اكتشف فريق من الباحثين بقيادة جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس صلة بين علامات مبكرة للبلوغ الكظري للبنات البكر وتعرض أمهاتهن لمستويات عالية من التوتر خلال الحمل، في المقابل لم يتم العثور على نتائج مماثلة في حال الأولاد أو البنات غير البكر.
نُشرت نتائج هذه الدراسة طويلة الأمد، التي استمرت 15 عامًا، في عدد فبراير من مجلة “النفسونيوروإندوكرينولوجي”، لذلك سنطلعكِ على تفاصيلها في هذا المقال الجديد على موقعنا، مع العلم أنّنا سبق وعرضنا لكِ دراسة حصرية تكشف تفاصيل حول تأثير صدمة الطفولة على الدماغ.
في تفاصيل هذه الدراسة
تعد هذه الدراسة الأولى التي تحدد نمطًا مبكرًا للبلوغ الكظري نتيجة للتوتر خلال الحمل، حيث تتميّز هذه الحال بتغيّرات مثل نمو الشعر في الجسم وظهور البثور في الوجه وجوانب من نضوج الإدراك، ولكنه لا يتضمن تطوير الثدي أو بداية الحيض للفتيات أو تكبير الخصيتين للأولاد.
تُضيف هذه النتيجة إلى الأبحاث في مجال برمجة الجنين، وهي الدراسات التي تستكشف تأثير التوتر وعوامل أخرى تؤثر على الأمهات الحوامل على الأجنة والأطفال لفترة طويلة بعد الولادة.
“إن هذا الاكتشاف الفريد من نوعه ومثير للاهتمام عندما ننظر إليه من خلال عدسة تطورية”، قالت مولي فوكس، عالمة الأنثروبولوجيا في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، التي قادت الدراسة بالتعاون مع زملائها من جامعة كاليفورنيا في إيرفين، وجامعة كاليفورنيا في ميرسيد، وجامعة تشابمان، وجامعة دنفر.
توضح فوكس أن نضوج البنت البكر، ولكن ليس بداية الحيض المبكر، قد يمكّنها من مساعدة والدتها في رعاية أطفالها الآخرين بنجاح، توفر هذه النتيجة أيضًا رؤى حول ما يُعرف بـ “متلازمة الابنة الكبرى”، الظاهرة الاجتماعية والثقافية التي يُناقشها الأشخاص عبر الإنترنت، والتي تشير إلى الرعاية والعمل المنزلي الذي تتحمله الإناث البكر، بصورة مدركة أو غير مدركة، للمساعدة في تحمل المسؤوليات التقليدية للوالدين أو البالغين الآخرين الضرورية لتشغيل منزل.
شارك الباحثون في الدراسة في مستوصفين توليد في جنوب كاليفورنيا خلال زيارات الرعاية الطبية الروتينية للفصل الدموي الأول، وكانت النساء في متوسط عمر 30 عامًا، جميعهن في الثامنة عشرة أو أكبر، وكنّ في حمل أحادي.
بالنسبة لنصفهن تقريبًا، كان هذا هو حملهن الأول، وكانت نسبة 45% من البيض/غير اللاتينيات ونسبة 30% كانت لاتينيات، وكن جميعهن غير مدخنات ولم يكن لديهن استخدام للمواد الستيرويدية أو التبغ أو الكحول أو غيرها من المخدرات الترفيهية أثناء الحمل، كان 48% من الأطفال الذين وُلدوا لهؤلاء الأمهات إناثًا و52% كانوا ذكورًا.
تم قياس مستويات التوتر والاكتئاب والقلق لدى النساء في الأسابيع 15 و19 و25 و31 و37 من الحمل لإنشاء نقاط تجميع نفسي للتوتر النفسي الحملي، وتم أيضًا تقييمهن في الفترة ما بين شهرين إلى ثلاثة أشهر بعد الولادة لتحديد درجة التوتر النفسي بعد الولادة، أمّا التقييمات فكانت تسأل المشاركات عن درجة صحة العبارات مثل “شعرت بالوحدة”، وكان مثالًا على سؤال القلق كم مرة شعرن بعوارض معينة، مثل “القلق”.
في الأعمار 8-10، 11-12، و13-16، تم قياس مؤشرات البلوغ الكظري والجنسي للأطفال بشكل منفصل، بما في ذلك نمو الشعر في الجسم، وتغييرات الجلد، وزيادة الطول أو فترات النمو، وتطوير الثدي وبداية الحيض (للإناث)، وتغييرات الصوت ونمو الشعر في الوجه (للذكور)، وقد تمّ قياس مستويات الهرمونات الدلالية للبلوغ الكظري والجنسي من خلال عينات اللعاب في جميع مراحل التقييم.
قيست الصعوبات التي واجهها الأطفال في الطفولة لمراعاة عوامل أخرى تعرف بتوقيت مبكر للنضوج أو علامات البلوغ في الأطفال والمراهقين، وكانت هذه تشمل وفاة والدين أو انفصال الوالدين قبل سن الخامسة، وغياب الأب ونسب التأخير في الدخل إلى الاحتياجات المعيشية التي تمر بها الأسرة في سن 7-9.
تضيف هذه الدراسة إلى المعرفة في مجالنا، حيث تظهر الآثار الهامة والمدى الطويل للتأثيرات النفسية والبيئية وغيرها من العوامل على النساء وأطفالهن خلال فترة الحمل، ويعتبر ذلك أمرًا هامًا مع مواصلة البحث عن حلول عملية وسياسات تُسهم في تحسين الرعاية الصحية والرفاه العام للأمهات الحوامل.
أخيرًا، يمكنكِ أن تتابعي أيضًا على موقعنا، دراسة جديدة: الدورة الشهرية تسبب تغيرات في بنية الدماغ.