مصدر الصورة: Image by prostooleh على Freepik
لا شكّ أن إجراء تحليل الجينات الوراثية للزوجين هو من أهمّ الخطوات التي يجب عليكما فعلها قبل الزواج وقبل التخطيط للحمل، حيث أنّها فحوصات تستند على قاعدة البيانات الكيميائيّة أو الحمض النووي (DNA) الذي يمتلك جميع معلوماتكما الجينيّة والقادر على كشف أي مشكلة في حال وجود طفرات معيّنة، وعادةً ما يتمّ إجرائها من أجل حماية الأطفال من الإصابة بالأمراض الأكثر شيوعاً في أوساط الأطفال خاصّةً المنقولة وراثيُا.
في الأسطر القادمة من مقالتنا اليوم سنكشف لك عن أهميّة إجراء تحليل الجينات الوراثية للزوجين ودورها الذي تؤدّيه في حماية أطفالهما في المسقبل بالإضافة إلى الكشف عن بعض الحالات الأخرى التي يتمّ فيها اتّخاذ هذا الإجراء.
دور هذه الفحوصات في حماية أطفالك
يعاني اليوم حوالي 3% من الأطفال المولودين حديثًا من أمراض توارثوها عن أهلهم، هنا يكمن دور إجراء تحليل الجينات الوراثية للزوجين الذي يساعد في الكشف المبكر عن الأمراض التي يحملانها والتي من المحتمل أن تنتقل إلى أطفالهما في المستقبل لأنّها ناتجةً عن حدوث خلل في المادّة الوراثيّة، فالفحوصات ما قبل الزواج لا تقتصر فقط على النفسيّة منها بل أيضًا على الصحيّة، وذلك بهدف الحدّ من انتشار الأمراض في المجتمع وحمايتكما من عيش تجربة مؤلمة في معاناة أبنائكما; يجب التنويه أنّ النتيجة السلبية لهذا التحليل لا تعني أنّ الطفل لن يُصاب بالأمراض، والنتيجة الإيجابيّة ليست إشارةً على أنّكما لا تستطيعان الزواج ولكنّنا ننصح في هذه الحال عدم الإنجاب بالطريقة الطببيعية بل اللجوء إلى الوسائل التي يوصي بها الأطبّاء كتقنيّة الحقن المجهري من أجل تفادي نقل الأمراض كالإصابة بعوارض السكري لدى الأطفال أو متلازمة داون ومتلازمة تثلث الصبغي 18، والجدير بالذكر أنّ هذه الفحوصات لا تكشف فقط عن ما ذكرناه سابقًا، بل تخبركما باحتماليّة الإصابة بعوارض الأمراض المنقولة جنسياً لدى الرجال والنساء أيضًا.
الحالات الأخرى التي يتمّ فيها إجراء هذه الفحوصات
ليس من الضروري أن يكون إجراء تحليل الجينات الوراثية للزوجين دائمًا من أجل الكشف عن الأمراض المنقولة للأطفال، بل من الممكن فعلها بهدف التأكّد من بعض الحالات الصحّية التي تتمتّعان بها، وأبرزها:
- الاختبارات التشخيصية: تستخدم هذه الاختبارات عندما يعاني الشخص عوارض مرضٍ قد يكون ناجمًا عن تغييرات جينية، على سبيل المثال، يمكن إجراء هذه الفحوصات لتأكيد الإصابة بالتليف الكيسي أو داء هنتنغتون.
- اختبارات تنبؤية وسابقة للعوارض: إذا كان لدى الأسرةِ تاريخًا من الإصابة بمرضٍ وراثيّ، فالخضوع لاختبار جيني قبل الإصابة بعوارض المرض قد يُظهِر ما إذا كان الشخص معرضًا للإصابة به، فعلى سبيل المثال، قد تُجرى هذه الفحوصات لتحديد احتمالية الإصابة بأنواع معينة من سرطان القولون والمستقيم.
- اختبار حامل الطفرة الجينية: يمكن للفحص الموسع للكشف عن حمل الطفرة الجينية، أن يرصد الجينات المرتبطة بنطاقٍ عريضٍ من الأمراض والتحورات، وذلك عبر الكشف ما إذا كان الطرف الآخر حاملًا للجين نفسه.
- الصيدلة الجينية: إذا كان الشخص يعاني من حالٍ صحيةٍ معيّتةٍ أو مرضًا محددًا، فهذا النوع من الاختبارات الجينية قد يساعد على تحديد الدواء والجرعة الأكثر فعالية ونفعًا له.
في الختام، يجب أن يتم إجراء الاختبارات الجينية تحت إشراف طبيبٍ أو مستشارٍ وراثيّ، ومناقشة النتائج والمخاطر المحتملة معه، ومن الجدير بالذكر أنّنا أخبرناك عن نصائح من المهمّ معرفتها قبل الزواج.