سؤال اليوم: كيف افرق بين حرارة التسنين والالتهاب ؟ هذا السؤال يشغل بال الكثير من الأمهات والآباء الذين يرغبون في تقديم الرعاية المثلى لأطفالهم، حيث تعتبر مرحلة التسنين واحدة من المراحل المهمة في نمو الأطفال، وغالبًا ما تترافق هذه المرحلة مع العديد من العوارض، أبرزها ارتفاع درجة الحرارة عند الأطفال، كذلك الأمر بالنسبة لوجود التهابات.
في هذا المقال، سنستعرض بالتفصيل عوارض ارتفاع الحرارة الناتج عن الالتهابات وعوارض ارتفاع الحرارة الناتج عن التسنين، كما سنتناول كيفية التعامل مع هذه الحالات بطرق علمية مستندة إلى دراسات موثوقة، وسنتناول في كل قسم معلومات دقيقة ومفصّلة لتسهيل فهم الفرق بين الحالين وكيفية التصرّف عند مواجهة أيّ واحدة منها.
عوارض ارتفاع الحرارة الناتج عن الالتهابات
كيف افرق بين حرارة التسنين والالتهاب ؟ عندما يتعرّض الجسم للإصابة بالتهاب نتيجة دخول الفيروسات أو البكتيريا، يتحرّك جهاز المناعة ليحارب هذه العوامل الغريبة، وهذا ما يؤدّي غالبًا إلى ارتفاع في درجة الحرارة كجزء من استجابة الجسم الدفاعية، وفي هذا السياق، سنكشف لكِ عن أبرز العلامات والعوارض التي تدلّ على المعاناة من هذه الحال، وتشمل:
- ارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة: غالبًا ما ترتفع درجة حرارة الجسم الطبيعية إلى أكثر من 38 درجة مئوية وتستمرّ لأكثر من يومين.
- عوارض الجهاز التنفسي: مثل السعال، والعطس، وسيلان الأنف، وهي عوارض شائعة عند الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي.
- عوارض الجهاز الهضمي: كالإسهال أو التقيؤ، والتي قد تشير إلى التهاب معوي، وهي من ضمن أمراض الأطفال الشائعة التي تتطلّب تدخّلًا طبيًّا.
- الشعور بالتعب والإرهاق: في هذه الحال يصاحب ارتفاع الحرارة شعور عام بالوهن والضعف.
- ألم في أجزاء مختلفة من الجسم: مثل الحلق، الأذنين، أو المفاصل، وهي علامات شائعة للالتهابات المختلفة.
وفقًا لتقرير نُشِرَ على موقع (MedlinePlus) عام 2017 تحت عنوان”Fever Also called: Pyrexia”، تعد الالتهابات من أكثر الأسباب شيوعًا لارتفاع الحرارة لدى الأطفال، وهي تتطلب عادةً علاجًا طبيًا مناسبًا، ومن المهمّ مراقبة العوارض الأخرى المصاحبة للحمى لتحديد ما إذا كانت هذه الحال ناتجة عن التهاب أم لا. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذا التقرير يمكنكِ الضغط هنا.
عوارض ارتفاع الحرارة الناتج عن التسنين
كيف افرق بين حرارة التسنين والالتهاب ؟ التسنين هو عمليّة طبيعيّة يمرّ بها كل طفل، وتبدأ عادةً بين عمر الستة أشهر والسنة، وفي هذه الفترة، تكون اللثة ملتهبة نتيجة خروج الأسنان الجديدة، ممّا يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع طفيف في درجة الحرارة، لذا سنكشف لكِ في ما يلي عن العوارض المتعلّقة بهذه الحال، وتشمل:
- ارتفاع طفيف في درجة الحرارة: غالبًا ما تكون درجة الحرارة أقلّ من 38 درجة مئوية ولا تستمرّ لفترات طويلة.
- زيادة في إفراز اللعاب: يقوم الطفل بالعض على الأشياء للتخفيف من ألم اللثة الذي يشعر به.
- زيادة البكاء: يزداد الطفل بكاءً أكثر من المعتاد نتيجة للشعور بالألم.
- فقدان الشهيّة: قد يمتنع الطفل عن تناول الطعام بسبب الشعور بألم في اللثة، ممّا قد يؤدي إلى نقص طفيف في الوزن.
- احمرار وانتفاخ اللثة: في هذه الحال، تكون اللثة حمراء ومنتفخة في المناطق التي تخرج منها الأسنان الجديدة.
تشير مقالة نُشِرَت على موقع (WebMD) في العاشر من مايو هذا العام تحت عنوان “Teething – What You Should Know” إلى أن التسنين قد يتسبب في ارتفاع طفيف في درجة الحرارة، ولكنه لا يؤدي إلى حمى حادة أو شديدة، كما يمكن أن يسبب هذا الوضع اضطرابًا بسيطًا في الراحة العامة للطفل، ولكن يجب التمييز بينه وبين العوارض الأكثر خطورة للالتهابات. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.
كيفيّة التعامل مع هذه الحال
كيف افرق بين حرارة التسنين والالتهاب ؟ بعد الإجابة عن هذا السؤال، سنقدّم لكِ أهمّ النصائح والتوجيهات المتعلّقة بهذه الحال، فعند ملاحظة ارتفاع درجة حرارة الطفل، يجب اتباع بعض الخطوات للتأكد من السبب وتقديم العلاج المناسب، وتشمل:
التعامل مع حرارة التسنين
- تقديم المسكنات البسيطة: مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين، لكن يجب استشارة الطبيب قبل إعطائها للطفل. هذه الأدوية تساعد في تخفيف الألم وخفض الحرارة الطفيفة التي قد تصاحب التسنين.
- استخدام عضاضات باردة: يمكن وضع العضاضات في الثلاجة ثمّ إعطاؤها للطفل لمضغها، ممّا يساعد في تخفيف الشعور بالألم في اللثة، فههذ الطريقة تعمل على تهدئة الأنسجة الملتهبة وتقليل الشعور بالألم.
- الحفاظ على نظافة الفم: يمكن استخدام قماش مبلّل لتنظيف اللثة بلطف، وذلك لتجنب التهابات الفم، فهذا يمكن أن يساعد في منع نمو البكتيريا في المناطق الملتهبة.
التعامل مع حرارة الالتهابات
- استشارة الطبيب فورًا: من المهم الحصول على تشخيص دقيق من قبل الطبيب لتحديد نوع الالتهاب ووصف العلاج المناسب، فالتأخّر في الحصول على العلاج المناسب يمكن أن يؤدّي إلى تفاقم الحال.
- استخدام الأدوية المضادة للحرارة: مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين لخفض درجة الحرارة، ولكن يجب إعطاؤها وفقًا لتعليمات الطبيب، فالحصول عليها يساعد في تقليل الحرارة وتخفيف الشعور بالألم المرتبط بالالتهاب.
- توفير الراحة والاهتمام بالتغذية: يجب الحرص على توفير الراحة للطفل وتقديم السوائل الكافية لمنع الجفاف، وكذلك تقديم الأطعمة الخفيفة التي يمكن أن يتحملها الطفل، فالحصول على التغذية الجيدة الراحة الكافية يساهم في تعزيز جهاز المناعة لدى الطفل وتسريع عملية الشفاء.
في النهاية، من الضروريّ أن نكون على دراية بكيفيّة التفريق بين حرارة التسنين والالتهاب لضمان تقديم الرعاية الصحيحة للطفل، فقد يكون ارتفاع درجة الحرارة نتيجة للتسنين أقلّ خطورة، في حين أن الالتهابات تتطلّب متابعة طبية دقيقة. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأجبناكِ على سؤال، متى يكون ارتفاع درجة الحرارة خطير عند الأطفال؟
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أعتقد أن التفريق بين حرارة التسنين والالتهاب يمكن أن يكون تحديًا للأهالي، لذا من الأفضل دائمًا استشارة الطبيب في حال ملاحظة هذه العوارض، فالتوعية والفهم الصحيح لهذه الحالات يساعدان في تقديم الرعاية المثلى للأطفال. كما أوصي بضرورة تجنّب تقديم العلاجات العشوائيّة واستشارة الأطبّاء للمساهمة بشكل كبير في الحفاظ على صحة وسلامة الأطفال.