حبوب تنظيم الدورة تساعد على الحمل. مُعتقد سائد بين عدد من النساء، يدفعنا للتساؤل عمّا إذا كان فعلا كذلك أم أنّه يُؤثّر سلبًا على الخصوبة.
لا توجد دراسة تسلط الضوء على فرق ملحوظ بين خصوبة النساء اللاتي يتناولن حبوب منع الحمل، بغضّ النظر عن المدّة، وخصوبة النساء الأخريات. إذ انّ حبوب تنظيم الدورة الشهريّة، والّتي هي نفسها تُسمّى بحبوب منع الحمل، قد يكون لها آثار عكسيّة، مهما كان نوعها وطريقة تناولها.
سنتحدّث في هذا المقال عن تأثير حبوب منع الحمل على جسد المرأة، امكانيّة الحمل خلال تناولها، وكم من الوقت عليك الانتظار للحمل بعد التوقف عن تناولها.
تعريف حبوب منع الحمل وكيفية عملها
تساعد حبوب منع الحمل النساء على إدارة خصوبتهن عن طريق تجنب الحمل غير المرغوب فيه. كما تُستخدم أيضًا تحت مُسمّى “حبوب تنظيم الدورة” لكونها تعمل على تنظيم الدورة الشهرية من خلال التأثير على مستويات الهرمونات في الجسم.
تتكون الحبة من هرمونات اصطناعية، وتكون على شكل أقراص تحتوي على هرمون الاستروجين والبروجستيرون أو حبوب تحتوي على البروجستيرون فقط.
وتعمل وسائل منع الحمل المكوّنة من الاستروجين والبروجستيرون وفق الحالة فيكون لها تأثير على:
- الإباضة عن طريق منع تطور البويضات. وبهذه النقطة نوضح أنّ حبوب تنظيم الدورة لا تنشط المبايض، كما يظنّ البعض، بل تمنع المبيضين من إطلاق البويضة، كما أنها تبطئ من تقدم البويضة داخل قناة فالوب.
- الغشاء المخاطي للرحم الذي يصبح أرق ويجعل عملية الزرع شبه مستحيلة.
- مخاط عنق الرحم الذي يتكثّف ويمنع الحيوانات المنوية من المرور عبر عنق الرحم.
فوائد حبوب منع الحمل
بالإضافة إلى وظيفتها في منع الحمل، فإن لهذه الحبوب فوائد عدّة على الجسم نذكر أبرزها:
- تنظيم الدورة الشهرية.
- التخفيف من الآثار الضارة لمتلازمة المبيض متعدد الكيسات – .PCOS
- التخفيف من أعراض الأمراض الجلدية والغدد الصماء.
- انخفاض في المخاطر الإجمالية للإصابة بسرطان المبيض والرحم.
- التقليل من وفيات الأمهات والأجنة من خلال تعزيز تنظيم فترات الراحة بين حمل وآخر.
مصدر الصورة: Freepik
كما قد يكون للإستروجين والبروجستيرون تأثير مفيد على:
- أعراض التهاب بطانة الرحم.
- أكياس المبيض.
- تقليل خطر الإصابة بالعدوى الخطيرة للمبيضين والأنابيب والرحم.
الآثار غير المرغوب فيها لاستخدام هذه الحبوب
ككل دواء أو علاج، إن لاستخدام حبوب مع الحمل أو تنظيم الدورة عدد من الآثار الجانبية المحتملة، نذكر لك أبرزها:
- زيادة الشهية وبالتالي زيادة الوزن.
- ظهور ألم في الثدي.
- نزيف مهبلي طفيف خارج الدورة الشهرية تلاحظينه بوجود بقع دم.
- تقليل الرغبة الجنسية.
هل الحمل ممكن مع حبوب تنظيم الدورة؟
قد يكون من الممكن الحمل أثناء استخدام أي من وسائل منع الحمل وحبوب تنظيم الدورة. لكن حالات الحمل هذه ترتبط، في معظم الحالات، بالاستخدام غير الصحيح لوسائل منع الحمل، مما يقلل من فعاليتها. اليك بعض أسباب الحمل على الرغم من استخدام هذه الحبوب:
- إذا نسيت تناول الحبة يوماً أو لعدة أيام، أو إذا لم تناوليها في نفس الوقت.
- إذا كنت تتناولين أدوية أخرى في نفس الوقت، مثل المضادات الحيوية أو مضادات الاكتئاب. التفاعل قد يقلل من فعالية حبوب منع الحمل. ولهذا السبب من الضروري دائمًا استشارة الطبيب.
- إذا كنت خلال ما يُسمّى بـ”فترة التكيف”، أي لا تزالين بالأسبوع الأوّل، إذ من الممكن أن تكون الحبوب لم تصل بعد إلى أقصى قدر من الفعالية.
مصدر الصورة: Freepik
أعراض الحمل المحتملة
بما أنه لا توجد وسيلة لمنع الحمل مضمونة تمامًا بنسبة مئة في المئة، إنتبهي دائمًا الى هذه العوارض التي قد تدلّ على الحمل:
- انقطاع العادة الشهريّة
- تغيرات في الثدي
- نزول دم بداية الحمل، أو ما يُسمّي بنزيف الزرع
- غثيان
- تعب غير مبرّر
- زيادة حساسّة الشم
هل الحمل أثناء استخدام هذه الوسائل خطر؟
يتوقّف هذا الأمر على وسائل منع الحمل التي تستخدمينها. فإذا كنتِ حاملًا أثناء استخدام حبوب منع الحمل، فهذا ليس خطيرًا. إذ لا يوجد خطر حدوث تشوه أو مشاكل صحية أخرى للجنين والأم. كما أنّه لا يوجد أي خطر على بقية فترة الحمل.
ولكن إذا أصبحت حاملاً أثناء استخدام وسائل منع الحمل، فيجب عليك استشارة طبيبك على الفور للتأكد من أنه ليس حملاً خارج الرحم.
المدّة التي تحتاجينها للحمل بعد التوقّف عن العلاج
يُصبح احتمال الحمل ممكنًا بمجرد إيقاف علاج منع الحمل. قد تتمكّنين من الحمل بعد بضعة أسابيع أو أشهر. وهذا ما تثبته الدراسة التي أجراها متخصصون من قسم الطب التناسلي وأمراض الغدد الصماء النسائية في ألمانيا.
ووفقًا لأرقام المعهد الوطني للدراسات الديموغرافية الفرنسي: بعد عام واحد، حدث الحمل لدى 97% من النساء: 25٪ منهنّ حملن في الشهر الأول بعد التوقف عن حبوب منع الحمل.
في هذا السياق ينصح المختصّون بمراجعة الطبيب فورًا في حال لم يكن هناك حمل بعد سنة على التوقّف عن استخدام حبوب منع الحمل.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، مهما كان نوع العلاج الذي تقومين به، إن بهدف تنظيم الدورة الشهرية أم بهدف منع الحمل، عليك استشارة طبيبك المتخصّص الذي هو الجهة المُخوّلة للإجابة عن أسئلتك، كما أنّه سينصحك بالأنسب لحالتك. كما أنصحك بمحاولة تنظيم الدورة الشهريّة بشكل طبيعي.