سنكشف لكِ عن أسباب الم الثدي اثناء الرضاعة الطبيعية في هذا المقال الجديد على موقعنا الرسميّ “عائلتي”، والذي سنقدّم من خلاله أهمّ النصائح والتوجيهات للتخفيف من تأثير هذه المشكلة وسنطلعكِ على أفضل الأساليب الصحيحة التي يُفضَّل اعتمادها خلال هذه العمليّة للتعامل مع مشاكل الرضاعة الطبيعية الشائعة.
إنّ الشعور بألم الثدي أثناء الرضاعة الطبيعية هي مشكلة تواجهها العديد من الأمهات الجدد، مما قد يجعل هذه المرحلة المهمة مليئة بالتحديات، فهذه العمليّة تُعَدّ أحد أفضل الطرق لتغذية الطفل وتعزيز رابطة قوية بينه وبين أمّه، لكنها قد تكون مصحوبة بألم وصعوبة في بعض الأحيان.
الأسباب المحتملة لمواجهة هذه المشكلة
قد يكون الم الثدي اثناء الرضاعة الطبيعية ناتج عن عدّة أسباب وعوامل، لذلك من الضروريّ التعرّف عليها، في هذا السياق، سنشكف لكِ في ما يلي عن أبرزها وأكثرها شيوعًا، وتشمل:
1. تشقّق الحلمات
إنّ تشقق الحلمات يعدّ من أكثر الأسباب شيوعًا للشعور بألم الثدي أثناء الرضاعة، وهو عادةً ما يحدث بسبب التثبيت غير الصحيح للطفل على الثدي; فعندما لا يكون فمه مفتوحًا بشكل كافٍ أو لا يغطي جزءًا كبيرًا من الهالة، فإنه يمكن أن يسبب ضغطًا مفرطًا على الحلمات، ممّا يؤدي إلى حدوث تشققات وألم شديد، كما يمكن أن تزداد الحال سوءًا مع الرضاعة المستمرة، ممّا يسبب نزيفًا وألمًا حادًا، ولتفادي ذلك من الضروريّ إيجاد طرق علاج تشققات الحلمتين اثناء الرضاعة.
2. احتقان الثدي
يحدث احتقان الثدي عندما يمتلئ بالحليب بشكل مفرط ويصبح قاسيًا ومتورمًا، وعادةً ما يحدث ذلك في الأيام الأولى بعد الولادة عندما يبدأ الحليب بالتدفق بكميات كبيرة، عندها يمكن أن يكون ذلك مؤلمًا للغاية ويصعب على الطفل الإمساك بالثدي بشكل صحيح، مما يزيد من الألم ويعوق عملية الرضاعة.
3. التهاب الثدي
التهاب الثدي، المعروف أيضًا بالتهاب الغدد اللبنية والذي يُسبّب ألم كالحرق في الثدي، هو عدوى بكتيرية تصيب أنسجة الثدي، وتظهر عوارضه على شكل ألم حاد، احمرار، وتورم في الثدي، بالإضافة إلى ذلك، قد تعاني الأم من عوارض مشابهة للأنفلونزا مثل الحمى والإعياء، مما يجعل الرضاعة الطبيعية تحديًا كبيرًا.
4. القلاع الفموي
إنّ القلاع الفموي هو عدوى فطرية يمكن أن تنتقل من فم الطفل إلى حلمات الأم أثناء الرضاعة، ممّا يسبّب الشعور بالحكة وألمًا حارقًا في الحلمات، وغالبًا ما يستمر ذلك حتى بعد انتهاء الرضاعة، ممّا يجعل عملية الرضاعة غير مريحة بشكل كبير للأم والطفل على حد سواء، وعادةً ما يمكن مُلاحظة هذه المشكلة عندما يكون لسان الرضيع ابيض.
النصائح العلاجيّة الموصى بها
يمكن علاج الم الثدي اثناء الرضاعة الطبيعية من خلال اتّباع بعض النصائح والتوجيهات الفعّالة والتي تُساهم في التخفيف من العوارض وتأثيرها على صحّة المرأة والطفل، لذلك سنقدّم لكِ أبرزها في ما يلي:
1. العناية بالحلمات
للتخفيف من تشقّق الحلمات، يمكن استخدام كريمات مرطبة آمنة للرضاعة مثل اللانولين، والتي تساعد في ترطيب الحلمات وتسريع شفاء التشققات، كما يُنصح أيضًا بتركها لتجفّ في الهواء بعد الرضاعة وتجنّب استخدام الصابون المباشر عليها لأنه قد يسبب جفافها ويزيد من تشققها.
2. تقليل الاحتقان
لتقليل احتقان الثدي، يمكن استخدام كمادات دافئة على الثدي قبل الرضاعة لتسهيل تدفق الحليب وتخفيف التورم، أمّا بعدها، فيمكن استخدام كمادات باردة لتقليل الالتهاب والتورم، وإذا كان الاحتقان شديدًا، يمكن استخدام مضخة الثدي لشفط الحليب وتخفيف الضغط.
3. علاج التهاب الثدي
عند الإصابة بالتهاب الثدي، من الضروري استشارة الطبيب الذي قد يصف مضادات حيوية للقضاء على العدوى، ويُنصح أيضًا بالاستمرار في الرضاعة أو شفط الحليب للحفاظ على تدفق الحليب ومنع تفاقم الاحتقان، كما أنّ الحصول على الراحة والتغذية الجيدة وشرب الكثير من السوائل يمكن أن يساعد أيضًا في تسريع الشفاء.
4. علاج القلاع الفموي
لعلاج القلاع الفموي، يمكن للطبيب أن يصف مضادات فطرية للأم والطفل، وذلك إلى جانب الحفاظ على نظافة الحلمات والزجاجات والحلمات الاصطناعية وتعقيمها بانتظام لتجنب إعادة العدوى، كما يمكن أيضًا استخدام بعض العلاجات الطبيعية مثل دهن الحلمات بزيت جوز الهند، الذي له خصائص مضادة للفطريات.
تقنيات الرضاعة الصحيحة
بعدما أطلعناكِ على أسباب الم الثدي اثناء الرضاعة الطبيعية وقدّمنا لكِ أهمّ النصائح والتوجيهات التي تُعالج هذه المشكلة، سنكشف لكِ عن أفضل التقنيّات الفعّالة والصحيحة التي يمكنكِ استخدامها عند الرضاعة، وتشمل:
1. وضعية الرضاعة
تؤدّي وضعيّة الرضاعة الصحيحة دورًا كبيرًا في تقليل ألم الثدي، لذا يجب أن يكون الطفل موجهًا نحو الثدي بشكل صحيح، بحيث يكون فمه واسعًا ويغطي جزءًا كبيرًا من الهالة، ممّا يُساعد في توزيع الضغط بالتساوي وتجنب الضغط المباشر على الحلمات.
2. التثبيت الجيد
إنّ التثبيت الجيد للطفل على الثدي يساعد في منع تشقق الحلمات ويضمن فعالية الرضاعة، لذا تأكدّي من أنّ شفتيه مقلوبتان إلى الخارج وأن لسانه تحت الحلمة، كما يمكن استخدام تقنيات مختلفة لضمان التثبيت الجيد مثل تثبيت الطفل بزاوية صحيحة وضبط وضعية رأسه ورقبته بشكل مريح.
3. تغيير الوضعيات
إنّ تغيير وضعيات الرضاعة بانتظام يمكن أن يساعد في تجنب تشقق الحلمات واحتقان الثدي، لذا جربي وضعية المهد، وضعية الكرة، ووضعية الاستلقاء لتوزيع الضغط على الثدي بشكل متساوٍ لضمان تجنّب الضغط المستمر على نفس المناطق من الحلمة والثدي.
4. فحص حلمة الثدي
إنّ فحص حلمة الثدي بانتظام للتأكد من عدم وجود تشققات أو علامات للعدوى يمكن أن يساعد في الكشف المبكر عن أي مشاكل وتجنب الألم المستمر، كما يمكن استخدام المرآة لمراقبتها بانتظام وتحديد أي تغييرات غير طبيعية.
في الختام، إن ألم الثدي أثناء الرضاعة الطبيعية هو تحدي يمكن التغلب عليه من خلال المعرفة والتطبيق الصحيح للنصائح والتقنيات، فعلى الرغم من أنّه يمكن أن يكون شديدًا، إلا أن الفوائد العظيمة للرضاعة الطبيعية تستحق الجهد المبذول.
بتفهم الأسباب المحتملة للألم واتخاذ الإجراءات اللازمة للتعامل معها، يمكن للأمهات تجربة رضاعة طبيعية مريحة وناجحة،لذا لا تترددي في طلب المساعدة من المستشارين المختصّين في الرضاعة الطبيعية أو الأطباء لضمان حصولك على الدعم المناسب والتوجيه الصحيح خلال هذه المرحلة المهمة، لا سيّما قبل اتّباع أيّ نصحية أو إجراء أيّ تعديل،ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأطلعناكِ على حقائق عن الرضاعة الطبيعية ستجعلك أكثر تعلقًا بها.