خصوصاً خلال السنتين الأوليتين من حياته، يمرّ طفلكِ بمراحل نمو ذهنية مفصلية بوتيرة سريعة، إذ إنّ حجم دماغه يتضاعف منذ ولادته وحتى بلوغه هذا العمر 3 مرّات!
ومع وجود المحفّزات من حوله وتفاعله معها، يقوم طفلكِ بتأسيس قدراته الذهنية منذ هذه المرحلة الأوّلية. ولكن، إن كنتِ تظنين أنّ تأمين محفّزات كثيرة لدماغه ستقوم بتنمية ذكائه، فأنتِ مخطئة للغاية! إذ تبين من خلال دراسة حديثة أنّ إمضاء الأطفال الرضع أو ما دون الثانية الكثير من الوقت أمام التلفاز يتسبّب بالإفراط في تحفيز أدمغتهم، ما يتسبّب بأضرار على المدى البعيد.
إذ أظهرت النتائج أن وكلّما قام الطفل بمشاهدة التلفاز لوقت أطول ما قبل سنّ الثالثة، كلّما عانى مستقبلياً من مشاكل في الإنتباه، خصوصاً على مقاعد الدراسة، مقارنة بالأطفال الذين لم يشاهدوا التلفاز.
الكميّة، والنوعية أيضاً!
وعلى ما يبدو، فإنّ كلّ أم عليها أن تنتبه خلال وضع طفلها أمام الشاشة ليس للوقت فقط، بل لنوعية ما يشاهده! إذ إنّ بعض البرامج، حتى تلك المخصّصة للأطفال الرضع والأكبر سناً قد لا تلائم دماغه وتحدث ضرراً أكثر مما تفيد.
ومن عوارض الضرر الناجم عن مشاهدة التلفاز في سنّ مبكر وبشكل مفرط نذكر القلّة في النوم، التيقّظ المفرط، المزاجية وعدم القدرة على التركيز.
ماذا عن عن الألواح الإلكترونية والأدوات التعليمية الأخرى؟
يشير الخبراء في هذا الخصوص إلى أن قضاء وقت قليل على التطبيقات التفاعلية الخاصّة بالأطفال على الألواح الإلكترونية أمرٌ مقبول، خصوصاً أنّ الطفل في هذه الحالة يتفاعل مع اللعبة أو التطبيق الخاص بعمره، عكس التلفاز الذي يضعه في خانة المتلقي فقط. فحتّى 30 إلى 60 دقيقة من الوقت على التطبيقات التي تلائم عمر طفلكِ ليست بالأمر السيء إطلاقاً، شرط عدم تخطّي هذا الوقت.
لذلك، وفي المرّة المقبلة التي تنوين وضع طفلكِ أمام التلفاز أو حتى لمشاهدة فيديوهات لأغانٍ وبرامج مخصّصة لعمره، تذكّري بأن تأخذي بعين الإعتبار نتئاج هذه الدراسة، وتتفادي تركه لساعات طويلة كما هو شائع لإلهائه كي تنتهي من الأعمال المطلوبة منكِ!
إقرئي الميد: لن تصدّقي الخطر الذي تشكّله هذه اللعبة على حياة طفلك!