرًا وعلاجها بفعالية، لذا يجب على الأهل التأكّد من متابعة الحال الصحية للطفل مع الطبيب المختصّ وإجراء الفحوصات اللازمة بشكل دوري.
أسباب أخرى
هناك أيضًا أسباب أخرى مثل التسمم أو التعرض لبعض الأدوية التي قد تؤثر على عملية التبول،ويجب استشارة الطبيب لتحديد السبب الدقيق وعدم الاعتماد على التخمين، فالتعرض لبعض مكوّنات الأدوية قد يكون له تأثيرات جانبية تؤثر على وظائف الجهاز البولي، ولذلك يجب توخي الحذر عند استخدامها للطفل ومتابعة ظهور أيّ عوارض غير طبيعية.
وبحسب موقع (Medicine Net) في مقالة بعنوان “How Long Can a Newborn Go Without Peeing?”، عادةً ما يتبول الطفل حديث الولادة لأول مرة خلال 12 إلى 24 ساعة بعد الولادة، وقد يشير عكس ذلك إلى وجود مشكلة في المسالك البولية، وبما أن الأم وطفلها يحتاجان إلى البقاء في المستشفى لمدة تتراوح بين 24 إلى 48 ساعة بعد الولادة الطبيعية، يصبح من السهل على الأطباء تشخيص الحالة مبكرًا. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.
الأضرار المحتملة التي قد تنجم عن هذه المشكلة
إذا لم يتم علاج عدم تبول الطفل حديث الولادة بشكل فوري، قد تنجم عن هذه الحال عدّة أضرار صحية خطيرة سنكشف لكِ في ما يلي عن أبرزها:
تسمم الدم
إنذ تراكم السموم في الجسم بسبب عدم قدرة الكلى على تصفية الفضلات قد يؤدي إلى تسمم الدم عند الأطفال، وهذه الحال خطيرة جدًا وتتطلب علاجًا طبيًا عاجلًا لمنع حدوث مضاعفات أكبر، حيث يمكن أن تؤدي إلى التهاب الأنسجة وأعضاء الجسم المختلفة، ممّا قد يشكل خطرًا على حياة الطفل، وهنا يكون التدخل السريع والعلاج المناسب هو الخيار الأمثل لإنقاذ حياة الطفل ومنع حدوث مضاعفات خطيرة.
الفشل الكلوي
يمكن أن يتسبّب استمرار المشكلة بدون علاج في تلف دائم للكلى وفشلها في أداء وظائفها، فالفشل الكلوي قد يؤدي إلى حاجة الطفل إلى غسيل الكلى أو زراعة كلى في المستقبل، حيث يُعتبَر هذا العضو هو المسؤول عن تصفية الدم والتخلص من الفضلات، وأي ضرر يلحق به يمكن أن يؤثر بشكل كبير على صحة الطفل، لذلك فإنّ التشخيص المبكر والعلاج الفوري هما الأساس للحفاظ على صحة الكلى والوقاية من الفشل الكلوي.
التهابات خطيرة
يمكن أن يسبب تراكم البول التهابات خطيرة في الجهاز البولي قد تتطلب علاجًا مكثفًا، حيث أنّها قد تنتقل إلى مجرى الدم وتؤدي إلى مواجهة حالات مرضية خطيرة، فالتهابات المسالك البولية إذا لم تُعالج بشكل صحيح يمكن أن تنتشر وتسبب مضاعفات في الكلى والمثانة، لذا فإنّ العلاج الفوري بالمضادات الحيوية المناسبة تحت إشراف الطبيب ومتابعة الحال الصحية للطفل بشكل دوري يمكن أن يساعد في الوقاية من هذه المشكلة.
تأخر في النمو
قد يؤدّي عدم تلقّي الطفل الرضيع للعلاج اللازم إلى تأخّر في نموّه الجسدي والعقلي بسبب نقص التغذية السليمة وانتشار السموم في جسمه،وهذا قد يكون له تأثير طويل الأمد على حياة الطفل، فالصحة الجسدية والعقلية لديه تعتمد بشكل كبير على التغذية السليمة وتوفير البيئة الصحية المناسبة.
يمكن أن يؤثّر التأخر في النمو على الأداء الأكاديمي والاجتماعي للطفل في المستقبل، ولذلك يجب على الأهل الحرص على متابعة الحال الصحية لديه بشكل دوري وتوفير الرعاية اللازمة.
الخطوات العلاجيّة الموصى بها
يتطلّب علاج عدم تبول الطفل حديث الولادة تدخلًا طبيًا سريعًا لتجنّب الأضرار المحتملة، لذا سنقدّم لكِ بعض النصائح والتوجيهات التي يمكن اعتمادها للتخفيف من هذه الحال في ما يلي:
تقييم طبي شامل
يجب إجراء فحوصات طبية شاملة لتحديد السبب الرئيسي لعدم التبول، بما في ذلك الفحوصات الدموية والأشعة، فهذا يساعد الأطباء في وضع خطة علاجية مناسبة لكل حال، والتشخيص الدقيق هو الخطوة الأولى نحو العلاج الفعال، ويجب على الأهل الالتزام بإجراء الفحوصات الدورية والمتابعة الطبيّة للتأكّد من سلامة الطفل.
ترطيب الجسم
في حال الجفاف، يجب زيادة كمية السوائل التي يتلقاها الطفل سواء عن طريق الرضاعة الطبيعية أو المحاليل الوريدية، فهذا يساعد في تحسين وظائف الكلى وتشجيع عملية التبول، والترطيب السليم يؤدّي دورًا حيويًا في الحفاظ على صحة الجهاز البولي ومنع الجفاف، لذا يجب على الأهل أن يتأكّدوا من أنّ الطفل يتلقّى كميةّ كافية من السوائل يوميًا ومراقبة علامات الجفاف مثل جفاف الفم والعينين.
علاج الالتهابات
إذا كانت المشكلة ناتجة عن التهابات، يجب استخدام المضادات الحيوية المناسبة لعلاج العدوى، لذا يجب متابعة الحال بعد العلاج للتأكد من القضاء على الالتهاب بشكل كامل، فالعلاج بالمضادات الحيوية يجب أن يكون تحت إشراف طبيب مختص لضمان فعاليته والوقاية من حدوث مضاعفات.
التدخل الجراحي
في بعض الحالات، قد يكون التدخّل الجراحي ضروريًا لإزالة الانسدادات أو تصحيح التشوّهات الخلقيّة في المسالك البوليّة، وعادةً ما تجرى هذه العمليات تحت تخدير عام وتتطلّب متابعة طبية دقيقة بعد الجراحة، ولكن هذا الإجراء قد يكون الحل الأمثل في بعض الحالات لضمان استعادة الوظائف الطبيعية للجهاز البولي، لذا يجب على الأهل مناقشة كافة الخيارات العلاجية مع الطبيب المختص والتأكد من فهم الإجراءات والمخاطر المحتملة.
الرعاية المنزلية
بعد تلقّي العلاج الطبّي، يجب على الأهل متابعة الحال الصحيّة للطفل ومراقبة عمليّة التبول بشكل منتظم لضمان عدم تكرار المشكلة، كما يجب اتّباع إرشادات الطبيب بدقة وتقديم الرعاية اللازمة في المنزل.
تشمل الرعاية المنزلية توفير بيئة صحية ومريحة للطفل، والتأكّد من تلقّيه التغذية السليمة والكافية، ومراقبة أي علامات تدل على تكرار المشكلة أو ظهور أعراض جديدة، فالأهل يجب أن يكونوا على تواصل مستمر مع الطبيب وإبلاغه بأي تغييرات في حال الطفل الصحية.
وبحسب موقع (National Institutes of Health) في فصل موسّع تحت عنوان “Urine Blockage in Newborns” يمكن إعطاء الطفل الذي يعاني من انسداد محتمل في البول أو الجزر المثاني الحالبي المضادات الحيوية لمنع عدوى المسالك البولية من التطور حتى يصحح الخلل البولي نفسه أو يتم تصحيحه بالجراحة. يمكن استخدام القسطرة المتقطعة للطفل الذي يعاني من احتباس البول بسبب مرض عصبي. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذا الفصل يمكنكِ الضغط هنا.
في الختام، تُعتبَر مشكلة عدم تبول الطفل حديث الولادة هي حال صحية خطيرة تستدعي التدخل الطبي السريع، لذا فإنّ معرفة الأسباب والأضرار المحتملة والخطوات العلاجية تساعد الأهل في التعامل مع هذه المشكلة بفعالية وضمان صحة الطفل. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأطلعناكِ على كيفيّة علاج التهاب البول عند الاطفال.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أن التوعية الصحية للأهل حول أهمية متابعة حالات التبول لدى الأطفال حديثي الولادة وفهم العلامات التي تشير إلى وجود مشكلة هي خطوة أساسية في الوقاية والعلاج المبكر، لذا يجب على الأهل عدم التردد في استشارة الطبيب فور ملاحظة أي تغيرات في نمط التبول لدى الرضيع لضمان الحفاظ على سلامته ونموه الصحي.