سؤال اليوم: كيف يمكن علاج الضعف الجنسي النفسي نهائيًا؟ وهو واحد من أكثر الأسئلة شيوعًا بين الأزواج الذين يُعانون من هذه المشكلة، وهذا بسبب تأثيرها الكبير على جزء معيّن من رحلة تحقيق السعادة الزوجيّة.
سنقسّم المقال إلى أجزاء مختلفة تشمل الأسباب المحتملة، الأضرار على العلاقة الزوجية، وأهم التوجيهات العلاجية،، حيث أنّنا نسعى من خلاله إلى تقديم نصائح فعّالة مدعومة بالأبحاث العلمية لعلاج الضعف الجنسي النفسي بشكل نهائي.
الأسباب المحتملة التي تؤدّي إلى المعاناة من هذه المشكلة
تعدّ مشكلة الضعف الجنسي النفسي من المشاكل المعقدة التي تتداخل فيها العديد من العوامل، فوفقًا لدراسة نُشِرَت على موقع (Sage Journals) العام الماضي تحت عنوان “The Psychology of Erectile Dysfunction”، قد تشمل الأسباب العوامل التالية:
- الأسباب النفسية: تتضمن الشعور بالتوتر، القلق، والاكتئاب، فهذه الحالات النفسية تؤثر بشكل مباشر على الأداء الجنسي، حيث يمكن أن تسبب للمريض شعورًا بعدم الرغبة أو الخوف من الفشل، كما أنّ التعرّض للتوتر اليومي والضغوط النفسيّة يمكن أن يؤدّي إلى تعطيل عملية الإثارة الجنسية.
- الأسباب الاجتماعية: تشمل مختلف أسباب المشاكل الزوجية، وصعوبات التواصل بين الزوجين، فالعلاقات العاطفية المتوتّرة أو المتزعزعة تساهم بشكل كبير في ظهور الضعف الجنسي النفسي، حيث تبيّن أن التواصل المفتوح والصريح بين الزوجين يؤدّي دورًا كبيرًا في التخفيف من حدة هذه المشكلة.
- الأسباب الصحية: مثل الأمراض المزمنة (كمرض السكري وارتفاع ضغط الدم)، وتأثير الأدوية، حيث أنّ بعضها قد يؤثّر سلبًا على الرغبة الجنسية والأداء الجنسي.
ولمعرفة المزيدمن التفاصيل عن هذه الدراسة يمكنكِ الضغط هنا.
أضرار هذه الحال على العلاقة الزوجيّة
لا تقتصر الأضرار الناجمة عن الضعف الجنسي النفسي على الجانب الجسدي فقط، بل تمتد لتؤثر على العلاقة الزوجية بشكل كبير، لذا قبل أن نطلعكِ على كيفيّة علاج الضعف الجنسي النفسي ، سنكشف لكِ عن تأثير هذه المشكلة على جودة العلاقة المشتركة، ويشمل:
- تراجع الثقة بالنفس: يؤثر الضعف الجنسي النفسي بشكل مباشر على ثقة الشخص بنفسه، مما قد يؤدي إلى تجنب ممارسة العلاقات الحميمة، فبحسب تقرير نُشِرَ على موقع (Cleveland Clinic) هذا العام تحت عنوان “Sexual Dysfunction”، إنّ الأشخاص الذين يعانون من ضعف جنسي نفسي غالبًا ما يعانون من انخفاض كبير في مستوى الثقة بالنفس ويشعرون بالإحباط والوحدة. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذا التقرير، يمكنكِ الضغط هنا.
- زيادة التوتر بين الزوجين: قد يؤدّي الشعور بالفشل المتكرّر إلى زيادة التوتّر والمشاكل بين الزوجين، ممّا يزيد من تفاقم المشكلة ومن شدّة الضعف الجنسي النفسي، وهنا يُصبح من الصعب جدًّا التعامل مع هذا الوضع.
- الانفصال العاطفي: يمكن أن تتسبّب المعاناة من الضعف الجنسي النفسي في حدوث انفصال عاطفي بين الزوجين، حيث يشعر الطرف المتأثّر بعدم القدرة على تلبية احتياجات الشريك، وهذا ما يمكن أن يؤدي بدوره إلى تدهور العلاقة الزوجية بشكل عام.
أهمّ التوجيهات التي تضمن علاج هذه المشكلة
من أجل علاج الضعف الجنسي النفسي بشكل فعّال، من الضروري اتباع مجموعة من التوجيهات المدعومة علميًا، والتي سنكشف لكِ في ما يلي عن أهمّها، وتشمل:
- العلاج النفسي: وفقًا لدراسة نُشِرَت على موقع (Royal Australian College of General Practitioners) عام 2020 وتحت عنوان “Sexual dysfunctions and sex therapy: The role of a general practitioner”، فإن الخضوع للعلاج النفسي يعتبر من أنجح الأساليب في التخلّص من الضعف الجنسي النفسي، حيث يمكن للعلاج السلوكي المعرفي (CBT) أن يساعد الشخص على التغلب على الشعور بالقلق والتوتر المرتبط بالأداء الجنسي، فالجلسات العلاجيّة توفّر بيئة آمنة لمناقشة المشاكل النفسية والعمل على حلها.
- التواصل المفتوح بين الزوجين: من الضروريّ أن يكون هناك حوار مفتوح وصريح بين الزوجين حول المشكلة، فالتواصل الجيد يمكن أن يساعد في تقليل التوتر وتحسين الفهم المتبادل، فقد أكّد تقرير نُشِرَ على موقع (Novus) العام الماضي تحت عنوان “The Role of Communication in Building Healthy Sexual Relationships, Talk it Out: The Power of Communication in Strengthening Intimacy”،أنّ التواصل الفعّال يمكن أن يساعد الأزواج على التغلب على العديد من المشاكل الجنسية. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عنه يمكنكِ الضغط هنا.
- اتباع نظام حياة صحي: يشمل ذلك ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والحفاظ على نظام غذائي متوازن، فممارسة النشاط البدني يمكن أن يحسن من الدورة الدموية ويزيد من مستوى الطاقة، ممّا يُحسّن الصحة الجنسية بشكل كبير.
- الاستشارة الطبية: من المهم زيارة الطبيب لاستبعاد أي أسباب طبية محتملة، حيث يمكنه أن يساعد في تقديم النصح حول الأدوية التي قد تؤثر على الأداء الجنسي، وفي بعض الحالات، قد يكون من الضروريّ تغيير الأدوية أو تعديل الجرعات لتجنب الآثار الجانبية السلبية.
في ختام هذا المقال، نجد أن علاج الضعف الجنسي النفسي يتطلّب اتباع نهج شامل يشمل العلاج النفسي، والتواصل الجيد، واتباع نمط حياة صحي، لذا من الضروري أن يكون هناك دعم من الشريك وفهم متبادل للمشكلة. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأطلعناكِ على أسباب ضعف الرغبة المفاجئ لدى النساء.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أن الضعف الجنسي النفسي هي مشكلة قابلة للعلاج بشكل كبير إذا تم التعامل معها بطريقة صحيحة ومدعومة بالأبحاث العلمية، لذا من المهم أن يتذكر الأزواج أن هذه الحال ليست نهاية الطريق، بل هي بداية لمرحلة جديدة من الفهم والدعم المتبادل، لذا يجب أن يكون هناك تفاؤل وإصرار على تجاوز هذه المرحلة بنجاح.