هل الايدز له علاج وهل يمكن الشفاء منه؟ نقدّم لك في هذا المقال اجابات شاملة حول تساؤلاتك عن فيروس نقص المناعة المُكتسبة. تابعينا!
لا تزال عدوى فيروس الإيدز تمثّل مشكلة قائمة باستمرار. ويجري البحث لتطوير أدوية جديدة لفيروس العوز المناعي البشري وعلاجات قصيرة الأمد لحالات العدوى الناتجة عنه. ولكن هل وصلنا الى الحصول على دواء أو علاج يسمح بالتعافي الكلّي من هذا المرض؟ الجواب على هذا السؤال وغيره من الأسئلة المُتعلّقة بهذا الفيروس، تجدينها في هذه المقالة.
ما هو الايدز وكيف يبدأ؟
فيروس نقص المناعة البشريّة (HIV) هو عدوى تهاجم جهاز المناعة في الجسم وتضعفه عبر استهداف الكُريات البيضاء فيه. ويمكن أن يتطور فيروس العوز المناعي البشري أو نقص المناعة البشريّة، إذا لم يعالج المصابون بعدواه، إلى ما يُعرف بفيروس الإيدز أو العوز المناعي المكتسب، وهي المرحلة الأكثر تقدماً من المرض.
أبرز عوارض هذا الفيروس
تختلف عوارض فيروس نقص المناعة البشريّة باختلاف مرحلة العدوى. إذ انّه ينتشر بسهولة أكبر في الأشهر القليلة الأولى للإصابة بالعدوى، لكن عدد كبير من المرضى لا يدركون إصابتهم بهذه العدوى حتى مراحل متأخرة بعد أن يضعف الجهاز المناعي تدريجياً. وقد لا تظهر في الأسابيع الأولى أية عوارض، أو قد تظهر على المريض أعراض مشابهة للأنفلونزا، وتتطوّر تدريجيًّا لتصبح أكثر خطورة. ومن أبرز هذه العوارض:
- الحمّى
- الصداع
- الطفح الجلدي
- التهاب الحلق
- تورم الغدد الليمفاوية
- فقدان الوزن
- الإسهال
- السعال
وقد يصاب الأشخاص الحاملون لفيروس العوز المناعي البشري، إن لم يعالجوا، بأمراض خطرة، نذكر منها:
- السل
- التهاب السحايا بالمستخفيات
- الالتهابات البكتيرية الحادّة
- بعض أنواع السرطان مثل الأورام اللّمفاوية وساركوما كابوسي.
- تفاقم حالات عدوى أخرى مثل التهاب الكبد C والتهاب الكبد B وجدري القرود
مصدر الصورة: Freepik
كيفيّة انتقال الفيروس بين الأفراد
يمكن أن ينتقل الفيروس عن طريق سوائل جسم الشخص المصاب بالعدوى، كالدم، حليب الأم، المني والإفرازات المهبلية. ويمكن أن ينتقل أيضاً أثناء الحمل والولادة للطفل.
والجدير بالذكر أنّ العدوى لا تنتقل بالمخالطة اليومية الاعتيادية، كالتقبيل أو العناق أو المصافحة أو تقاسم الأدوات الشخصية، ولا ينتقل الايدز بالاكل أو الشرب.
أمّا المصابين بعدوى الفيروس المواظبين على أخذ العلاج، الذي سنتحدّث عنه لاحقًا خلال المقال، لا ينقلون عدواه. ولذلك فإن العلاج المبكر بهذه الأدوية لديه أهمية لجهة تحسين صحة المصابين ومنع انتقال العدوى.
نصائح للوقاية من العدوى
انطلاقًا من معرفتنا بكيفيّة انتقال الفيروس، وامكانيّة الوقاية منه، يمكننا تجنّب الإصابة بالعدوى عبر اتّباع النصائح التالية:
- استخدام الواقي الذكري أو الأنثوي أثناء ممارسة الجنس
- إجراء اختبار للكشف عن الإصابة بفيروس العوز المناعي البشري وعدوى الأمراض المنقولة جنسيًا.
- عدم استعمال الإبر والحقن المستعملة وتعقيم الأدوات الطبيّة
وقد يقترح الأطباء أدوية وأجهزة طبية للمساعدة في الوقاية من فيروس العوز المناعي البشري، ومنها العقاقير المضادة للفيروسات، بما في ذلك العلاج الوقائي المأخوذ عن طريق الفم، والتي يمكن تناولها لمنع انتقال الفيروس من الأمهات إلى أطفالهن.
تشخيص الإصابة بالفيروس
يمكن تشخيص الإصابة بالايدز بواسطة فحوص التشخيص السريع التي تظهر نتائجها في اليوم نفسه، وليس عبر اجراء تحليل الدم العادي. وتكشف عن أجسام مضادّة يولّدها المصاب كاستجابة مناعية لمكافحة الفيروس، خلال 28 يوماً من إصابته بالعدوى. وقد لا تظهر النتيجة خلال هذه الفترة ولكن العدوى تنتقل. لذلك اذا تمّ اجراء الاختبار قبل هذه المدّة وكانت نتيجته سلبية، يُستحسن اعادته بعد انقضاء 28 يوماً.
أمّا بالنسبة للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 شهراً، والمولودين لأمّهات مصابات بالعدوى، فلا يكفي الاختبار السريع لتحديد الإصابة، بل يجب، وفق منظّمة الصحّة، إجراء اختبار فيروسي عند الولادة أو في الأسبوع السادس من العمر.
مصدر الصورة: Freepik
العلاجات المتوافرة لفيروس الايدز
يجري بشكل مستمرّ العمل على تطوير علاجات للإيدز، ولكن لا علاج نهائي لهذا المرض. إنّ العلاج المستخدم اليوم هو العلاج بالعقاقير المضادة للفيروسات والذي يمنع تكاثر الفيروس في الجسم.
يسمح هذا العلاج للجهاز المناعي للشخص المصاب بأن يصبح أقوى ما يساعده في مكافحة أنواع العدوى الأخرى. كما يقلّل من كمية الفيروس في جسم الشخص. ويؤدي إلى إيقاف الأعراض ويتيح للشخص أن يحيا حياة صحية، شرط أن يُأخذ يومياً طيلة ما تبقى من حياة الشخص المصاب.
ومن أبرز فوائد هذا العلاج هي أن الأشخاص المصابون، الذين يعالجون وليست لديهم بيّنات تدل على وجود فيروس في الدم، لا ينقلون فيروس العوز المناعي البشري إلى شركائهم الجنسيين كما سبق وذكرنا. واذا كنت تتسائلين عما اذا كان الزوج ينقل الايدز لزوجته، فالجواب مرتبط بالعلاج.
وينطبق الأمر نفسه على الحوامل المصابات بالفيروس، فالعلاج يحمي صحة الأم ويساعد على منع انتقال الفيروس إلى الجنين قبل الولادة، أو إلى الرضيع عن طريق حليب الأم.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، إن الوقاية خير من ألف علاج، فعل كل منّا اتّباع الخطوات الوقائيّة وتجنّب أي من مسبّبات العدوى. وإذا ما شك أي شخص يومًا باحتمال التقاط هذه العدوى وشعر بعوارض الإصابة بالايدز فعليه إجراء الفحوصات اللازمة للتشخيص والمباشرة بالعلاج لتجنّب النتائج غير المرجوة.